العقيلة ودورها في الثورة الحسينية
ظافر محمد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ظافر محمد

لقد سجل التاريخ مواقف عديدة للعقيلة (ع) اتسمت بالبطولة والفداء، وهي تقف إلى جانب أخيها الحسين (ع) حيث برز دورها الأكبر بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) بشكل كبير يتلاءم مع عظمة تلك المصيبة، وكانت هي مستودع سر الحسين (ع) والمدبرة الوحيدة لشؤون العائلة بوجوده وغيبته، والمواسية لحرمه وأطفاله، وهي المعلنة عن الثورة بعد الحسين (ع) تكشف الباطل وزيغه وفساد يزيد وأعوانه، فحين أخذت مع السبايا إلى الشام وقفت أمام الطاغية يزيد (لعنه الله) توبخه وتستصغر قدره وتفضح جرائمه، فكان ذلك دليلا قاطعا على بطولتها، وعظم دورها، في تحقيق الانتصار المعنوي للثورة الحسينية، لقد قلبت الشام رأسا على عقب، وعلم الناس حقيقة الفاجعة التي أقدمت عليها العصابة المجرمة بقتلهم سبط الرسول (ص). فأغلب المجتمع آنذاك قد انطوت عليه خديعة الأمويين بأن هؤلاء خوارج أو سبايا الفتوحات الإسلامية من الترك أو الديلم، فقد كانت سلام الله عليها تحث على الأخذ بثأر الحسين عليه السلام، فأينع إصرارها وتحديها أن أشعلت تلك الثورات التي قامت وتلت واقعة الطف الدامية والتي كان وشعارها:
{يا لثارات الحسين} فموقف العقيلة زينب (ع) لم يقتصر على العاطفة الأسرية كونها الأخت فقط... وإنما اتسع إلى تبيان واستجلاء حقائق طمسها آل أمية، حتى دوت صواعقها في مجلس الطاغية وهي تخاطبه: (بدين جدي وأبي اهتديت أنت وأبوك إن كنت مسلما) حتى وصل بها الأمر أن تقيم ثورة ضد الظلم والطغيان، عندما قرعته بكلمات تهد الجبال الرواسي:
{أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماؤك، وسوقك بنات رسول الله (ص) سبايا قد هتكت ستورهن...} فاهتز عرش يزيد، وهي توبخه أمام الملأ، وتكشف طغيانه، وحقده لآل محمد (ص) لتجسد دورها للمرأة المؤمنة، وهي تقف إلى جنب أخيها قبل استشهاده، وهي تقول لعدو الله وعدوهم: { فكد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك فوالله لا تمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat