صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

قراءة انطباعية في.. (الثنائيات التقابلية في بحث الاعلام النسوي  للباحثة بشرى بديرة)
علي حسين الخباز

 للثنائيات اللغوية معمارها الفكري المرتبط بالواقع، عبر تقابلات البنية المعبرة عن وجودها، تقابلات البنية المعبرة عن وجودها، وتقابلات أخرى معنوية غالباً ما تأتي مضمرة، وعن قراءة لبحث بشرى مهدي بديرة الموسوم (الاعلام  النسوي دوره، وتكليفه.. إنجازاته واشكالياته)، ومن أهم المسائل التي تسعى اليها هي قراءة الوعي منطلقين من رؤية الباحثة لمشكلة البحث؛ ذاك لأن الاعلام النسوي يحمل إرثاً ضخماً من عقيدة لا نجدها في الاعلام الآخر.
 مفهوم التقابل الذي نبحث فيه قد يصل الى مفهوم التضادات، فلو وضعنا بين قوسين مفردات مثل: (النهوض/ المواكبة/ العولمة/ التطور/ الوعي الديني)، لنصل الى أن التضاد الثاني هنا تضاد مضمر في أحد عنصريه، وجميع هذه المفدرات كونت لنا معنى النهوض والذي هو تضاد حاد للنكوص الذي تحذر منه الباحثة، والقدرة التفسيرية تنحى بقوة لتوليد ثنائيات جديدة، مثلاً هي ترى (أن إعداد شريحة إعلامية نسوية + الدور القيادي + الوعي + القدرة) جميع هذه العناصر تشكل تقابلاً حاداً في عملية النبذ (نبذ الدخيل).
 وهناك ثنائية الدلالات دال ومدلول، ولكل دلالة مؤثثات فكرية تترجم الواقع، نجدها تركز على ثنائية التحديات لتضع مقابلها التأهيل نتيجة لمفهوم الترشيح المعلوماتي + التثقيف (الندوات + المحاضرات)، ومن أجل تطويع الحضور البهي لخدمة الواقع بمفهومه الثاني، فمفهوم الغزو الثقافي الذي هو حاضر في اغلب مفاهيمنا البحثية، سعت الكاتبة لتضع امامه تضاداً حيوياً هو مشاريع تهيئة الوعي، او لنجد ثنائية أخرى مهمة، لمعالجة حالات التوهين، الذي له في كل الأحوال متطلباته ومكوناته وغاية التوهين مثلاً هو حسب فكر المرأة، منعها من دورها، وهذا التوهين هو اهم مسعى من مساعي الغزو، لصنع هيمنة فكرية تعمل على محو الثوابت وزرع قيم بديلة، فالتضاد الجوهري هو العمل على بث الفكر المؤمن، والمتابعة المعرفية تأخذ في البحث منحيين: الأول المتابعة التي تعني مواكبة عصرية لمفاهيم العصر، والمنحى الثاني متابعة عقائدية مرتكزة على (الحجة + الثقة).
  ويرتكز الوعي الإعلامي على المفهوم الشمولي من أجل خلق مساحة أوسع يعمل للتأثير في المجتمع، وتلك هي يقظة الكتابة للدخول في العمق المعرفي؛ سعياً لمعالجة أي خلخلة طارئة، فالتركيز على المتابعة لا تعني قدرة هذه العلوم على معرفة طرائق  التفكير، وهذا تنبيه فطن الى وجود مدرسة اعمق وجدانياً هي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
 هناك ثنائية تشع وعيا يتكامل من خلال المتابعة، ثنائية مهمة جدا فعلوم أهل البيت (عليهم السلام) تعرفنا بذواتنا وبقيمة عمقنا الإنساني، لكن نبقى نحن بحاجة الى متابعة لمعرفة المحتوى الفكري للعالم لتفهم الآخر، لتعرف ما هي مناهجه المعرفية، كيف يفكر الآخر، والحذر في الكتابة يعني وعي السعي للغة مسالمة دون أن تثير هذا الآخر، او تمس انتماءه.
 التحديات السياسية الإعلامية تعاني من التبعية وافتقار المصداقية، وخلق نهج التفرقة قصديا، عمل الثنائيات هو تعميق الحضور الجذري في عقلية التلقي؛ لأن هناك اعلاما تابعا وذليلا يمتلك منافذ تسويقية واسعة، تحمل التبعية والكذب ومساعي التفرقة وتجهيل الواقع، وهناك بالمقابل اعلام متحرر، لكنه يعمل على نطاق ضيق.
 الفعل الانجازي في هذا البحث هو النتائج التي تعني بها الباحثة بشرى بديرة، ترى كنتيجة ان الاعلام الإسلامي ليس ضعيفا الى هذا الحد، لينكسر امام الاعلام التابع الذليل، وهو قادر على المدى البعيد ان يغير تلك الأفكار البالية، لإبعاد مناحي الضعف عن الاعلام الإسلامي، وتجلي هذا الاعلام بإرادته الواعية يحتاج الى جهد اضافة الى كفاءات مدركة، للاعلام النسوي المحارب والمستهدف دائما، وصناعة الوعي تضعنا امام نقطة الارتكاز الاجتماعي وتنشئة جيل واع.
 يمتلك الاعلام النسوي مساحات مستقبلية أكبر من الرجل، حسنة هذا البحث انه يعي الواقع، ويعرف ما يتطلبه في لإبراز هذه الواقعية بتأثيرات وجدانية مثمرة، فكلما كانت مساحة التصريح أكبر كان التأثير الموضوعي أقل، فلذلك عنونت حضورها بالعمق الدلالي وفي دورها المرأة في فتوى الدفاع المقدس، لفتت الأنظار الى تشخيص سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) بضرورة التوثيق، فمن الممكن ان يزور التأريخ ويصادر الجهود، فيكون حينها التراث بلا صاحب، تشخص الإهمال بالتدوين، ولابد من مواجهة جميع التحديات، اثر اعداد الكوادر الإعلامية وكادر اداري يكون على درجة كبيرة من الوعي، فيتم تأهيل الاعلاميات الملتزمات دينيا واعلاميا قبل ان يكون دورها فعالا في بناء المجتمع ومواجهة التحديات.. بحث السيدة بشرى بديرة تميز بما امتلك من وعي دلالي، لذلك كان البحث موفقاً.. نتمنى لها كل خير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/17



كتابة تعليق لموضوع : قراءة انطباعية في.. (الثنائيات التقابلية في بحث الاعلام النسوي  للباحثة بشرى بديرة)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net