صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

مع الإمام المهدي في دولته
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

١. المهدي : ضرورة عالمية

بعد أن بدأت الصفة العالمية تضرب بجرانها على جميع مفاصل حياة الإنسان على هذه الأرض ، وبعد أن أصبحت تعمّ صغائر ودقائق الحياة وتدخل في تفاصيلها ، ولم تعد تقتصر - كما في السابق - على عظائم الأمور وكبرى المشتركات الإنسانية ، وبعد أن أصبحت العالمية هذه تحكمها قوانين ومعاهدات دولية وتفرضها أعراف وأنماط حياتية جديدة .. بعد كل هذا أصبح الحديث عن المهدي - كزعيم عالمي - والمهدوية - كنظام عالمي للحياة - حديثاً عن ضرورة وعن حاجة ملحّة للبشرية بشكل عام بعد أن أقرّتها هي بنفسها ..! ، فالإتهام بالتوسعية او تصدير الثورات الوطنية والدينية وما شاكلها باتت غير ذي موضوع ولم تعد سبّة أو جريمة ..!

في السابق كنّا نتحدث عن القضية المهدوية من خلال جانبين ، الأول يمثل الجانب العقائدي والروحي ، وكنّا نبذل جهداً في سبيل البرهنة عليها نقلاً أو عقلاً .. الخ ، والثاني هو محاولة البرهنة عليها من خلال اثبات إمكانية حصولها وحدوثها وأن القوانين والنواميس الطبيعية تساعد عليها ولكن على الشكل النظري .. أمّا الآن فلا نحتاج الى الجانب العقائدي - رغم أهميته - ولا البرهنة بالإمكان النظري ، وانما أصبح الواقع يفرض هذه القضية فرضاً كحاجة إنسانية كبرى وضرورية .

ففي ظل هذا الوعي البشري والتطور التكنولوجي ، وفي أجواء الانصهار الدولي ، أمنياً واقتصادياً وصحيّاً .. الخ ، وبالشكل الذي سُلبت فيه السيادة الكاملة لكل دولة وصارت خاضعة الى لوائح ملزمة تصدرها منظّمات عالمية ، كالأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة الصحة العالمية ومحكمة العدل الدولية ومنظمة اليونسيف والبنك الدولي ومنظمة أوبك والفيفا .. الخ ، ومن يخالف تعليمات هذه المنظمات يحاسب حساباً عسيراً وسيعيش الوحدة القاتلة في جميع المجالات ..

وفي ظل هذا الوضع الراهن الذي اصبحت فيه الحدود الأمنية لكل دولة تتعدى حدودها الجغرافية ، وأصبح سوق البضائع الشرقية يتوسط مدن الغرب وبالعكس .. لا تستطيع أن تبيع نفطك الا بوساطة أوبك ولا يمكنك لعب كرة القدم مع هذا المنتخب او ذاك الا بموافقة اتحادات الكرة العالمية .. الخ

بل تسلل الأمر حتى للأديان ، وصار الحديث عن اجتماع الديانات السماوية تحت راية ابراهيم الخليل - او ما تسمى بالديانات الابراهيمية - حديث الساعة بغض النظر عن الأهداف والاغراض من وراءها ..!

في ظل كل هذه التطورات يمكننا القول أن هذا الواقع الذي تعيشه البشرية والنظام العالمي الموَّحد الفارض سيطرته وهيبته .. أن العالم سيصل الى قناعة بأنه يجب أن يخضع الى سلطة عالمية كبرى واحدة وزعيم عالمي استثنائي واحد ويعمل بدستور واحد .. ! ، وما مقولة أن العالم يبدو كقرية صغيرة الّا إقرار منهم على كل ذلك .

بل قد بدأت تصدر تصريحات مهمة من أشخاص مهمّين حول ذلك ، فقد استغلَّ الأمين العام الحالي للأمم المتحدة الذكرى الخامسة والسبعين لوضع ميثاق المنظمة الدولية ، ليدلي بتصريح صحافي يدعو فيه إلى إعادة تشكيل العالم المضطرب الذي يواجه وباء " كوفيد19 " بقوله : « لنعيد معاً تشكيل العالم الذي نتقاسمه ، من أجل ذلك نحتاج تعددية قطبية فعالة تعمل كآلية حوكمة عالمية حيثما يقتضي الأمر » .

بالدولة الواحدة ستنتهي كل تلك التقاطعات وستذوب الفوارق والخلافات ، ويسود العدل في العالم وتودع البشرية معاناتها .. ولكن الإتحاد بنفسه يحتاج الى زعامة استثنائية ودستور فريد .. !

#١٥_شعبان
#وَأَشْرَقَتِ_الْأَرْضُ_بِنُورِ_رَبِّهَا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/15



كتابة تعليق لموضوع : مع الإمام المهدي في دولته
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net