قمّم بغداد ،قمم غيداقة !
كاظم الحسيني الذبحاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كاظم الحسيني الذبحاوي

نبيل العربي(المصري) ومن قبله عمر موسى (المصري) ومن قبله عصمت عبد المجيد( المصري)،ومن قبله الشاذليً القليبي (التونسي)، ومن قبله محمود رياض(المصري) ومن قبله عبد الخالق حسونة (المصري) ومن قبله عبد الرحمن عزام ، لم ينفك أحدٌ منهم عنِ الإعلان عن نجاح مؤتمرات القمة، ولا فرق عند أحد من هؤلاء إن تنعقد القمة في بغداد أوفي فاس، أو نواكشوط، أو بيروت، أودمشق، أوالخرطوم ، أوطرابلس الغربية ،أومسقط، أو أم القيوين، أو في أنقرة أو في طهران أو في نيودلهي، أو على قمة جبل افريست، مادام المؤتمرون القمم يذكرون في خطاباتهم (القضايا العربية) وعلى رأسها (قضية العرب الكبرى في فلسطين) تلك القضية التي اعتراها تطور كبير بدءً من تحرير (كامل التراب الفلسطيني)إلى إنشاء دولتين فلسطينيتين إحداهما لمنظمة فتح ،وثانيهما لحماس بجوار الدولة العبرية ،واحترام إرادة الدول بعدم التدخل بقضاياها الداخلية ،وتصديق اتفاقيات (التعاون الأمني) بين الدول الأعضاء كثرها الله تعالى وأغنى حكامها ووأد بناتها !
أمناء الجامعة العربية يحبون جميع القمم البشرية ،من رؤساء ورئيسات وملوك وملكات وعواهل وعاهلات وفواتح وفاتحات ومنتصرين ومنتصرات وأمراء وأميرات وسموات وجلالات، تأتي من جميعهم (غنائم) اللقاءات والاجتماعات ،كلٌّ بحسب الغدق الذي يغدقه في كل دورة تدور على طاقم هذه المنظمة الإقليمية ،ويموّل مشاريع الأمين العام لسنة أو سنتين أو أكثر ؛ إلاّ قمم بغداد التي لها طعماً آخر ،ووزناً آخر ،ولوناً آخر ، و... غدقاً آخــــــــــــــــر!
لقد اعتاد المصريون أن يسلخوا جلود أبنائهم بضربهم بـ(سوط)عربي(أبوي) مُمَلّحٍ بأملاح البحر الأحمر يأتيهم من جهة الجنوب قبالة ساحل ينبع !
كانت بغداد يوماً عندهم هي (قلعة الأسود) ولا قلعة أسود غيرها ،حينما كانت تغدق عليهم عائدات (غير مكررة ، أي مادة خام) .
وحينما تدخل بغداد في لعبة (الفوضى الخلاقة) نتيجة السياسات الخاطئة، ويبتعد قاربها عن سواحل بحر الظلمات ،يصاب الأمين العام بالذعر ،فيرى قلعة الأسود صارت قلعة للفئران ،فيغشّيها (أبو أيوب المصري) ثوباً من الدماء ، ويسقيها (أبو ذيبة المصري) نهراً من البكاء ، ويبصق على وجوه أهلها ( أبو عمر المصري)!
تعود بغداد اليوم لتلبس حلة جديدة تعيدها إلى المربع الأول لتكون فيه قلعة الأسود مرّة أخرى !
تعود بغداد اليوم مذعنة صاغرة يدخل أهلها (الباب سُجّداً) تقطر مشاعرهم لوعة وحزناً وخيبة أمل عريضة، ليبارك لهم (نبيل العربي) ،المهووس بـحب (حِطّة) المصرية، دخولهم هذا ،وهو يحمل سيفاً ورثه من أبي مصعب الزرقاوي يقطر دماً لمّا تندمل جراحاته الساخنات بعد !
ماذا ينبغي لنبيل العربي أن يقول لأهل بغداد، وأهل بغداد كل أهل العراق ،حينما يقبض ثمن أتعابه قسراً من الحكومة العراقية ،وربما يقبض مبلغ غرامة بقاء العراق آبقاً عائماً خارج رحم سفينة (الحاضنة العربية) منذ العام 2003!
القرضاوي الأفغاني يوسف يصدر فتوى مؤجلة، لم ينطق بها يراعه تنبثق منها جامعة(الدول الخليجية) ،تطرد من تطرد وتُبقي مَن تُبقي !
السعودية تشعر بالضيق من هذه الفتوى، لكن أزمتها ستنفرج بعد أن تغرق القاهرة وجامعتها العربية في نيل الأخوان المتجه بجنون صوب ينبع والدمام !
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat