تمرّ الأيامُ، وسنون تذهب، والعمر يمضي في المسير للأمام، ولا أعلمُ هل ستتغير حياتي أم أبقى هكذا؟ ألستُ فتاة من حقي أن أعيش؟ أم كُتب عليها العناء والشقاء قبل أن تولد؟ كل هذه الأفكار كانت تدور في مخيلتي، وأنا لم أقصر في عملي حتى أُعاقب بمثل هذه العزلة.
في دراستي تفوقت، فلماذا أترك الدراسة رغماً عني طاعة لقرار من الأب؟ وانا لم اترك صلاتي او صيامي وملتزمة بالحجاب؟ ولم افتر ساعة او لحظة عن الدعاء؛ لأنني اعلم انه سلاح المؤمن؟ أليس من حق اي فتاة أن تعيش انوثتها وتتزوج وتنجب؟ أليس من حق كل متفوق بالدراسة أن يكمل دراسته، ويصل اعلى المراتب، ويحصل على ثمرة دراسته؟
أمواج من الافكار والهواجس والوساوس بين النفس والروح وبين شيطان يقول: انك مظلومة وتصرفي خلاف ذلك، واحصلي على حقك، وبين كلام للعقل والروح تقول: ان الله عادل ويعلم ما فيه مصلحتك، وان الله لا يكلف نفساً الا وسعها، والمؤمن مبتلى والصبر اعلى الدرجات التي بشر الله تعالى بها عباده بأن لهم الجنة.
كل هذه الصراعات تدور وتأخذ مأخذها مني، اريد شخصاً يشاركني همومي، أريد شخصاً يسمعني واستند اليه وقت الشدة.
بين كلام صديقةٍ وصديقة وناصح لي ومحب لي.. اذكري الله واصبري اشغلي وقت فراغك بالقرآن والصيام والدعاء وبين أكف رفعت تدعوا لي.
لكن الله سبحانه إذا أحبّ عبداً انزل عليه فيوضاته وبركاته، وجعل في قلبة نوراً للهداية ادركت ان معرفة الله تعالى هي ما يجب علي أن افكر فيها، والله هو القادر على كل ما تمناه وهو وحده من يغير الاحوال من حال الى حال، وكنت أعلل القضية الى غياب ولي الامر.
لكنني اكتشفت انني انا السبب في تحطيم نفسي؛ لأن الامام المعصوم (عليه السلام) موجود ويسمعني، ولكنني لم اصل الى درجة الحب والشوق الحقيقيين له، اقتربت منه انشغلت بالتفكير بملذات الدنيا، ولم أنشغل بالتفكير كيف استطيع أن أصل لمن هو احق بالحب هو الان ولي امرنا، وهذا الحب لا يكفي فيه الحب القلبي والمشاعر، وانما يحتاج لمعرفة حقيقية، ماذا يريد مني وما هو تكلفي وواجبي بزمن غيبته، وكيف امهد لظهوره والاحساس بالتقصير بحقة يجعل لديّ دافع للبحث والدرس اكثر.
اننا غافلون عندما يغلق الباب في وجوهنا، نتوقع انه نهاية المسير، ولا نعلم انه هناك الف باب نستطيع أن ننفذ من خلاله، ونبدع ونتفوق والله عادل يعطي كل ذي حقه، فلا نحصر تفكيرنا في زاوية ضيقة، فهناك يستحق ان نجتهد للوصول اليه والتقرب منه لا الابتعاد، ومن أحبه استطاع ان يرتوي الارتواء الحقيقي، ولا يحتاج لمعشوق غيره.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat