الفساد نمط حياة والدولة الرخوة
الشيخ مظفر علي الركابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ مظفر علي الركابي

هل اصبح الفساد في العديد من الدول نمط حياة ؟
عبرت معظم الشعوب عن استيائها ، من معظم الأنظمة السياسية المتواجدة حالياً ، نظراً لما خلفته من اضرارٍ في شتى المجالات .
هذا ما جعل المفكرين يوجهون أقلامهم حول هذا الموضوع ، ومن بينهم الاقتصادي السويدي ، غونار مردل في كتابه ( الدولة الرخوة )
فدعونا نتابع ما يحمله هذا الكتاب من حقائق ، علها ترشدنا إلى مقومات الدولة القوية المتماسكة .
كان الإقتصادي السويدي غونار مردل ، أول من استعمل مصطلح ( الدولة الرخوة ) ، وارجع السبب الرئيسي لما تعانيه بعض الدول خاصةً دول العالم الثالث إلى عدم إحترامها للقوانين ، التي تضل حبراً على ورق ، وكأنها سنت لتحفظ في بطون النشرات الرسمية ، ويعود إليها فقط طلبة القانون ، لا أحد يوليها اهتماماً.
فالأغنياء أكبر من القانون ، لأنهم يستطيعون حماية أنفسهم بإعتماد أموالهم الطائلة
أما الفقراء ، فتغريهم الرشاوي ، فيمسكون ألسنتهم عن قول الحقيقة .
ينتشر هذا المرض شيئاً فشيئا ً، فيتجاوز السلطتين ( التنفيذية والتشريعية ) ، حتى يصل إلى القضاء ، ثم إلى المؤسسات التعليمية ، فيصبح الفساد على حد عبارة الكاتب ( نمط حياة ) .
تتسم الدولة الرخوة : بالضعف والمهانة
فلا قيمة لها سواء كان ذلك في الداخل أو الخارج ، فالمواطن لا يمكن أن يثق بها ، نظراً لما يلاحظه من تطاول الكثيرين على القانون ، ومع ذلك لا تتم محاسبتهم ، وبالتالي فهو كذلك يشعر بإن له الأحقية في ذلك أيضاً .
ويشعر بالغربة ، واللامساواة في وطنه .
ويستغل أولئك المتمردون على القانون - وغالباً ما يمثلون النخبة الفاسدة - ذلك الوضع لتحقيق مصالحهم الشخصية ، دون الأهتمام بما سيؤول إليه وضع المواطن .
لا تخلو دول العالم من مثل هذه الممارسات ، والتي جعلت الدول هشة ، وعلى وشك الإنهيار.
ففي مرحلة عندما كان الإستبداد يسود هذه المجتمعات ، ذلك مهد الطريق لتفاقم الأزمة شيئا فشيئا ، فإنفرد أصحاب النفوذ بالسلطة ، وعملوا على تحقيق مصالحهم الشخصية ، دون مراعاة حقوق عامة الشعب ، فإنتشر الفساد في جميع مؤسسات الدولة، فتوالت السرقات ، إلى أن عجزت الدولة عن تخطية عجزها .
فلجأت للإقتراض من الخارج ، وبقيت تعيش التبعية مدى الحياة ، ومع ذلك ما زالت الشعوب المتخلفة تعيش على أمل التغيير واللحاق بركب الدول المتقدمة .
فهل تعتقد أن الشعوب في هذه الدول ستتمكن من إحداث التغيير المطلوب ؟
وكلام هذا الكاتب الإقتصادي ينطبق تمام الإنطباق على واقعنا في العراق !
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat