فاطمة بنت رسول الله لم تمت..!! القسم الثاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء في السنن الكبرى للبيهقي، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ (ص).... التِي بِالمَدِينَةِ وَفَدَكٍ وَمَا بَقِىَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ... فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: «لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ... فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ.
وذكر ابن حبان: فوجدت فاطمة على أبي بكر من ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله (ص) ستة أشهر.
وفي صحيح البخاري: فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ (ص) سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ وَصَلَّى عَلَيْهَا.
وذكر صاحب شرح نهج البلاغة - ابن ابي الحديد عند دفن سيدة النساء فاطمة وقف الامام علي كالمناجي رسول الله (ص) عند قبره:
السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري، ورق عنها تجلدي إلا أن في التأسي لي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلقد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة.
أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال هذا ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر والسلام عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين. انتهى.
مما تقدم وبعد الربط بين اهم مفردات يمكن ان نعتبرها اشارات نتوقف عندها:
ابو بكر يندم لأنه كشف بيت فاطمة، عمر لا يكترث بوجود فاطمة في البيت ليحرقه على اهله، فاطمة ماتت واجدة على ابي بكر ولم تكلمه، فاطمة يدفنها الامام علي ليلا وسرا، فاطمة ماتت مهضومة مما لقيت من الامة)...، هذا الحال واني لم اذكر من مصادر الشيعة الامامية الاثني عشرية وانما اكتفيت بما اورده المسلمين من غير الشيعة الامامية الاثني عشرية.
دعونا نتساءل: ماذا لقيت فاطمة من الامة؟ ليطلب الامام علي من النبي ان يحفها السؤال ويستخبرها الحال؟!
وعلى ماذا تضافرت الامة لهضم ابنت نبيهم؟
ولماذا شعر بالأسى أبو بكر لكشفه بيت فاطمة؟!
وهل ثمة رابط بين ما فعله عمر او اراد ان يفعله وهو حرق بيت فاطمة وما ذكره ابو بكر من كشف دار فاطمة وعلي؟!
هل هذا يؤكد ما تذهب اليه الامامية الاثني عشرية من ان قادة واصحاب مؤتمر السقيفة قد اقتحموا بيت فاطمة وحدثت امور غامضة او يصمت التاريخ خجلا من تفاصيلها؟!
ماذا حدث ليمضي ابو بكر وهو خليفة المسلمين آسفا بل أن فاطمة بنت رسول الله ماتت وهي (واجدة اي غاضبة) عليه؟! يعلم المؤمنون ان النبي الاكرم قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.
أفلا نعتبر رسول الله (ص) غاضبا على ابي بكر؟!
سأترك الاجابة وطبقا للمعطيات اعلاه للقارئ المنصف..!
وبعد هذه الاسباب النفسية والضغوط الاجتماعية من الخذلان والاقصاء والاعتداء وتجاهل قدر بيت فيه فاطمة...، يتضح لنا صحة ما رواه الشيعة الامامية بطرقهم المعتبرة وشاركهم فيه غيرهم من رواة المسلمين من ان السيدة فاطمة الزهراء قصدت مسجد النبي الاكرم وأقبلت في لُمّة من حَفَدَتِها ونساء قومها، تطأ في ذيولها، ما تخرم مشْيتها مشْية رسول اللّه (ص) حتّى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة ثمّ أنّت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس، ثمّ أمهلت هنيئة حتّى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، افتتحت كلامها بالحمد للّه...، والخطبة فيها من عجائب المعارف والإشارات الفكرية ما يجعلك تقف مدهوشا على روعة التعبير والبيان الفاطمي الذي هو امتداد لسيد البيان ومعدن العلم والايمان رسول الله (ص) وما يهمني هو ان ابيّن حالة الهضم الذي صدر خلال كلامها في خطبتها المباركة:
ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت:
1- يا معشر الفتية(النقيبة) وأعضاد الملة وحضنة الإسلام، ما هذه الغميزة في حقي والسنة عن ظلامتي.
أما كان رسول الله(ص) أبي يقول: «المرء يحفظ في ولده».
2- إيهاً بني قيلة..! أأُهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدىً ومجمع؟
3-.... ألا وقد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وخور القناة وبثة الصدر وتقدمة الحجة.
وما روي ايضا من ان نساء الانصار والمهاجرين زُرنَ السيدة فاطمة الزهراء لعيادتها وقد سألنها: كيف أصبحت من علتك يا ابنة محمد رسول الله (ص)؟
فحمدت الله وصلت على أبيها وقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكن قالية لرجالكن...الخ / (الكتاب: بيت الأحزان- الشيخ عباس القمي].
وكان لها كلام اوضحت فيه سبب ما هي عليه من المرض هو الغدر والاقصاء والاعتداء الذي تعرض له بيت النبي الاكرم(ص)، فرحيل فاطمة الزهراء من هذه الدنيا وبهذه السرعة يؤكد كونها لم تمت عن حال اعتيادي وانما هي قُتلت من طعنات الغدر والخذلان الذي يؤكد انقلاب الامة على اعقابها وان بيعة السقيفة ما هي الا بداية للتشظي الذي حدث في كيان الامة الاسلامية وما قامت به السيدة الزهراء هو محاولة لإيقاف هذا الانحراف وإرجاع الامة لصوابها وهو ان يهتدوا بهدى ال محمد ويأتموا بهم.
ولهذا أوضحت في بيانها الاخير لنساء المسلمين ذلك بقولها:
ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الوحي والروح الأمين والطبين بأمور الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا منه والله نكير سيفه وقلة مبالاته بحتفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله.
وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها وحملهم عليها ولسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ولا يكل سائره ولا يمل راكبه ولأوردهم منهلا نميرا صافيا رويا تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه/(بيت الأحزان- الشيخ عباس القمي).
فبهذا المنطق القوي الصامد للسيدة فاطمة والبيان الواضح والحادّ كالسيف يتضح لِم هي رحلت مقتولة ولم تعش الا اياماً وأشهراً قليلة..
فصلوات الله عليها وسلامه يوم ولدت ويوم قتلت ويوم تبعث شاهدة وشفيعة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat