صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

من الفاتيكان إلى النجف ..رحلة سلام .
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعد الرحلة التاريخية التي يقوم بها البابا فرنسيس الأولى خارج الفاتيكان منذ تفشي وباء كورونا،كما أنها تعد الأولى لها إلى العراق والتي من المقرر لها يوم الخامس آذار الجاري وتستمر لمدة ثلاثة أيام ،وعلى الرغم من كل التوقعات بان الرحلة ربما ستلغى بسبب مخاطر الرحلة ، وتفشي الوباء،إضافة إلى الأحداث الأمنية الغير مستقرة في البلاد،وإصابة السفير البابوي إلى العراق "ميتجا ليسكوفار" بفيروس كورونا،حيث يعد من الشخصيات المهمة والمحورية في التحضير للزيارة ،وعلى الرغم من ذلك لم يمنع البابا من إلغائها،والإصرار على إبقاء البرنامج قائماً، والسفر عبر طائرة الخطوط الجوية العراقية .

أن من أهم الأسباب التي دعت البابا فرنسيس لزيارة العراق هو تحقيق حلم البابوية لزيارة أرض السود ومهد الأنبياء ومسقط رأس نبي الله إبراهيم،والتي كان من المقرر عام 2000، ولكن الرحلة ألغيت بسبب القوانين الدولية التي منعت الزيارة،كون البلد يعيش تحت ظل حكم ديكتاتوري،إضافة إلى الرسائل من المعارضون العراقيون للنظام البعثي في الخارج والتي منعت الزيارة، ولكن هذه المرة جاءت الزيارة لتعيد للبابوية تلك الأحلام القديمة في زيارة العراق مجدداً.

الزيارة تأتي في إطار الدعم المعنوي للطوائف المسيحية في العراق من كلدان وآشوريين وسريان وغيرهم،حيث تعد المسيحية من أقدم الطوائف في العراق ، وعانت من الاضطهاد لفترات طويلة ،مما أدى إلى هجرتهم ، وبلغت ذروتها بعد دخول داعش إلى المدينة الموصل، إضافة إلى أن هذه الزيارة لها أبعاداً سياسية في ترسيخ وتثبيت دور المسيحين في بلادهم الأم،وان يمارسوا دورهم في النسيج الاجتماعي العراقي لا كزوار أو وافدين بل كونهم مواطنين من الدرجة الأولى وجزء من العراق المتعدد .

الزيارة تأتي في إطار الأهمية التي تحملها هذه الأرض حيث تعد بلاد ما بين النهرين المهد الأول للعلوم والمعتقدات الدينية والعقائدية،كونها مهداً للأنبياء والأوصياء،وهي ارض كل الديانات المسيحية واليهودية إضافة إلى إنها مهد الإسلام وقاعدة الحكم الإسلامي،إضافة إلى أن الزيارة تمثل تحولاً في النظرة الخارجية للعراق كبلد مستقر ،وان المرجعية الدينية في النجف الأشرف تمثل ثقلاً كبيراً عند المسلمين عموماً، والشيعة خصوصاً وان الطوائف والقوميات والمذاهب تحضى باهتمام ورعاية خاصة من قبل المرجعية الدينية في النجف الأشرف،وهذا ما حملته رسالة الإمام السيستاني إلى المسيحيين في العراق بقوله "أنتم جزء منا ونحن جزء منكم" إضافة إلى أنها رسالة مهمة للعالم أن العراق أمسى بلداً مستقراً وآمن إلى مسيحي العراق،وضرورة دعمهم معنوياً،وحثهم للبقاء في بلاد ما بين النهرين ، كما أن الزيارة جاءت لتقديم الشكر للمرجعية الدينية العليا وتثمين لدورهم الكبير في حماية الأقليات والأديان في البلاد بعد الفتوى التاريخية " فتوى الجهاد الكفائي" والتي أوقفت تمدد داعش في البلاد،لذلك فان أهمية الزيارة تكمن في التقارب المهم بين الأديان والمذاهب وإطلاق رسالة للجميع أن العراق تعافى وبدأ بالنهوض التنموي والسياسي والاقتصادي .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/06



كتابة تعليق لموضوع : من الفاتيكان إلى النجف ..رحلة سلام .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net