شرح دعاء_الإفتتاح*
*فَكَم يا إلهي مِن كُربَةٍ قَد فَرَّجتَها*وَهُمومٍ قَد كَشَفتَها وَعَثرَةٍ قَد أقَلتَها وَرَحمَةٍ قَد نَشَرتَها وَحَلقَةِ بَلاءٍ قَد فَكَكتَها*
• ذكر نعم الله
إن كل ما يقع في نظام الخلقة سواء بصورة إيجابية أو سلبية فإنه ينبع من إرادة الله ولا يوجد شيء يحدث من دون إرادته. فلو وصلت نعمة ما إلى الإنسان، فهذا يكون بإرادة الله، وإذا رُفع عن هذا الإنسان بلاء ما فهذا أيضًا يكون بأمر من الله، فهو تعالى يسبّب الأسباب سواء أردنا ذلك أم لا، وسواء كانت الأسباب عاديةً أو لم تكن.
أمّا إذا حُلّت مشاكلنا عبر الأسباب غير العاديّة فإنّنا نتوجّه إليها وتتأثر بها أكثر، وهذا ما نُطلق عليه اسم الصدفة.
~ إن الله هو الذي يرزق الإنسان دائماً سواء كان عبر الأسباب العادية كالعمل والتجارة وأمثالها، أو عبر الوسائل غير العادية كالمائدة السماوية أو شيء منها، وعلى أي حال فالرزق منه والرازق هو الله.
إنّ دفع ورفع أي بلاء أو مصيبة يكون بیده فالمرض منه، والشفاء منه أيضا، سواء حصل عبر الطبيب أو الدواء أو عبر الطرق الأخرى وينقل القرآن المجيد عن إبراهيم الخليل عليه السلام قائلا:
{ الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين}.
~ فلو تفكّر الإنسان قليلا بشأن الحوادث التي تقع له ثم تُحلّ بعد مدة لالتفت إلى مدى عناية الله به ولطفه حتى إنه تعالى
غالبًا ما يقيه تلك الحوادث التي تهجم عليه وتحيط به.
~ بناءً عليه، من الجدير أن نتفكّر بشأن الحوادث التي لا تقع لنا ولكنها تنزل بالآخرين، فلو خرجنا عند الصباح من المنزل ورجعنا سالمين عند المساء فذلك بإرادة الله ومشيئته التي دفعت عنّا مئات البلاءات والحوادث.
الأهم من كل ذلك هي تلك النعم المعنوية الإلهية كنعمة الإيمان والعقل، وفي الوقت نفسه فقد حفظ لنا هذه النعم المعنوية. فقد يصوم الشخص شهر رمضان هذه السنة لكنّه لا يوفّق للصيام في السنة الآتية.
كثيرون هم الذين كانوا في البداية على الصراط المستقيم، لكنهم انحرفوا بعد مدة وسقطوا في أفخاخ التيارات والمدارس الانحرافية والالتقاطية.
~ أليس ببالكم أشخاص فقدوا نعمة العقل والفكر أيضا؟!
*♦️شرح #دعاء_الإفتتاح*
• بقاء النِّعم بيد الله
إن نعمة الهداية ونعمة معرفة الله والأئمة المعصومين عليهم السلام هي من الله أيضًا، كما إن بقاءها وحفظها هو بيده سبحانه. فينبغي أن يكون هناك عون دائم من الله لتبقى هذه النعم. وإن السر في ضرورة أن نقول كل يوم في صلواتنا عدة مرات اهدنا الصراط المستقيم» ونطلب أن تبقى نعمة الهداية هذه، لأنه إذا لم يشأ الله هذه الهداية، فلن يبقى هناك أي ضمانة لبقائها، لهذا وإن كنا نعرف (إن شاء الله) الطريق المستقيم ونتحرك على أساسه، لكن مجرد المعرفة للطريق الصحيح لا تكفي، بل إن هذه المعرفة يجب أن تبقى وتستمر، وما لم نحصل على دعم ومدد من الله لأجل ذلك، فإن هذه المعرفة ستزول.
~ لهذا، يجب أن نسأل الله دوما أن يهدينا الصراط المستقيم وأن يعيننا للبقاء عليه.
لقد كان هناك الكثير من الأشخاص الذين يتحركون على الصراط المستقيم لكنّهم ابتلوا بالمعاصي. كان هناك معصية واحدة ثم اثنتان ثم ثلاثة وبعدها اعتادوا على المعاصي وانحرفوا، فهو تعالى من يحفظ الإنسان ويبعده عن المعاصي، وفي بعض الأحيان قد يهمّ الإنسان بالمعصية ويهيّی مقدّماتها، لكنّ الله بلطفه ومحبّته بعبده يمنعه من ارتكابها. فكل هذه الموارد والحالات من لطف الله ومن نعمه، فلو أدرك الإنسان قيمة هذه النعم، فإن الله سيديمها عليه، وإلا ترکه بحاله وأوكله إلى نفسه.
~ بناء عليه، إذا كانت أرضية المعصية مساعدة ولم تُبتَل بذلك، فلا ينبغي أن نمنّ على ربنا، بل يجب علينا أن نشكره ونُدرك منّته إذ جنّبنا ارتكاب هذه المعصية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat