صفحة الكاتب : مهند حبيب السماوي

حينما يجيب الرئيس طالباني الصحافة!
مهند حبيب السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

*من خلال رد فعل ذكي ونبيه بامتياز اجاب رئيس جمهورية العراق جلال طالباني احد الصحفيين، في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد زيارته **مقر الهيئة السياسية لمكتب الشهيد الصدر مساء السبت 27-11-2020، بعد أن سئله، بخبث او ببراءة، عن الوزارات التي ترغب كتلة التحالف الكردستاني في أن تكون من حصتها، فكان جواب طالباني للصحفي" أنا رئيس جمهورية العراق وليس رئيس التحالف الكردستاني وأنا ألبس العباءة العراقية وأمثل الجميع وليس التحالف فقط ويجب توجيه هذا السؤال للأخوة في التحالف الكردستاني**."***

*الجواب ال" طالباني" هذا على سؤال الصحفي يمكن ان يرسم لنا خارطة طريق لمستقبل الحكومة المقبلة التي سيشكلها السيد نوري المالكي خلال اسبوعين كما قال في مؤتمره الصحفي الاخير بمشاركة جميع الكتل السياسية التي حققت فوزا كبيرا في الانتخابات الاخيرة، والتي سوف تكون مكوّنة من وزراء يُفترض فيهم صفة النزاهة والكفاءة التي افتقر لها الكثير من الوزراء في المرحلة السابقة.*
*ان  جواب طالباني آنف الذكر يشير بوضوح الى شروط العمل الحكومي الصحيح والامثل في البلدان الديمقراطية الحديثة التي من المفترض ان يتسامى فيه الموظف الحكومي، صغيرا كان في احدى مؤسسات الدولة ووزاراتها او كان وزيرا مرموقا، فوق ميوله الطائفية والاثنية ويعمل من اجل وطنه وفي سبيل شعبه الذي يجب ان لاينسى انه انتخبه ووضعه في مكانه الذي هو فيه.*
*الهويات الثانوية وما يتشظى عنها من تمظهرات في الحكومة العراقية يجب ، كما يؤدي اليه مضمون جواب طالباني، ان تتراجع  لصالح هوية وطنية شاملة لا تستثني فردا من العراقيين ولا تقتصر على فئة او شريحة معينة من شرائح المجتمع العراقي دون غيرها، فهي " جامعة مانعة " اذا جاز لنا استعارة هذا اللفظ المنطقي وحشره في المجال السياسي الذي يستوعب امثاله على نحو منهجي واجرائي.  *
*فلا ينبغي، وفي حقيبة الكتل السياسية هذه التجربة السياسية التي خرجت الى رحم الوجود العراقي بعد 2003 وتضمّخت بالدم وتعطرت بجراح العراقيين ، ان نكرر ماحدث من اخطاء جسيمة، بل أكاد أسميها خطايا كارثية، في مجال اختيار بعض المسؤولين لقيادة البلد ممن عملوا لصالح مصالحهم الذاتية أولا واقربائهم ومعارفهم ثانيا واحزابهم وكتلهم السياسية ثالثا وطوائفهم ومذاهبهم رابعا ونسوا وتجاهلوا شيء اسمه الوطن وكائن مستضعف اسمه المواطن العراقي الذي ذاق ويلات مريرة لايتحملها فرد اعتيادي في هذا العصر .*
*الاهتمام بالهويات الأولية والأساسية للإنسان الوطني واعتبارها محددات فعليه لعمله ومسارات واعية لاهدافه وخرائط واضحه لبرامجه لايعني باية حال من الاحوال التنصل من هوياته الثانوية الاخرى او الغائها وإشاحة بصره عنها، فالاخيرة ترسم صورة لحياته الشخصية التي يجب ان يميّزها عن حياته الاخرى وهو يخوضها في خضم وجوده في وطن يحتاج منه العمل لصالحه .  *

*ان فحوى كلام الرئيس طالباني المتعلقة بكونه رئيسا للعراق وليس التحالف
الكردستاني ينبغي ان يتطاير مضمونها على جميع رؤى السياسيين الذين يستلمون
مناصب في الدولة العراقية والحكومة المقبلة، فلا نريد ان يكون السيد نوري
المالكي رئيسا لائتلاف دولة القانون وهو يعمل في الحكومة، ولانرغب ان يكون
السيد اسامة النجيفي رئيس تجمع عراقيون المنضوي في القائمة العراقية، بل نريد
من الاول ان يكون رئيسا لوزراء العراق ومن الثاني رئيسا للبرلمان العراقي وكلا
الموقعين مسؤولين عن العراق كله وليس ائتلاف معين محصور بمجموعة طائفية او
عرقية او قومية معينة.*

*" العباءة العراقية " بحسب وصف طالباني يجب ان يلتحف بها قادة العراق الجدد في
المرحلة القادمة ويعملوا وفقا لمقاساته بعد ان يضعوا جانبا ردائهم الاصلي
ليمنحوه إجازة مؤقتة لحين انهاء مهام عملهم الرسمي في الدولة العراقية التي
تحتاج لرجالات وقامات بطولية عالية تمسح عن جبين ارامله وايتامه ومساكينه سنوات
القحط والظلم السياسي الذي عاشوها في تلك الأزمان .          *


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند حبيب السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/29



كتابة تعليق لموضوع : حينما يجيب الرئيس طالباني الصحافة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net