التباينات العجيبة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ومن التباين ما هو تضاد أي بمعنى أوضح رؤى تتضارب باتجاهات متعاكسة وبعض تلك التباينات تصل حد السخرية المؤلمة.. (مفكرون، محللون.. فقهاء، اقتصاديون عراقيون، عرب مسلمون) يطالبوننا للمسير في فلك الاقتصاد الأمريكي وعدم التخلف عن ركب العولمة وآليات السوق الحرة وكأنها السبيل الوحيد للنهضة والتقدم وانقاذ الأمم من المحن الاقتصادية، وبالمقابل هناك من هو حذر من المتابعة العمياء لسياسات العولمة وتخصص في التبرير والتحوير.
فالدين عندنا لابد أن نعيشه بمعزل عن السياسة، ويعني ان الفكر الاقتصادي ليس من اختصاصات الدين عند المتحررين الجدد وهذه رؤيا ترى جمود الشريعة الاسلامية عبر تأويلات فاسدة وخلط اوراق وفرضيات لامبرر لها، وفي اعقاب الكارثة الاقتصادية التي لحقت بالأسواق المالية الامريكية ظهرت رؤى ومطالب لبعض مفكري الغرب تسعى لانقاذ الفكر الاقتصادي من التساهل في تبرير الفائدة والتلاعب بقواعد التعامل والافراط في المضاربات غير المشروعة، وقبل عشرين عاما وأكثر قدم (موريس آلي) وهو رجل اقتصادي فرنسي حائز على جائزة نوبل في الاقتصاد اقتراحا للخروج من الازمة الاقتصادية التي يشهدها الاقتصاد لتوازن شرطيين هما تعديل معدل الفائدة الى حدود الفقر، ومراجعة معدل الضريبة الى ما يقارب 2% ويعني تطبيق النهج الاسلامي للقضاء على الربا، واعتماد الزكاة وعلى مدى العشرين عاما...
تواردت الكثير من هذه الآراء مثل (بو فيس فانسون) رئيس تحرير مجلة (تشالينجز) من اكبر الصحف الاقتصادية في اوربا وغيره الكثير، فأصبحنا امام تناقض عجيب، والشريعة الاسلامية في واقع الحال لاتحتاج الى شهادة احد من الغرب او الشرق لنعترف حينها بأسس الصلاح الاقتصادي الاسلامي السليم... بالنظر الى خصائص أسس الاصلاح الاقتصادي، ومن ارتباط الغلاء بالمعصية، ومن ارتباط البركة والنماء بالطاعة، والمكسب المعنوي والسعادة النفسية وراحة البال والضمير والمكسب الاخروي الى جانب المكسب الدنيوي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat