فتوى الدفاع المقدسة وحنكة الوصايا 
عبدالامير هاشم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الانشغال في الدفاع عن الإسلام والحرب ضد داعش قد تأخذ الانسان الى الحرب بكل ما يمتلك من انفعالاتها وضراوتها وقساوتها فربما ينسى نفسه في وسط هذه المواجهات العارمة الكثير من القضايا الأساسية للمواجهة وفتوى الدفاع المقدسة كانت تركز الهمة على تلك المبادئ السلوكية القويمة، لذلك كان يردف الجبهة دائما بحكمته ووصاياه فهو (دام ظله) يعتبر الحضور الى ساحات الجهاد وجبهات القتال توفيقا، فيخاطبهم بالذين وفقهم الله للقتال، وهذا التوفيق مرتبط بالله ودين الله، بمعنى هناك تأثير قدرة الدين وتفضيل الهي يرتبط بحدود سلوكية وآداب اوجدتها الحكمة واقتضتها الفطرة، هي الدلالة على وجود الدين في قلب المقاتل ولابد من امتثال لمبادئ الإسلام ومن خالف هذا الامتثال واسقط هويته الايمانية في غمار الحرب الهوجاء، تمثل سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) بوصايا النبي (ص): لا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخا او صبيا ولا امرأة ولا تقطعوا شجرة)، هذه مجموعة قيم هي مفردات الايمان وفقرات الانتماء الحقيقي، فما اعظم الخطيئة في قتل النفوس البريئة يقول الامام علي (عليه السلام): لا تقووا سلطانكم بسفك دم حرام.
 قصدية الفتوى المبارك أن لا تقاد الحروب سياسيا فيضيع الحق، لهذا كان سماحته (دام عزه الوارف) ينصح بعدم النكاية ولا استباحة للحرمات ولم ينسب احد المعاندين الدواعش الى الشرك، لكنه ينسبهم الى البغي وكانت من ضمن الوصايا السلوكية عدم التعرض لغير المسلمين وعدم التطاول على مال اطلاقا، كانت الفتوى تعتني بتطهير السلوك وتوصي بعدم التأثير بالخصم من باب ردة الفعل وبهذا تعرت هوية الدواعش وسلوكها الاجرامي الذي اصبح يوصمهم بالعار وتسامت الفتوى بعز الانتماء لمنهج اهل البيت (عليهم السلام).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالامير هاشم

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/17



كتابة تعليق لموضوع : فتوى الدفاع المقدسة وحنكة الوصايا 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net