كيف اتعامل مع ابني الشاب
صفية الجيزاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صفية الجيزاني

يميل جميع افراد البشر فطريا الى تقدير واحترام وتكريم الاخرين لهم، خاصة في فترة الشباب حيث يحب الشاب ان ينطلق من مرحلة الطفولة الى مرحلة الشباب ليكون مستقلا وحرا في تصرفاته، وهذا ما على الآباء و الامهات ان يفهموه بأن إبنهم الشاب لم يعد طفلا، وطريقة التعامل معه في هذه المرحلة تختلف عما كان عليه في مرحلة الطفولة، وقد اكد على هذا الامر الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قبل اربعة عشر عاما حيث قال :(الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين) "1.
ففي السنوات السبع الاولى يكون الطفل هو الحاكم، فنرى الابوين يلبون له جميع طلباته وكل ما يرغب به؛ شفقة ورأفة به، وفي السنوات السبع الثانية حيث يبدأ الطفل بالنمو جسميا وروحيا، وفي هذا العمر يبدأ الابوان بأعطاء الاوامر والتعليمات له، ويجب عليه الطاعة وتنفيذ الاوامر، ثم تأتي السنوات السبع الثالثة والتي عبرفيها الرسول صلى الله عليه وآله عن الولد بأنه وزير، فهي تختلف عن السنين السبع الاولى والثانية حيث تتبدل افكاره واحاسيسه كليا.
وكلمة الوزير لها عدة معان، وذكر انها تعني تحمل الثقل، فعلى الشاب في هذه المرحلة ان يكون خير عون لوالديه.
(وقد اراد الرسول صلى الله عليه وآله من كلمة الوزير ان يسلط الضوء على رغبة الشاب بالبروز والاستقلال من جانب معتبرا إياه وزيرا ومسؤولا في الدولة الصغيرة(الاسرة) ، ومن جانب اخر أراد ان يفهم أبويه ان لا يتعاملوا معه في هذه المرحلة كتعاملهم معه في مرحلة الطفولة ولا يخاطبوه بلغة الامر، ولا بعنف وقسوة فتهان عند ذاك شخصيته، فبالامس كان عبدا مطيعا واليوم وزيرا ومستشارا) " 2.
وطبعا هذا لا يعني باستقلالية الشاب بشكل تام، بأن يترك حرا دون حدود او قيود حتى يصبح متمردا عاصيا، لانه عندما حمل هذا اللقب (الوزير) فانه يكون عونا وسندا لابويه ولا يمتلك الحرية المطلقة او الاستقلال التام.
اذن لابد للابوين من تحقيق هذه الرغبة الشاب وذلك بأحترام استقلال شخصيته وتقديره وبذلك يصبح انسانا سويا ونافعا في المجتمع، اما اذا حصل العكس، فالشاب الذي يهان من قبل ابويه ولايحترم ويعامل باسلوب قاس، فمثل هذا الشاب يكون عرضة للضياع والانحراف عن جادة الطريق.
ولذا على الآباء و الامهات العمل بوصية الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وذلك بأحترام ابنائهم وتنصيبهم وزراء ومساعدين لهم فيكونون اصدقاء لهم وخير معين، يقول الرسول صلى الله عليه وآله:(رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما) "3.. والا يتحول الابن الى عدو وحاقد وبذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله:(ياعلي لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما) " 4.ونختم بقول آمير المؤمنين عليه السلام:(ولدك ريحانتك سبعا، وخادمك سبعا، ثم هو عدوك أو صديقك) "5
…. .. . . . . . … .. . . …
1-مكارم الاخلاق، الطبرسي :115
2-الافكار والميول في علاقة الشباب والكهول ص44
3-مستدرك الوسائل، العاملي ج2ص625
4-بحار الانوار، المجلسي 17:18
5-نهج البلاغة ابن ابي حديد 20:الكلمة 937
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat