أخطار الذنب الخمسه 

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

- خطر القبح: من أخطار الذنب اتّصاف العمل بالقبح عند الشاهدين.

إنّ الفعل إذا لحظه الشهداء (جمع الشاهد) فعلاً قبيحاً كان موجباً للمذمّة والملامة، من هم الشهداء؟

الشاهد الأوّل بعد الله تبارك هم الملائكة المقرّبون الكاتبون "الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وَكُنْتَ أنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ" (دعاء كميل)

والشاهد الآخر هو محمد صلّى الله عليه وآله، قال سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة: 143)

وبناءً على ذلك فإنّ العفو عن الذنب وإنْ أسقط العقوبة ولكنّه لا يرفع القبح، فإنّ هذا الفعل ما زالت صورته قبيحة في عين الملائكة، ما زالت صورة ذلك الفعل قبيحة ذميمة في أنفس الشهداء، ما زالت صورتي قبيحة في أعين الملائكة، في أعين محمّد وأهل بيته (عليهم السلام)، وهذا خطر من أخطار الذنب "وَسِتْرَكَ عَنْ قَبيحِ عَمَلي"

-  خطر الجرأة على المعاصي: إذا أذنب العبد ذنباً اجترأ على الذنب الآخر، وإذا أذنب الثاني اجترأ على الثالث.

ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "اتّقوا الكذب الصّغير منهُ والكبيرَ في كلِّ جِدٍّ وهَزْلٍ، فإنّ الرّجُلَ إذا كَذَبَ في الصّغير اجْتَرَى على الكبير"

ولذلك ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليه السلام: "أشدّ الذنوب ما استهان به صاحبه"، فهو موجبٌ للجرأة على المعاصي وبهذا اللحاظ يُسمّى الذنب "جُرماً"، وهو ما قصده عليه السلام بقوله: "وَحِلْمَكَ عَنْ كَثيرِ جُرْمي" 

هذه الفقرات تتعرّض للأخطار الخمسة التي ذكرناها، فالمؤمن في هذا المقام يقول لربّه: يا ربّ قني من الذنوب ومن أخطار الذنوب:

- قنِي من الخطر الأوّل وهو خطر العقوبة: بالعفو، والعفو هو عبارة عن محو العقوبة "عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبي" 

-  وقِنِي من الخطر الثاني وهو خطر اسوداد النّفس وظلامها بأن تجعل قلبي صفحة مشرقة بيضاء... "وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطيئَتي" والتجاوز عن الخطيئة برفع اسوداد القلب الذي حدث نتيجة الذنب.

وقِنِي من الخطر الثالث وهو خطر البُعد عنك، بأن تُقرّبني منك، بأنْ تجعلني وعاءً مستحقّاً لرحمتك، ولذلك قال عليه السلام: "وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمي" والصفح هو عدم التثريب، وعدم اللوم، وعدم المعاتبة.

 وقِنِي من الخطر الرابع وهو اتّصاف صورتي بالقُبح في أعين الملائكة وفي أعين محمّد وآل محمّد (عليهم السلام) من الشهداء، بأن تستر ذنبي حتى عن أعين هؤلاء، ولذلك قال عليه السلام: "وَسِتْرَكَ عَنْ قَبيحِ عَمَلي"

وقِنِي من الخطر الخامس وهو خطر الجرأة على المعاصي والذنوب، بأن تُلهمني نور الهداية ونور التوبة، وأن تجعلني من التائبين المُنيبين المُقبلين إليك... "وَحِلْمَكَ عَنْ كَثيرِ جُرْمي"
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/23



كتابة تعليق لموضوع : أخطار الذنب الخمسه 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net