رأيتها شاحبة الوجة، ذابلة العينين، محدودبة الضهر، فسألتها عن حالها، اجابتني:يا صديقتي لاتنفخي في نار بركاني ولا تهيجي مرارة أخزاني.
-هلا افصحت عما في قلبك من شجى وعما في نفسك من هموم؟
-اجابت بصوت متهدل حزين كأنما صنع من أسى:إنه يؤذيني بكلماته القاسية، يعاملني كجارية، يضربني بلا رحمة، لا يهتم بمشاعري.
… . زوجي ما أقسى قلبه… .
مشهد من مئات المشاهد التي تتكرر في كثير من الأسر، المعاملة السيئة من قبل بعض الازواج لزوجاتهم بينما نجد ان ديننا الحنيف قد رفع من شأن المرأة وكرمها احسن تكريم. ومن صور تكريم الاسلام للمرأة انه نهى الزوج أن يضرب زوجته بلا مسوغ كما أمره بحسن معاشرتها.
وقد جسد لنا رسول الرحمة صلى الله عليه وآله اروع الصور في حسن المعاشرة ولم ينقل لنا التاريخ عنه ولو مرة واحدة بأنه أساء لأحدى نسائه أو نساء المؤمنين، وقصة دفن الصحابي الجليل سعد بن معاذ والأخبار عن إنه تعرض لعذاب القبر هي خير وسيلة إيضاحية لكون سوء الخلق مع الزوجة يؤدي بالرجل الى عذاب الله وإن كان من المجاهدين كسعد بن معاذ، حيث قال صلى الله عليه وآله(ان للقبر ضغطة، ولو كان احد ناجيا منها،لنجا منها سعد بن معاذ)،لذا أمر الاسلام بحسن معاشرة الزوجة وأي تعامل غير هذا هو خارج عن حدود ما أمر الله به.
عن النبي صلى الله عليه وآله:(اي رجل لطم أمراته لطمة أمر الله عز وجل مالكا خازن النار فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة في نار جهنم ) 1.وعنه ايضا :(اخبرني أخي جبرئيل ولم يزل يوصيني بالنساء حتى ظننت انه لايحل لزوجها ان يقول لها أف، يا محمد إتقوا الله عز وجل في النساء فأنهن عوان بين أيديكم) 2.
ومن هنا نعلم ان كل من يمارس العنف مع زوجته هو خارج عن دائرة الاسلام لانها أمانة عند الرجل وسوء تعامله معها هو خيانة لهذه الامانة التي أمر الله بحفظها.. واخيرا نقول.:زوجتك ريحانة وليست قهرمانة ، فأحسن صحبتها،وراع الله فيها فأنها أم أبنائك ...
…. .. . . . . . . . . . . . . . . . .
1-مستدرك الوسائل ج14ص250
2-نفس المصدر ص 252
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat