نبذة مختصرة عن سيرة حياة الإمام المجاهد السيد تاج الدين الآوي الأفطسي {650-711هـ}
عصام عباس الشمري

قال سبحانه وتعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً} النساء/69.
ولد سنة 650هـ عاصر العهد الاليخاني المغولي زمن السلطان خدا بندا اجليتوا تصدى لليهود الطامعين في العراق، وأقام الجمعة والجماعة في مشهد ذي الكفل والمسجد بعد أن انتزعهما من أيدي الحاقدين على العراق، عاصر فطاحل العلماء أمثال العلامة ابن المطهر الحلي، وكان علماً بارزاً من أعلام الأمة، ساهم في إنشاء مركز الدراسات العربية والإسلامية في الحلة (بابل),, دافع عن أرض المقدسات، وأنقذ المسلمين من الردة الجماعية عن الإسلام.
من هو المجاهد العلوي الثائر الذي أذل اليهود في العراق؟
هو السيد أبو الفضل تاج الدين الآوي الأفطسي محمد بن مجد الدين حسين بن علي بن زيد الداعي... ينتهي نسبه الشريف إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع)، استشهد سنة 711هـ بتحريض من سماسرة اليهود المجرمين قتلة الأنبياء والصالحين، قتله رشيد الدين الطبيب اليهودي، وكان هذا المجرم اللعين وزير السلطان خدا بندا اجليتوا المغولي. وبعد أن قتلوه مثلوا به وبولديه الشهيدين السيد شمس الدين حسين، وشرف الدين علي. قبره قرب نهر دجلة في الموضع المعروف - بالحفيرة - التابعة إدارياً إلى قضاء العزيزية، في الطريق الذاهب من بغداد إلى قضاء العزيزية. مرقده واسع كبير عليه قبة حديثة، له كرامات كثيرة شهدت بها الأجيال على مر السنين، وعلى أثر تلك الكرامات الربانية لقب (سبع شمّر) وذلك لاعتقاد الناس بمنزلته وكرامته، ويسميه الأعراب في المنطقة بـ(التاي أبو محمد). وفي (عمدة الطالب) كان السيد تاج الدين أول أمره واعظاً، واعتقد به السلطان (اجليتوا محمد) وولاه نقابة نقباء الممالك بأسرها، العراق والري وخراسان وفارس وسائر ممالكه، وعانده الوزير رشيد الطبيب اليهودي الأصل والدين حسب اتفاق المؤرخين آنذاك، ومنشأ ذلك أن {مشهد ذي الكفل} الذي يقع بين الحلة والكوفة كان اليهود يزورونه ويترددون عليه ويحملون النذور إليه، فمنع السيد تاج الدين اليهود من قربه، ونصب في صحنه منبراً وأقام الجمعة والجماعة، الأمر الذي جعل اليهود ووزيرهم رشيد الدين يحقدون عليه، وكان هدف السيد تاج الدين من ذلك هو أنه أراد أن يظهر للناس قداسة أرض العراق عند العرب والمسلمين لأنها أرض الأنبياء والأئمة. وبعد الذي حدث... عقدت مناظرات علمية بين السيد تاج الدين والعلامة ابن المطهر الحلي (رضوان الله تعالى عليه) من جهة وجماعة رشيد الدين اليهودي من جهة أخرى، انتصر السيد والحلي فيها للإسلام انتصاراً رائعاً أنقذ الناس فيها من ردة جماعية كبرى بسبب دسائس اليهود وفتنهم. فدعا (السيد) الناس إلى الإسلام ومبادئه الأصيلة، فاعتنقه الكثير ممن لم يؤمن بالإسلام، ولهذا السبب ارتفعت منزلة العلم وزاد عدد المسلمين.
هذه المبادرة الإسلامية وهذه الروح الوطنية الصادقة اتخذها الأعداء وسيلة حقد ضد شخصية السيد تاج الدين، واستغلوا النفوس المريضة والرعاة الحاقدين لقلب حقيقة الإسلام المحمدي الأصيل إلى مبادئ وآراء ورؤى بعيدة عن الإسلام، واستغلوا خلالها المصالح الشخصية في هذا الاتجاه السيئ، مما هدد الإسلام بردة جديدة... لولا مواقف السيد والعلامة الحلي برد الشبهات وتوضيح الحقائق وتوعية الناس بصورة صحيحة، وهذا بالطبع مالا يرتضيه اليهود فاتفقوا مع رشيد الدين الذي وجه حقده ومؤامراته لقتل السيد وكانت حادثة (مشهد ذي الكفل) والمسجد ومناظراته معهم من أهم الأسباب لتنفيذ جريمة اغتيال السيد الشهيد تاج الدين من قبل رشيد الدين اليهودي وزمرته الغادرة.
استشهد السيد هو وولداه بطريقة مأساوية بشعة وبأسلوب وحشي ظالم على شاطئ نهر دجلة. مرقده الآن قرب قضاء العزيزية بمحافظة واسط.
كتب عنه كثير من الأدباء والشعراء وكتبت له عدة قصائد مختلفة الأوزان والأطوار، مع نبذة مختصرة عن سيرة حياته الجهادية المقدسة، جمعتها في كتاب عنوانه (ديوان إرشاد الراغبين في معرفة الإمام تاج الدين) مطبوع صدر إلى الأسواق، ومنه هذه الأبيات التي قلتها بحقه:
أين أنت اليوم يا تاج هدانا؟                   قم وجدد أنت صرخات النضالِ
أين أنت اليوم لو كنت ترانا                  دنـس الأوطـان أشبـاه الرجــالِ
سلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عصام عباس الشمري

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/26



كتابة تعليق لموضوع : نبذة مختصرة عن سيرة حياة الإمام المجاهد السيد تاج الدين الآوي الأفطسي {650-711هـ}
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net