هو الأديب الشاعر الشيخ عيسى الشيخ علي الشيخ حسن الزبيدي من عشيرة البو محمد آل عبود.
من أهالي قضاء العزيزية ولد سنة 1952م. كان رحمه الله أميا لا يقرأ ولا يكتب لكونه مكفوف البصر، حاله حال الكثير من الشعراء الشعبيين الموهوبين، فقد كان شاعرنا متبصرا يمتلك البصيرة الواسعة من الذكاء، وله مطالعة كبيرة في الفقه والتاريخ والشعر الشعبي والفصيح، وكان صاحب موهبة خطابية كبيرة ويرتقي المنبر الحسيني احيانا كخطيب بارع.
شارك في معظم الإحتفاليات كشاعر حسيني، علاوة على امتلاكه شخصية محبوبة لدى جميع ابناء القضاء، فهو صاحب اهتمامات وطنية واجتماعية؛ إذ لابد للشاعر الحسيني أن يكون متصفا بالأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة، وحريصا على دينه وعقيدته، محافظا على محبته بين عامة الناس صغيرهم وكبيرهم... ومثل هذه الشخصية صاحبة الموقف لابد أن تكون صاحبة خطر كبير؛ فلذلك تعرّض لعدة محاولات اغتيال من قبل اجهزة النظام المقبور بسبب هويته الحسينية.
ونرى شاعرنا موسوعة منفتحة على عدة لغات عديدة، عبّرت عن ثقافات متنوعة أغنت ثقافته وذائقته الشعرية لإجادته اللغة الانكليزية والكردية والفارسية والعربية الفصحى...
ويعتبر احد المساهمين في تأسيس جمعية (شعراء وقرّاء اهل البيت عليهم السلام) في قضاء العزيزية، ولكثرة اطلاعه وورعه وتقواه وتفقهه في الدين، اختير ناطقا رسميا لها. وتميّز برهافة الحس الوطني والوجداني إذ شارك في معظم أحداث التاريخ المعاصر مثلا قصيدته التي كتبت في عام 1969م أثر جريمة حرق المسجد الأقصى، فنظم قصيدته الشعبية المشهورة والتي يقول فيها:
يا بطل حي همتك حياها من عرفنه النهضتك معناها
من عرفناها وتصلحنة الدرس لنها هدمت عرش طغيان ورجس
نور منهاجك إل هالأمة قبس الهة ضوّت الدرب يارجواها
نور ذكرك يبو السجاد انكتب وثورتك مخطوطة بحروف الذهب
وله مساهمات ساخرة وبعض الممازحات الإخوانية... ففي ذات يوم سُئل (رحمه الله) عن التدخين وكثرة شربه (السيگارة) ولماذا لا يتركها الشيخ أجاب قائلا:
لاتعذل يخويه عله الجگاره تدري الگلب يتطاير شراره
ما اهجع بهالليل مني اتضعضع الحيل
تگول امسودن وچن بيه شاره لا تعذل يخويه عله الجگاره
في آخر أيام حياته لازمه المرض ولم يمهله طويلا، ذهب إلى إيران للعلاج، وتوفي هناك بتاريخ 19/5/2008، تغمده الله برحمته...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat