صفحة الكاتب : حنان ستار رواش

العشقُ الحقيقي
حنان ستار رواش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تمرّ الأيامُ، وسنون تذهب، والعمر يمضي في المسير للأمام، ولا أعلمُ هل ستتغير حياتي أم أبقى هكذا؟ ألستُ فتاة من حقي أن أعيش؟ أم كُتب عليها العناء والشقاء قبل أن تولد؟ كل هذه الأفكار كانت تدور في مخيلتي، وأنا لم أقصر في عملي حتى أُعاقب بمثل هذه العزلة.
 في دراستي تفوقت، فلماذا أترك الدراسة رغماً عني طاعة لقرار من الأب؟ وانا لم اترك صلاتي او صيامي وملتزمة بالحجاب؟ ولم افتر ساعة او لحظة عن الدعاء؛ لأنني اعلم انه سلاح المؤمن؟ أليس من حق اي فتاة أن تعيش انوثتها وتتزوج وتنجب؟ أليس من حق كل متفوق بالدراسة أن يكمل دراسته، ويصل اعلى المراتب، ويحصل على ثمرة دراسته؟
 أمواج من الافكار والهواجس والوساوس بين النفس والروح وبين شيطان يقول: انك مظلومة وتصرفي خلاف ذلك، واحصلي على حقك، وبين كلام للعقل والروح تقول: ان الله عادل ويعلم ما فيه مصلحتك، وان الله لا يكلف نفساً الا وسعها، والمؤمن مبتلى والصبر اعلى الدرجات التي بشر الله تعالى بها عباده بأن لهم الجنة.
كل هذه الصراعات تدور وتأخذ مأخذها مني، اريد شخصاً يشاركني همومي، أريد شخصاً يسمعني واستند اليه وقت الشدة.
بين كلام صديقةٍ وصديقة وناصح لي ومحب لي.. اذكري الله واصبري اشغلي وقت فراغك بالقرآن والصيام والدعاء وبين أكف رفعت تدعوا لي.
لكن الله سبحانه إذا أحبّ عبداً انزل عليه فيوضاته وبركاته، وجعل في قلبة نوراً للهداية ادركت ان معرفة الله تعالى هي ما يجب علي أن افكر فيها، والله هو القادر على كل ما تمناه وهو وحده من يغير الاحوال من حال الى حال، وكنت أعلل القضية الى غياب ولي الامر.
 لكنني اكتشفت انني انا السبب في تحطيم نفسي؛ لأن الامام المعصوم (عليه السلام) موجود ويسمعني، ولكنني لم اصل الى درجة الحب والشوق الحقيقيين له، اقتربت منه انشغلت بالتفكير بملذات الدنيا، ولم أنشغل بالتفكير كيف استطيع أن أصل لمن هو احق بالحب هو الان ولي امرنا، وهذا الحب لا يكفي فيه الحب القلبي والمشاعر، وانما يحتاج لمعرفة حقيقية، ماذا يريد مني وما هو تكلفي وواجبي بزمن غيبته، وكيف امهد لظهوره والاحساس بالتقصير بحقة يجعل لديّ دافع للبحث والدرس اكثر.
اننا غافلون عندما يغلق الباب في وجوهنا، نتوقع انه نهاية المسير، ولا نعلم انه هناك الف باب نستطيع أن ننفذ من خلاله، ونبدع ونتفوق والله عادل يعطي كل ذي حقه، فلا نحصر تفكيرنا في زاوية ضيقة، فهناك يستحق ان نجتهد للوصول اليه والتقرب منه لا الابتعاد، ومن أحبه استطاع ان يرتوي الارتواء الحقيقي، ولا يحتاج لمعشوق غيره.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حنان ستار رواش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/25


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : العشقُ الحقيقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net