أثار الداعية السعودي (سلمان العودة) جدلاً واسعاً من انتشار المد الشيعي في بلاد الشام وسوريا، وكل هذه الجلبة جاءت إثر بناء مرقدي الصحابي عمار بن ياسر، وأويس القرني، والسماح للشيعة بمزاولة بعض الشعائر الحسينية- وطبعاً إن مثل هذه التصريحات تنطوي على مبالغة كبيرة، ويبدو أن هيئة علماء السنة السورية أكلت الطعم، فصارت تحث للتصدي لحملة التشيع. والمشكلة أنهم يسمون التشيع (دين فارسي) وقسم آخر ما زال يردد كلمة المجوس على الشيعة، ويذهب بعض المستشارين على أنه نظم سياسية وليس مذهبا شيعيا- وثمة إغراءات تقدم بهذا الشأن.
التصريحات هي مكررة من عبد الحليم خدام نائب الرئيس المنشق، فنجد أن المواقف السياسية هي التي تحدد الميول الشيعي العام لسوريا، وفي حقيقة الأمر ترجع جذور التشيع في بلاد الشام إلى القرن الأول الهجري، وانتشر في الرابع الهجري لسيطرة الدولة الحمدانية (الشيعية) على حلب، واستمر خلال عهد الدول الفاطمية (الإسماعيلية) التي حكمت مصر ومدت سيطرتها إلى بلاد الشام حتى القرن الخامس الهجري. وانحسر التشيع بسبب حروب الدولة الأيوبية والعثمانية حتى غدا الشيعة اليوم يمثلون أقلية صغيرة- والحكومة علوية- والعلويون يعرفون بالنصيريين نسبة إلى محمد بن نصير في القرن الثالث الهجري، ولا ينطبق عليهم وصف الشيعة إطلاقاً- والشيعة يمثلون 2% من إجمالي السكان- وتوجد في سوريا مزارات للشيعة مثل مرقد السيدة زينب ومرقد السيدة رقية بنت الحسين ومقام السيدة سكينة وأم كلثوم بنت الإمام الحسين، وتموّل هذه المزارات تمويلاً ذاتياً وتتبع لوزارة الأوقاف- ومعظم الشيعة في سوريا من أصول عربية.
الشواهد على تنامي اعتناق مذهب أهل البيت عليهم السلام في سوريا:
الشاهد الأول (عاشقة علي من درعا):
كلنا إن شاء الله مسلمون- الدين واحد والرسول واحد والرب واحد والقرآن واحد، وأنا ممن تشيعوا دون مقابل مادي كما يدعي البعض- وإن تشيعي كان من منطلق الإيمان الصحيح، والاستنارة بنور آل بيت رسول الله (ص).
الشاهد الثاني (مؤيد عزيز من كندا):
يتحدث البعض عن دور الإغراء المادي، فيصور للعالم وكأن الشعوب العربية شعوب معروضة للبيع، وفي الحقيقة إن الشيعة يقولون (المال يزول بزواله).
الشاهد الثالث (سيدار من فرنسا):
مذهب أهل البيت لا ينتشر بالمال كما يدعي بعض المعلقين، ولكن للأسف الكل يحكم العاطفة على العقل.
الشاهد الرابع (علي عبد الله من السعودية):
أتمنى من الله تعالى أن يهدي أصحاب الفكر التكفيري، ويبتعدوا عن نشر الفتن ما بين المذاهب الإسلامية بإجرامهم وقتلهم الأبرياء.
الشاهد الخامس
اتقوا الله أي رواتب توزع على الشيعة؟ هذا من فعل وإشاعات الحركة الوهابية، إن الشيعة لا يسيرون معتقداتهم بمغريات المال إنما هي عقيدة مذهب ظل يصارع الحكومات الجائرة منذ رحيل الرسول الأعظم (ص) إلى العلي الأعلى.
الشاهد السادس (أحمد الدراجي من فرنسا/ ميتربولتان):
هناك صحوة سنية للانتماء إلى مذهب آل البيت عليهم السلام وانتهى الموضوع.
الشاهد السابع (زياد مصطفى من مصر):
العجب إنهم يتحدثون عن الأمر كأنه اعتناق لدين آخر.
الشاهد الثامن (محمد سعيد المخزري):
إن التشيع يعني انتهاج الإسلام الذي خصه رسول الله (ص) أهل بيته الذي هم أقرب إليه، من أجل الصحابة قدراً- وأهل البيت هم أعرف بحقائق الدين (وأهل البيت أدرى بالذي فيه).
لقد منّ الله سبحانه تعالى على الإنسان أن منحه الحرية وعاقبه على عدم استخدامها قائلاً: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ(8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ(9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ(10)}سورة البلد. فلماذا تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تحول سني إلى التشيع بمحض إرادته، فالقضية علمية وعائدة إلى بحث الإنسان.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat