الإعلام والواقع المعاصر
الشيخ مرتضى أبو معاش
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هناك وجهة نظر مفادها إن المسعى البحثي لابد أن يقترن بمساحة نقدية تفي بالقيمة الجوهرية للعامل الفني، وألذ ما وجدناه في بحث (الإعلام والواقع المعاصر) هو إبراز المعنى الخفي لمصطلح تقنيات بث الأفكار فيراه عبارة منمقة ومنوعة جماليا، ويرى مفردة بث تعني زرع وتعني قولية سلوك المتلقي ومواقفه سعيا لقولية المواقف الجماعية، وهي من تقنيات تهدية الإدراك أسماها الباحث اختراق الوعي وتنميطه، ولم يكتفِ السيد الباحث النظر في ظاهرانية المصطلح الإعلامي وإنما بحث في الغايات المستحوذة على جوهر صياغة هذا العجز المقنن وأعده سعياً لخلق هيمنة عالمية صرح بها الكبير من دعاتها علناً وكأنه يريد أن يقول: انتبهوا فلا وجود لعفوية الفن الإعلامي بل هناك اليوم ما يعلق فعلاً تحت يافطة (طوفان المحتوى) والخشية من تحول عصر المعلومات إلى عصر تشويش، وهذا الأمر قد خلق جملة من النقاد. ويثير الباحث أسئلة محورية عن مسؤوليتنا الحضارية بمواجهة مسؤولة أمام تعدد جهات تداخلت وتشابكت مركباتها الفكرية مع مواجهات روحية، بينما نحن أصحاب رسالة عالمية لنا مسؤولية إعلامية لا بد أن نعي جوهرها الإنساني المصلح، تحرك السيد الباحث لإحضار الوجه الناصع لرؤيا إعلامية أسسها الإمام علي (ع) يريد من خلالها إبراز جوهر الإعلام الحقيقي ورسالة الفن الإعلامي كرسالة حقيقية أمام مقارنة خفية لما موجود عالمياً، وينطلق في بحثه من مكونين رئيسيين أولاً الجوهر العام ثم الجوهر الخاص الإعلامي عند الإمام علي (ع) فالعام يبحث في محور الفن والحق والعدالة الاجتماعية والخاص يبحث في حيوية الإعلام كقوله (عليه السلام): {رب قول أنفذ من صول} أو طلب الاستمرارية: (فلا تكفوا عن مقالة بحق) وينوه الإمام في نفس الوقت لخطورته: (فرب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة) وهذه ثورة معلوماتية لها مكانة عالمية لا بد أن تأخذ بعين الجد ضمن استحكامات جمالية إلى الدور الإعلامي لواقعة الطف الحسيني. ربما قد نختلف مع السيد الباحث في رسمه صورة الخروج الحسيني من مدينة جده رسول الله ومشهد البكاء والنحيب أمام الملأ بدلالة إعلامية إذ يتحسس منها وكأنها مسألة استعراضية في حين جوهر الشهادة وما بعدها من نهضة منح جميع المشاهد المتعلقة بالطف الحيوية الفاعلية الإعلامية، فنجد أن البحث عن القيمة الإعلامية في كل مشهد من مشاهد الطف تلك مسألة واردة لأن متعلقات الإعلام لها واقعها الفعال في كل ثورة تسعى للتغيير وتلك ثورة لها رؤاها الإعلامية واستخداماتها الخاصة ويمكننا البحث في جماليتها وأخلاقها وتكويناتها وتطابقاتها العملية كتجربة لها دلائلها الموثقة، مثلاً مبدأ إعلان الهدف من النهضة أو العمق الوجداني الإيماني داخل المحور الخطابي الحسيني الذي أوى إلى ثورة بعض الرموز القيادية وانقلابهم على ذاتهم وزعزعة جيش ابن سعد، فعجل بالحرب ليضع خاتمتها خشية من انقلاب الجيش عليه، كان الإعلام الحسيني يسعى للنصر المباشر الذي سيؤدي إلى الإحساس بالإقناع الداخلي إثر أدلة وبرهنة ذات صياغات واقعية والتي يراها النقاد الفلاسفة أنها مبعث المتعة الروحية التي لا بد أن تكون مقترنة اليوم بالفعل الشعائري الحسيني مثلاً يرى السيد الباحث: أن الزحف المليوني الولائي إلى كربلاء أذهل الإعلام العالمي مما جعل التركيز على الحسين وثورته، ويوضح السيد الباحث الدور الثوري للمآتم الحسينية الذي وسع محدودية الثورة وفتح المجال أمام أهدافها الكبيرة للنهوض بالأمم لإسقاط حكومات كثيرة ومنحرفة بدءاً من حكومة آل أمية... ويرى السيد الباحث أن استمرارية هذه المآتم صنعت ما يلائم قدرات كل جيل لكونها معدة أساساً للأجيال كافة... وثمة دلائل كثيرة لاهتمام أهل البيت (ع) بالرسالة الإعلامية لواقعة الطف وأبعادها.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
الشيخ مرتضى أبو معاش

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat