بداية شهر رمضان .. يحددها الفلكيون أمّا بداية صومه .. يحددها الفقهاء
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

في كل عام يحصل اختلاف وخلاف حول بداية شهر رمضان ونهايته ، تبعاً لمباني وآراء فقهية ، ونريد هنا أن نتناقش بالقضية من ناحية فكرية بحتة وليس الهدف منها الوصول إلى رأي فقهي :
تحصل المشكلة عندما تثبت بداية الشهر فلكياً ولا يثبت صومه فقهياً ..!!
وشخصياً فإنّي أفهم أن شهر رمضان هو شهر تكويني فلكي تتحكم به حركة القمر حول الأرض ، وهذه الحركة تجعل من القمر يسير بمنازل قمرية ، فمتى ما خرج القمر من آخر منزل - وهو منزل المحاق - فإن الشهر الجديد قد بدأ وهكذا ..
أمّا صيام شهر رمضان فهو أمر مختلف ، لأنه ذو خصوصية تشريعية فقهية وليس تكوينياً فلكيا ، بمعنى أن بداية الصوم ونهايته غير مرتبطة ببداية الشهر الفلكية ونهايته وإنما مرتبطة بشروط وضوابط معيّنة حددها علم الفقه والذي استقاها بدوره من مصادر الإسلام الشرعية ، فهي خاضعة لأصول وقواعد علمية خاصة بعلم الشريعة وعلى رأسها مثلاً :
+ هل الشرع يحكم بدخول الشهر على رؤية الهلال بالعين المجردة فقط ام المسلحة ايضا .. ؟
+ هل تكفي الحسابات الفلكية بغض النظر عن الرؤيتين ، المجردة والمسلحة ..؟
+ مقدار سعة منطقة الرؤية او ما يسمى بوحدة وتعدد الأفق .
وغيرها من الاعتبارات الشرعية .. فمن هنا بدأ الاختلاف العلمي ، فبعضهم قال بالملازمة بين البدايتين الفلكية والشرعية ، أي إذا أثبت الفلكيون بداية الشهر فإن صومه يثبت ايضاً ، بينما البعض الآخر قال لا ملازمة .. ولكل قول أدلته ومداركه الخاصة ..
أمّا نحن المكلّفون فقد كفانا الفقهاء المؤونة ، ووفروا علينا هذا الجهد ، وحملوا عنّا هذه المسؤولية .. فقول الفقيه الذي نتبعه هو القول الحجّة علينا ، أمّا علماء الفلك فلا حجية لهم الا من خلال الفقيه الذي نرجع اليه .
النتيجة بسهولة واختصار هي : اتباع قول الفقيه الذي نرجع اليه لمعرفة بداية الصوم ونهايته ، ومن غير مماكسات ولا اختلافات ولا خلافات أبدا ..
اللهم تقبل منا أعمالنا واغفر لنا ذنوبنا واهدنا الى سواء السبيل
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat