الملحدون.. إلى ما تحت الصفر أقرب
عـلـي مـحـمـد الـعكـيلـي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عـلـي مـحـمـد الـعكـيلـي

يروي أحدُ الأساتذة حكاية مفادها أنّ طالباً رسب في الدراسة، بينما نجح زملاؤه، فلم يجد إلا أن يثير وينشر أحاديث الإلحاد في المدرسة؛ ليُعرف ولو بالشر..! انطلاقاً من مبدأ (خالف تُعرف) الحال نفسه ينطبق على البعض من شباب اليوم الذين اتجهوا للإلحاد، يستدلون بحجج تصل إلى حد السذاجة في بعض الأحيان، وهذا يدل على عدم رسوخ فكرة الإلحاد فيهم..!
فقد شكك كثير من المتكلمين في ظاهرة الإلحاد بصدق وجود هذه الظاهرة في قرارة أنفس الملحدين او دعاة الإلحاد، وانها مجرد طريقة بائسة لسد نقص او للتغطية على فشل او لإثبات وجود، فعكفوا على إنشاء الصفحات والتجمعات في مواقع التواصل الاجتماعي التي تطعن في الأديان عموماً، ودين الإسلام خصوصاً، والهدف الشباب لسهولة اختراق هذه الفئة، وخصوصاً من لا يملك خلفية دينية راسخة منهم.
والإلحاد كما يعرفه اهل الاختصاص هو إنكار وجود الخالق، وعدم الاعتراف به سبحانه وتعالى، وإن الكون بكل ما فيه قد جاء -على حسب زعمهم- بمحض الصدفة..!
اتساءل: هل القول بالصدفة جواب علمي يقبله العقل؟
كم شبهة وعلامة تعجب واستنكار ستعرض لمن يقول بالصدفة.. لتتحول إلى سؤال حقيقي محرج لمن يحترم عقله، ولتكشف زيف هذا الجواب البعيد كل البعد عن منطق العلم وعلم المنطق؟
ويعتقد معظم الملحدون أن الإلحاد يصب في مصلحتهم، ويحقق رغباتهم الجسدية ويمنحهم الحرية المطلقة لإشباع غرائزهم بدون حدود أو قيود مع العلم أن الله تعالى لم يأمر الإنسان بمحاربة غرائزه، ولكنه أباح له إشباعها وفق منهج منضبط لا يؤدي إلى أضرار تُفسد المجتمع، فحرم الزنا، وأباح النكاح، فلم يُحرِّم إلا الضار المفسد، وأباح كل نافع.
ويقول أيضاً من سلك هذ الطريق المظلم، إن الإلحاد هو السبيل الوحيد لسعادة الناس، حيث لا قيود دينية ولا قتل ولا تدمير ولا... إلخ، لكنه تجاهل التأريخ الذي يحدثنا عن إبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر في عمليات الإبادة الشهيرة التي قام بها البيض في أمريكا باسم الداروينية الإلحادية، كما جاء فى كتاب أنواع البشرية لـ(لويس أجاسي).
وبالمجمل، فإن الإلحاد مذهب غريب مناف تماماً للمنطق السليم والفطرة، ومناقض لمسلَّمات الفكر وبديهيات العقل، والملحد عادة نراه يتخبط على غير هدى، لا يعرف بدايةً أتى منها، ولا نهاية يصير إليها، ولا غاية يتجه إليها.
وأخيراً أقول: إن مثل الملحدين كمثل احد الأدباء العرب الذي لا اود ذكر اسمه هنا حيث كان إلحاده عبئاً عليه من خلال ما دوّنه في العديد من كتبه التي كانت فتنة لبعض قرّائه في وقته، ثم انتهى أمره كما تروي ممرضته أنه في غيبوبة مرضه كان يتمتم بآيات من القرآن الكريم..! حقاً انهم إلى ما تحت الصفر أقرب..!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat