ابتدئ رسالتي بالسلام عليك يا وطني، وبعد.. أكتب الى كل مجاهد يحلم بالشهادة، وهو يدافع عن ارضه وعرضه ومقدساته، وأكتب الى كل انسان صالح يسعى الى عمل الخير في هذه الدنيا الفانية قربة الى الله تعالى اقول لهم:
أنا اليوم تحت رعاية الرحمن اسير في جنانه التي وعد بها الصديقين والشهداء والصالحين، فرحا بما آتاني من فضله واحسانه، فقد فزت والله بالدارين دار الدنيا ودار النعيم، حين روت دمائي تربة وطني الغالي، وحفظت بها شرفه ومقدساته؛ لتعود ملامح الحرية الى شعبه الأبي.
لا زلت اذكر تلك الايام الخوالي التي وقفت بها على سواتر العز والكرامة الى جنب اخواني المجاهدين حتى رزقت بالشهادة.. وها انا اليوم ارقد في جنته تعالى كيف اصفها لكم وعقلي عاجز عن استيعاب جمالها.. سبحانك يا الله حين خلقت فأبدعت.. وحين وعدت فحققت وعدك حين قلت: "والسابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم" نعم انها نعمة الرحمن على خلقه الصالحين.
أمي، يا من ارضعتني حب الوطن، ارفعي رأسك عالياً، وانشدي انشودة الفاتح المنتصر، فولدك قد افتدى بنفسه ارض الانبياء والاولياء، وقطع اذرع الشر والنفاق التي حاولت ان تمتد الى وطنه الحبيب؛ لتعيث فساداً بأرضه.
أبي.. يا من ربيتي على العز والشموخ، وعلمتني أن لا أركع إلا لله تعالى.. ابلغوا سلامي لرفاق دربي في الجهاد، وقولوا لهم: بوركت سواعدكم التي انتصرنا بها على قوى الشر.. أيها الأبطال، فبتضحياتكم ها هي راية الحق ترفرف عالياً؛ لتعانق عنان السماء، فتحية حب الى وطني الذي ولدت فيه، وترعرعت في ارضه.. وها انا اليوم اعود اليه ليحتضن جسدي بين حبات ترابه الغالي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat