تسابقت كلماتي لتصطف على سلم نبضات قلبي ، لتعزف سمفونية عزاء ودمعة ،فتنوح مهجتي نياح الثكالى وتشتكي حزنها لبارئها ..وتتأجج نار الفؤاد في كوة المصاب ..ومازالت جمراتها تستعر الى يوم المآب .
كم نزف قلبك جراحا بعدما لاح على وجنتيك ضوء الصباح المنكسر ..
وبعبراتك ودمعك المنهمر ..تلملم انفاسك وعيناك ترى أهوال كربلاء...سيوف ، رماح ،دماء وأشلاء وبنات الوحي ضجوا في الفلوات بصراخ وعويل هدت لمصابهن الجبال الراسيات ..
ضاق الفضا بكم واسودت الغبراء رغم رحبها ...تنوء برقبتك ، عصفت هموم الدنيا بأشجانها ..بعدما هزت رياح الحقد افنانها ..
آه لقيودك التي اوثقت اوصالي ، الجمتني وجالت بسنابكها فوق صدري ..ناحت لأجلها شغاف قلبي .
لا أدري سيدي : أيهما أقسى عليك ..أصفاد يديك أم رجليك ؟؟!!
أم جامعة الغدر التي تحز وريديك ؟؟!!
أم نظرات الشامتين أو ربما محبيك الذين لم يجرؤا أن يدنو منك ؟؟!!
تصدعت لرزءكم أكبادنا وغرزت فينا أفعى الأسى على مدى الدهر أنيابها ..
كم بعصاك سيدي هششت على دنياك تريد إبعادها ؟؟
وكم بكيت لرزء الطف حتى بانت على وجنتيك اخاديد أشجانها ؟؟
لم يخالط جفنيك النوم يوما وقد رأيت على الصعيد مرمل نور السماوات وعليائها...
أخوة ،أحباء وصحب كالنجوم ، نسجت رياح السموم عليهم أكفانها ..
على وجع الفراق ارتحلت وقد كَبّرَ الحزن في مقلتيك ، منظر السبط الشهيد عفيرا صار لخيلهم ميدانها ...
تنهش بقلبك انياب كلمات اللئام ..تحدثهم أننا أهل بيت الطهر والقربى في كتاب ربي وإن كانت على وجناتنا الدمعة ..
وقفت سيدي في مسجد الطاغية وقفة شموخ ،صعدت اعوادهم ..
،أنبريت بصوتك الملكوتي وملئت أسماعهم خطابا بنبرة السيف ..وإن نعتوك خارجيا ..فأنت كما وصفوك تقي نقي طاهر علم .
وأنت انت ابن الشهيد من يدانيك في النهى ، وقد زقتك يد الرحمن العلم زقا ..
ورأيت قول الحق طريق الجهاد وبذل النفوس بالموت حقا ..
فوجمت اوصالهم ..وجلت قلوبهم وفاضت عيونهم ...
عرفوا الحق في صوتك ..وادركوا ان لا نهج إلا نهجك .
فهموا أنهم قد غرر بهم ..فكثر الصراخ وعلت الاصوات ، وتراشقت النظرات ، وأطرقت الهامات،
فما وجدوا بدا إلا أن يقطعوا بالآذان كلامك ..ليصموا اسماعهم عن نطق بيانك .
لكنهم ما عرفوك ...او عرفوك فأنكروك ..فأنت حفيد علي أمير المؤمنين صاحب الشهد من الكلام ..وروعة الخطاب والبنان .
وبعد تلك المحنة العظيمة ، رجعت بعقائل الوحي إلى المدينة ...
بدأت طريق المواجهة في دعائك ، تترجم رسالتك في مواصلة بكائك .
فكم حركت الضمائر ، نورت روح العقيدة والبصائر ..
اقمت مجالس العزاء ، تندب أقمار كربلاء .
فحدودب ظهرك ، شاب رأسك ، وكاد البكاء يذهب ببصرك .
فصرت خامس البكائين ..
إيه سيدي : يازين العابدين
أيعاتبوك ؟؟!!
لكثرة نوحك وبكاك ؟؟!!
الموت لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة !!!
لأنهم لم يروا مارأت عيناك ، أعضاء مقطعات ، ومخدرات على مطايا السبي بارزات .
بعد كل ذلك المصاب ولوعة الإغتراب بكف الخيانة يسقوك سما تقطع احشاءك؟؟ !! لتنطوي بها صفحة أحزانك ، وتسكن آلامك ؟!.
مهلا سيدي : ستهب من افق مكة ريح كالعصف ..براية بدر نسير معها صفا كالزحف ،
وإمامنا سيطلب الثأر ..إنه الموعود بالنصر ...مولانا صاحب العص
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat