نقاوة قلب مع شفاه ذابلات، نور ساطع يملأ ذلك الوجه الصغير ليس إنساناً فإنه ملك من السماء ينتظر قدراً.
أي قدر في كربلاء..؟!
عنق رقيق يذبحه ذلك الرمح من شدة ألمه، أخرج يديه ليعانق أباه، كأنه يرفرف من حرارة الشوق ليس من حرارة الألم، ملأ من دمه كفيه ليرفعه نحو السماء، فلم تسقط منه قطرة؛ لأنه طفل السماء.
ما بال قلمي يذرف حبره كلما كتبت عن الرضيع.. !
أيريدلبس شعار الجزع والمصاب، أم يريد الاتشاح بالسوادلأجل ما طمس من اعلام الهداية، وأسس من أركان الغواية.
تعجبت، تساءلتُ..؟
ووصلت لنتيجة مرّة، وأنا أتأمل بمصير ذلك الطير المذبوح:
على ماذارفع رأس الرضيع.. أعلى رمحٍ أم قلم..؟
كلمات لا أود أن ألصقها على جدران النسيان، بل أدوّنها عبر التأريخ، عندما كنت اكتب إحدى قصصي التي تتناول جانب معركة الطف وشخوصها، كنت أتوقف عند كل شخصية ألقي التحية عليها، أتحدث عنها بما يسعفني به خاطري، توقف قلمي فجأة عن الكتابة، صار يرمقني بنظرات حزن وبكاء..!
أجل يذرف دموعاً من حبر، حبره يسيل على أوراقي البيضاء، يتلفها بل يلتهمها كأن الحبر به جمر يحرقها، جففت المتبقي من اوراقي أعدت ترتيب مكتبي، ملأته حبراً مرة أخرى، أردت متابعة الكتابة عن تلك الشخصية عن رضيع الحسين تحديداً،أمسكت بقلمي قلت له:
قلمي العزيز كيف سأكتب ما يجول بخاطري وذهني، أنت تخذلني، أعتذر منك يا رفيق دربي لكن هذه المرة الأخيرة إن أدلقتُ ما بك من حبر على ورقي الثمين، سأستبدلك بقلمٍ آخر؛ لأني أود أن أكمل مابدأته من حديث عنالبلية التي سلبت نفوس خير الآل، مصيبة أبي عبد الله (عليه السلام).
أمسكت به جيداً، قربته من أوراقي، كتبت، وجدت القلم يكتب غير ما أملي عليه، كتب لي حتى لو جمعت أقلام العالم لم يسعفك أحدها بالكتابة، سيصل عند رضيع الحسين وسيزفر حبره خارجاً وسيموت، قلت له: لماذا؟
قال:آه كم أشعر بحزن كبير،كم أشعر بالآلآم والجروح،إنها تسكنني منذ زمن بعيد، كلما أردت أن أتحدى حزني فشلت، ترعرع الحزن داخلي، كلما حاولت أن أكمل الكتابة وأبوح، وأن لا أذرف حبري وجعاً تزداد الجروح، كل رؤوس آل البيت رفعت فوق الرماح إلا رأس الرضيع، رفع على رمح من قلم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat