الثقافة الصحية عامل مهم في تطور المجتمع
مريم السريح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تسعى معظم بلدان العالم لتحقيق طموحاتها في إحداث التغييرات الجذرية الشاملة في الأوضاع الإجتماعية وبضمنها الواقع الصحي. فتعمل على تأمين العناية الصحية والدواء والوقاية من الأمراض، وتعمد الى وضع الخطط العلمية والدراسات المنسجمة مع الامكانيات المتوفرة حفاظا على الطاقات البشرية وحياة الانسان صانع المستقبل الجدي. وفي بلدنا وكضرورة موضوعية لتغيير الواقع المتخلف الموروث والمتميز بقلة الوعي الصحي واعتماد الأساليب البدائية القديمة في العلاج، لابد وان تتضمن الخطط التنموية حقولا خاصة بالشؤون الطبية والصحية، تؤكد على الخدمات الوقائية والعلاجية التي يجب أن تقدم لأبناء الشعب لتحقيق هذا الهدف. ومن بين ما يتطلبه النهوض بالواقع الصحي هو الإرشاد والتثقيف الصحي. والملاحظ ان الكثير من بلدان العالم اهتمّت بهذا الموضوع منذ وقت ليس بالقصير حيث ارتفعت الى مستوى صحي متقدم جدا مع مرور الزمن، وجعلت موضوع الثقافة الصحية من المواضيع الرئيسية في منهاج عملها وحياتها اليومية، إذ انها ترى بأن الإرتفاع بالمستوى الصحي العام الى مقام متقدم يعني التقدم بالمستوى الثقافي والنضج الاجتماعي. وهناك العديد من الدول المتقدمة في هذا المضمار لا تحتاج الى المزيد من الاحتياطات والاجراءات الوقائية لأن كل فرد منها ذو ثقافة علمية عالية، وهو يعتبر الوقاية الصحية جزءا من حياته الخاصة. وعلى العكس هناك الكثير من البلدان المتخلفة وذات المستوى الصحي المتخلف تحتاج الى المزيد والمزيد من الاجراءات الوقائية نظرا لانخفاض مستواها الصحي العام والفردي والاجتماعي.
ان اهمية هذا الموضوع تكمن في ان الارتفاع بالمستوى الصحي العام يعني الارتفاع بمستوى صحة الفرد والعائلة، ومن ثم المجتمع ككل، وهذا يؤدي الى تفادي الخسائر التي تحصل جراء اصابة الافراد بكثير من الأمراض والتي قد تؤدي الى الموت او العجز او العاهات المزمنة. مؤدية الى هدر في الطاقات البشرية، وتعطل الكثيرين عن العمل والانتاج، وتختلف وسائل التثقيف الصحي من بلد الى آخر وحسب توفر الامكانيات والكوادر العلمية وأسلوب المعيشة، ولكنها بشكل عام تعتمد على الوسائل الدعائية المعروفة. كاستخدام الإذاعة والتلفزيون، وتخصيص برامج معينة لها، وعرض الافلام السينمائية الصحية في المصانع والمدارس ومراكز التجمعات السكانية، واستخدام النشرات الطبية العادية منها والمصورة لهذا الغرض وتوزيعها مجانا على افراد الشعب، والتي تضح فييه اهم الامراض المتوطنة والمعدية التي يمكن انتقالها سواء من الإنسان الى الإنسان او من الحيوان الى الإنسان، وتوضح كيفية انتقال المرض وعدواه، وطرق الوقاية منه، كما تتضمن بعض هذه النشرات أهمية التغذية الصحية بالنسبة لجسم الانسان ونموه، وكيفية حفظ المواد الغذائية بصورة صحية وطريقة بسترة الحليب تفاديا لحالات التسمم الغذائي المؤسفة التي تؤدي بحياة الكثير من الناس. كما تتضمن بعض الإرشادات والتوجيهات بخصوص سرعة مراجعة الطبيب من قبل المريض، وتنفيذ توصيات الطبيب العلاجية بكل دقة، واتباع التعليمات الصحية التي تقدمها المؤسسات الصحية للمريض، وضرورة اعلام الهيئات الصحية في المنطقة عن الحالات المرضية المعدية بشكل سريع خاصة في أوقات انتشار المرض. هذه التوجيهات من شأنها أن تقلل عدد الإصابات، وتمكن من عملية حصر المرض وتطويقه. كذلك إلقاء المحاضرات الصحية والطبية المبسطة على طلاب المدارس والعمال والفلاحين والتجمعات البشرية الاخرى. كما تستخدم الصحافة المحلية لهذا الغرض. وهناك أساليب أخرى ناجحة.
إن هذه الأساليب مهمة جدا ليس في وقت وقوع المرض وانتشاره، وانما مهمة في جميع الأوقات لأنها ستصبح وسيلة إفهام لأفراد المجتمع والارتفاع بمستواهم الصحي الى مقام متقدم. وفي بلدنا استخدمت بعض هذه الوسائل كالإذاعة والتلفزيون والصحف، وكان لهذا التوجه مردودا ايجابيا في نشر الفائدة العلمية والصحية بين أبناء الشعب. وفي الوقت الحاضر نحن بأمس الحاجة لتجنيد كافة الوسائل وتفعيلها وبالامكانيات المتوفرة لوجود العديد من الأمراض المتوطنة والوبائية والتي يجهلها الكثير من الناس، وجعل هذه الوسائل مدارس ثابتة ومتنقلة للتثقيف الصحي. إن ما تحقق يمثل الخطوات الأولى على طريق النهوض بالمستوى الصحي لأفراد الشعب والذي يتطلب المزيد والمزيد للوصول إلى مصاف الأقطار المتقدمة في هذا المضمار.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مريم السريح

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/16



كتابة تعليق لموضوع : الثقافة الصحية عامل مهم في تطور المجتمع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net