المراقد الشريفة لآل بيت الرسول (ص) مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين (ع) في لبنان الحلقة/(1)
قمر المشهداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قمر المشهداني

إن الآثار الدينية، وتحديداً المراقد الشريفة لأنبياء الله وأوليائه، والتي شرّف أصحابها وباركوا بأجسادهم الطاهرة أرض لبنان. فهناك مقامات كثيرة يزخر بها لبنان في الجنوب والبقاع والشمال وبيروت.
مقام السيدة خولة (ع)كونه يقع في منطقة بعلبك، ارتأينا أن نتحدّث عن المقامات الموجودة في هذه المنطقة فقط، ونستثني بقية المقامات المنتشرة في باقي المناطق اللبنانية، كي يبقى البحث ضمن إطاره الجغرافي، وكي لا نتوسع كثيراً، فيفقد البحث رونقه التاريخي والجغرافي.
مقام النبي شيث (ع):
هو ابن النبي آدم (ع), ويقع مقامه على الجانب الغربي لسلسلة جبل لبنان الشرقية في وسط البقاع، وفي بلدة سميت باسمه، جُدد المقام بعدما جار عليه الزمان، بطريقة هندسية رائعة، حيث صار يضم مئذنتين وقبتين، ومسجدين، وقاعة الزوار التي من ضمنها الضريح، وقاعة للمحاضرات وباحة للزوار، وغرف للمنامة ومسلخ للنذور والذبائح.. يأتي الزوار لزيارة المقام من مختلف المناطق اللبنانية، بل ومن كافة أنحاء العالم الإسلامي، ويصل أحياناً عدد الزوار يومياً إلى المئات وخصوصاً أيام الزيارات كزيارة النصف من شبعان*، وزيارة أربعين الإمام الحسين (ع)*.
مسجد رأس الحسين (ع) في بعلبك:
ويعتبر هذا المسجد معلماً من معالم بعلبك التاريخية والأثرية والدينية، بني هذا الجامع في العام 61 هـ في بعلبك ويُعرف أيضاً بالمسجد المعلّق لوقوعه وسط برك رأس العين، ويذكر أنه أقيم على أنقاض معبد وثني قديم. وهناك رواية لابن شهر آشوب ترجع سبب بناء هذا الجامع لاكتشاف أهل بعلبك أن الجنود الأمويين الذين مروا ببعلبك بعد مجزرة كربلاء كانوا يسوقون سبايا آل الرسول (ص) ويحملون رأس الإمام الحسين (ع) فثاروا عليهم ولمّا لم يتمكنوا من أخذ رؤوس الشهداء عبّروا عن وفائهم ببناء مسجد في الموضع الذي وضعت فيه الرؤوس وأسموه مسجد رأس الحسين (ع)(1).
مقام النبي سام (ع):
يقع في بلدة شمسطار وهي بلدة بقاعية صغيرة في قضاء بعلبك تنتشر بيوتها على السفح الشرقي للسلسلة الغربية، وفيها مقام للنبي سام ابن النبي نوح (ع) وهو مقام متواضع ويحظى بالكثير من الزوار الذين يقصدونه للتبرك وإيفاء النذور.
مقام نبي الله أيلا (ع):
يبعد حوالي 16 كلم عن شتورا، ويقع وسط بلدة سميت باسمه وعلى تلة من أجمل المرتفعات في البقاع، ولدى زيارتنا لهذا المقام تفاجئنا بروعة المكان، حيث يمتد أمام ناظريك أجمل لوحة فنية صاغها الباري تعالى وسط بساتين من مختلف الثمرات والأشجار.. يتميز هذا المقام بقبته الخضراء العالية، بل ويعتبر تحفة بنائية مميزة.. يقصد المقام آلاف الزوار من كافة الأماكن للزيارة وإيفاء النذور، ويعتبر هذا المقام مقصداً ومحجاً للزوار من المسلمين والمسيحيين على السواء.
الكرك (قبر نوح) (ع):
تبعد الكرك 9 كيلو متر عن شتورا، وبلدة كرك نوح (ع) تقع عند سفح جبل صنين وترويها مياه نهر البردوني.. كانت مركزاً للحوزة الدينية.. فيها العديد من الآثار، ولعل أهمها مسجدها الأثري ومقام يقال أنه لنبي الله نوح (ع) أو لأحد أبنائه(2).
بداية لا بدّ من التعرف على صاحبة هذا المقام الشريف.
من هي السيدة خولة (ع)؟
هي خولة ابنة الإمام الحسين (ع). قد يتساءل البعض ما الذي أتى بها إلى منطقة بعلبك؟ ولماذا يوجد قبرها في هذه المنطقة بالذات؟ وبإجابة مختصرة نقول: بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) في كربلاء. وفي اليوم الحادي عشر سبيت أخوات وبنات ونساء الإمام الحسين (ع) برحلة شاقة من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام. ومن الطبيعي أن الرحلة إلى الشام ستمر في بلاد ومناطق كثيرة، فركب السبايا سار من حلب وحماه وحمص مروراً بمناطق لبنانية مختلفة ومتعددة، وصولاً إلى بعلبك ومرجة رأس العين، حيث يوجد مسجد رأس الإمام الحسين (ع)، وكما هو معروف أن القوافل في السابق ونظراً للسفر الطويل في الصحاري كانت تتبع مجاري الأنهار، والينابيع، مخافة العطش ولسقاية الحيوانات التي معهم، وكما هو معروف بأن المنطقة الممتدة من حلب حتى البقاع غنية بالخضرة وأشجار الفاكهة والأنهار والينابيع، وبالذات منطقة البقاع وبعلبك. فخط سير السبايا إذاً كان لا بدّ أن يمر في هذه المناطق. وكما تروي السير الحسينية* بأن القافلة حطت برأس العين، ثم بدير يعرف بدير العذارى القريب من قلعة بعلبك الشهيرة. من هنا نعلم لماذا دفنت السيدة خولة في بعلبك وتحديداً بالقرب من قلعة بعلبك الشهيرة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat