شرف الكلمة عند محمد باقر الصدر
ستار البخاتي الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ستار البخاتي الموسوي

مضى على استشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ٤١ عاما ، كان واسع الافق والمدارك ليس على مستوى العلوم الدينيةوالعلوم العقلية والفلسفية فحسب ، بل ان منهجه الواعي في فهم الاسلام السياسي والديني محورا تبلورت حوله مئات القراءات والافكار والنظريات، تلك الدائرة التي نتكلم عنها ، وهنا نسلط الضوء على موقف الصدر ، وانا اتخطر قصيدة عبد الرحمن الشرقاوي التي قرأتها لعشرات المرات وهي القصيدة التي احدثت ضجة كبيرة في سبعينيات القرن العشرين بعنوان الكلمة وهي نص مسرحية الحسين ثائر الحسين شهيدا ، وانا في غمرة قرائتها لمرات ومرات اتخطر هذا المقطع من القصيدة :(بعض الكلمات قلاع شامخات يعتصم بها النبل البشري ... الكلمة ياقوم هي زادُ لرحلةْ أرضيةْ تفضي لجنانٍ أو نار ) إزاء كل التغيرات التي عصفت بالامة الاسلامية الشيعية تبقى مواقف شخصياتها نابضة ومتجددة وكانها لكل زمان ومكان ، وامام موقف محمد باقر الصدر الذي تمحور في جانبين مهمين ليس على العراق فحسب بل كان يلقي بظلالة على المنطقة بكاملها وهو رفضه الانتماء لحزب البعث وثانيا تأييده لنجاح الثورة الاسلامية الايرانية لندع مايمكن ان نسمية تعاطفا دينيا او شيعيا ، ايران البلد المتعدد باطيافه وقومياته ، وايران كمثيلاتها من بلاد اسيا تقطنها العشرات من الأجناس والاقوام والإديان، فلا مجال لان نبرز قضية مفصلية وجوهرية ان الرجل كان تعاطفه على اساس شيعي بحت وانما انتصار ايران كان تغيرا طبيعيا لدولة كان يصيطر عليها الشاه بقبضة من حديد ونار وكانت الحريات مقيدة وشخصية السيد الخميني وكل ما يدور حولها كانت الصورة واضحة امام انظار الصدر الذي لمس فيها احقية الشعب الايراني والسيد الخميني ، من ان تأخذ ايران طريقها الصحيح في رسم دولتها الجديدة والرجل ابرز كلمتة وموقفة الذي لم يتراجع عنه اولا لشجاعته وثانيا لعلمه بالحق الطبيعي سواء للخميني او لشعبة وتحديد مصيرة والاستمرار في بناء دولته ، فلم يحيد عن موقفه ، وهو لاشك حفيدا للحسين بن علي بن ابي طالب ، بأن تكون كلماته قلاع يعتصم بها النبل البشري لان اتخاذ الموقف الذي رسمة الصدر ليس لنفسة فحسب وانما قراءة لما تصل الية مجريات الأمور فيما بعد ، فقد زُجت البلاد بعد ذلك بحرب هي الأطول في القرن العشرين وراح ظحيتها الآلاف من البشر من كلا الشعبين ، ولم يجنِ منها النظام الصدامي سوى الدمار والخراب ، ذلك النظام الذي اعترف بُعيد غزوه للكويت بان مواقف ايران خيرة على حد تعبيره،وان تجسير العلاقات معها امر محتوم وصرح امام العالم بالمواقف الايجابية التي تقدمها ايران ، وان الترحم على شخصية الخميني امر مفروض وعلى لسان صدام حسين ، وهل يمكن ان نجري مقارنة بسيطة ان باقر الصدر الذي انطلق من اروقه الحوزة العلمية هو الأكثر عمقا ووعيا سياسيا ورجاحة من صدام ونظامة الفاجستي ، ام صدام الذي يتخبط باراءه وافكاره بعد
ان تضحت امام عينة مواقف الدول التي زجت به في احضان حرب الثمان اعوام التي انهكت جيشه وقدراته العسكرية والوجستية والمالية ،وكبدته بديون وخسائر فادحة ، هنا يكون تعليلا واضحا ان الصدر لم يكن عاطفيا او مزاجيا في اطلاق اراءه ومواقفه المؤيدة للشعب الايراني والتي كانت متمثلة بالسيد الخميني رحمه الله ، فالحدود الجغرافية بين البلدين هي الأطول من باقي جيرانه والمشتركات اوسع بين البلدين وعلى مختلف الاصعدة والمجالات ، اما موقفه الرافض لحزب البعث جاء على عدة خلفيات، ان الاعمال التي انتهجها البعث في اوج تسنمة للسلطة من قمع وتعذيب وملاحقة واعدامات وعلى ذلك مثالا واحدا ، وهو ماقام به صدام في اوج صعوده المرتقب لدى بعض المتابعين ، من حادثة قصر الخلد التي كانت على خلفية توحيد الحزبين السوري والعراقي في معاهدة تعقد بين الطرفين والتي تدفع بالرئيس السوري الى قيادة الحزب وتؤدي بأنزواء صدام ومن شأنها ان تغيب شخصية صدام ، كما انه اعتبرها تهديدا له ومؤامرة ضده والتي خطط لها على عجل ليقضي على العديد من الخصوم ويدفع بهم الى التعذيب والاعدام ، فاي ديمقراطية كان ينتهجا صدام واي اختيار لتداول السلطة هذا بين رفاقه ان صح التعبير ناهيك عما يعترض طريقه ، فقد كانت لغة الدم والحديد هي السائدة في منهجه وان افكار ومشاريع هذا الحزب سوف تزج البلاد في أتون الحرب والصراعات الداخلية والخارجية التي لم نجنِ منها سوى الدمار واغراق البلد بالقتل والتشريد والجوع والامراض تلك السياسة التي عرف ابعادها الصدر لم يتراجع عن موقفه اتجاه رفضه القاطع عن فتواه في تحريم الانتماء ويبقى الصدر بكلماته ومواقفه هذه رمزا للنبل البشري كما انها زاد لجنان الصدر وخلوده
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat