السجود في المنظور القرآني
د . خديجة حسن علي القصير
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . خديجة حسن علي القصير

السجود في اللغة الخضوع والتطامن، والتذلل، ووضع الجبهة على الأرض، وصفته في الصلاة أن يضع ركبتيه على الأرض ويضع جبهته وأنفه وكفيه مكشوفه ويكبر عند الهوى، ويكون أول ما يقع منه على الأرض ركبتيه، وأن يضع بعدهما يديه ثم يضع بعدهما وجهه وأن يضع جبهته وأنفه على الأرض، وأن يجافى مرفقيه عن جنبيه.
وفي الاصطلاح السجود هو أن يجلس على ساقيه جاثياً وليس على الأرض منه الا رؤوس الاصابع والركبتين وهو منهي عنه(1). والسجود على انواع هي: (سجود الصلاة، سجود التلاوة، سجود السهو، سجود الشكر).
وللسجود فوائد جمة حيث أن الإنسان يومياً يتعرض إلى شحنات كهرومغناطيسية من البيئة المحيطة به، وهذه الشحنات تتسلط على الجهاز العصبي المركزي وخاصة المنطقة الأمامية من الدماغ، ولذلك يجب التخلص من هذه الشحنات، وإلا فإن الناتج يكون آلاماً(2).
ولهذا يلجأ كثير من الناس لأخذ المهدئات، والعقاقير، والأدوية، لتقليل الضغط على الدماغ، وأحياناً يصل الحال إلى أننا نحتاج إلى أطباء علم النفس والأعصاب.
وإن الطريقة المثلى للتخلص من هذه الشحنات وتأثيراتها هو أن نضع رأسنا -وخاصة الجبهة- على الأرض لتفريغ الشحنات، وبهذا نحصل على الراحة النفسية.
والسجود على الأعضاء السبعة له تأثير كبير على مفاصل العمود الفقري، وعلى عملية حركة الدم ورجوعه إلى القلب من جميع مناطق الجسم، وكذلك فإن عملية تسهل خروج الإفرازات من الجيوب الأنفية والوجهية، وأثناء التسليمتين حينما ندير رقبتنا يميناً وشمالاً، فإننا نكون قد عالجنا التشنج العضلي في الرقبة، وفي الكتفين، وبدوره يساعد على علاج صداع الرأس التشنجي(3).
وفي المنظور القرآني فقد ذكرت ألفاظ السجود في اثنين وتسعين موضعاً في القرآن الكريم وهي لا على التحديد في قوله تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ" (الأعراف:11)، وكذلك في قوله تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا" (الإسراء:61)، وفي قوله تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا" (الكهف:50)، وكذلك قوله تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى: (طه:116)، وغيرها من المواضع.
ــــــــــــــــــــــ
(1) ابن منظور، لسان العرب، مادة سجد
(2) د.حامد أحمد محمد ، رحلة الإيمان في جسم الإنسان، ص494.
(3) عودة خليل أبو عودة، التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن، ص548.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat