أيُّ كلمة حب ووفاء؟! وأيُّ عبارة عرفان وثناء؟! وأيُّ رسالة شكر وتقدير؟! اهديها في يوم العيد لك يا أم الشهيد، يا من كنت ولا زلت نبراسًا للتضحيات ونورًا يضيء لنا الظلمات، يا من تشرقين في كل يوم مع إشراقة الشمس، فتملئين حياتنا بالعزة والضياء والبركات.
يا أروع نخبة عرفتها النساء، يا من بذلت فلذة كبدك دون تردد بكل شموخ وصبر وفداء، وعلمت الأجيال كيف يكون الايثار والعطاء، مباركة سعيدة برضوان الله تعالى أيامك أيتها السائرة على خطى الصديقة الزهراء وابنتها الحوراء.
أمي الحبيبة يا أم الشهيد، بردي نيران القلب، اطفئي حرارة الدمع، ضمدي جرح الغياب، وبلسمي حرارة المصاب بحسن التوكل والصبر الجميل.
نعم، يحتضن الأولاد في الأعياد أمهاتهم، يحملون معهم إليهنَّ هدايا محبتهم، وأنتِ تنظرين... تقفين على ضريح ضم جثمان ولدك الحبيب، تُقبّلين حبات التراب، وتنساب من عينيك دموع الاشتياق لطول الغياب.
لكن ليتك تسمعين، بل أظنك تسمعين صدى صوت ولدك الشهيد وهو يقول: أُماه لا تحزني فأنا ما زلت حول فلكك أدور، أنا ولدك الذي استقبلته في جنان الله تعالى الحور، أنا نتاج يدك، أنا ثمرة عمرك الذي وهبته للإسلام ولآل البيت (عليهم السلام)، أنا قد ارتفعت بك وسموتُ بكلماتك، حتى بلغت السعادة، وحظيت بنعيم الشهادة، فلا تحزني، ولا تذرفي دمعك الغالي يا نور عيني، أمي أنا الآن في الجنان، حيث لا ألم ولا أحزان بل سعادة واطمئنان، وحبور وسرور لا يخطر على قلب إنسان.
فألف شكر لك أيتها الحرة الأبية، وكل عيد وأنت بألف خير أيتها الصادقة في ولائها للعترة النبوية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat