(ومن النهاية كانت البداية)
ولدت عام 1969م في سوريا بحلب ونشأت في أسرة تعتنق المذهب الحنفي واصلت دراستي الأكاديمية حتى حصلت على معهد متوسط كهرباء بصفة مساعد مهندس واذكر عندما كنت في المرحلة الإعدادية بدأت أعي ما يدور في الساحة الإسلامية من عدم التوحد في الرؤى والمناهج، والذي زاد من حلاوة الاستطلاع أني لم أكن متعصبا بالمعنى المتعارف إلا أنني وجدت نفسي أعيش في أجواء هيمن عليها التعتيم والتضليل المكشوف لدى أدنى تأمل لمن يوفق لولوج معترك البحث التاريخي والعقائدي لأصول العقائد ونشأتها، فالمعتقد الذي أنا عليه وصل إلي عن طريق الوراثة والتقليد مصداقا لقوله تعالى حول التبعية العمياء: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} الزخرف/آية22 دعوت ربي عز وجل لينقذني من حيرتي ويهديني سواء السبيل فاستجاب لي ربي أن تهيأت ظروف ملائمة أدخلتني دائرة البحث والخوض في غمار التاريخ الإسلامي خاصة بعدما وفقت وعائلتي لمعرفة انتسابنا للشجرة الحسنية الشريفة القاطنة في المغرب بعد سفر أخي إليها والتأكد من هذا الانتساب الأمر الذي حفزني على البحث والاهتمام بما له صلة بالدين. وكان أول كتاب إسلامي اشتريته هو {النهاية في الفتن والملاحم} لابن كثير الدمشقي يحتوي على عدد من أحاديث رسول الله (ص) لفت انتباهي هو إشارة النبي (ص) إلى أن اثني عشر خليفة قرشياً سيلون أمر الأمة الإسلامية، حاورت مدير معهد شرعي في منطقتي عن مدى مصداقية الأحاديث ونفيها فصاح بي وطردني من المسجد! واصلت بحثي حول الخلفاء بعد الرسول (ص) إلى أن واجهت حديث الثقلين وخطبة الرسول الأعظم يوم غدير خم ورزية الخميس، وطلبت الاستيضاح من بعض علماء السنة المعاصرين فمنهم من أثبت ومنهم من طلب مني عدم الخوض في هذا المجال، إلى أن قدم لي أحد الأخوة الجزء السادس من كتاب البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي.. قرأت فيه حوادث سنة 40هـ و61هـ ومقتل الإمام علي والسبط الحسين (عليهما السلام) خنقتني العبرة وذرفت عيناي الدموع وكان أن منّ الله تبارك وتعالى عليّ بالسيد عبد المحسن السراوي أحد علماء مذهب أهل البيت (ع) الذي بيـّن لي المنهج الصحيح والفكر الرشيد لهذا المذهب الحق وقام بدرء الشبهات التي ذكرتها له، هنالك حصحص الحق وعرفت المسلك الصحيح فذهبت إلى مقام السيدة زينب عليها السلام وطلبت الأذن منها للدخول وأعلنت ولائي لأهل البيت عليهم السلام وبراءتي من أعدائهم والذين ظلموهم فدمعت عيناي وندمت على ما فاتني ولكنني فرحت أن هداني الله وأحسن عاقبتي في نهاية أمري وقمت بتأليف كتاب (ومن النهاية كانت البداية) ذكرت فيه رحلتي من المذهب الحنفي إلى المذهب الشيعي الإثني عشري.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat