الانشغال في الدفاع عن الإسلام والحرب ضد داعش قد تأخذ الانسان الى الحرب بكل ما يمتلك من انفعالاتها وضراوتها وقساوتها فربما ينسى نفسه في وسط هذه المواجهات العارمة الكثير من القضايا الأساسية للمواجهة وفتوى الدفاع المقدسة كانت تركز الهمة على تلك المبادئ السلوكية القويمة، لذلك كان يردف الجبهة دائما بحكمته ووصاياه فهو (دام ظله) يعتبر الحضور الى ساحات الجهاد وجبهات القتال توفيقا، فيخاطبهم بالذين وفقهم الله للقتال، وهذا التوفيق مرتبط بالله ودين الله، بمعنى هناك تأثير قدرة الدين وتفضيل الهي يرتبط بحدود سلوكية وآداب اوجدتها الحكمة واقتضتها الفطرة، هي الدلالة على وجود الدين في قلب المقاتل ولابد من امتثال لمبادئ الإسلام ومن خالف هذا الامتثال واسقط هويته الايمانية في غمار الحرب الهوجاء، تمثل سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) بوصايا النبي (ص): لا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخا او صبيا ولا امرأة ولا تقطعوا شجرة)، هذه مجموعة قيم هي مفردات الايمان وفقرات الانتماء الحقيقي، فما اعظم الخطيئة في قتل النفوس البريئة يقول الامام علي (عليه السلام): لا تقووا سلطانكم بسفك دم حرام.
قصدية الفتوى المبارك أن لا تقاد الحروب سياسيا فيضيع الحق، لهذا كان سماحته (دام عزه الوارف) ينصح بعدم النكاية ولا استباحة للحرمات ولم ينسب احد المعاندين الدواعش الى الشرك، لكنه ينسبهم الى البغي وكانت من ضمن الوصايا السلوكية عدم التعرض لغير المسلمين وعدم التطاول على مال اطلاقا، كانت الفتوى تعتني بتطهير السلوك وتوصي بعدم التأثير بالخصم من باب ردة الفعل وبهذا تعرت هوية الدواعش وسلوكها الاجرامي الذي اصبح يوصمهم بالعار وتسامت الفتوى بعز الانتماء لمنهج اهل البيت (عليهم السلام).
|