صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

الطريق الى جحيم بغداد
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكهرباء مختفية كعادتها مع كل صباحات بغداد, مما يصعب من مهمة الوصول للملابس كي اخرج للدوام, لذلك كان التناقض بين الالوان سمة ما ارتديت, لكن علي ان اتفائل قليلا ليكون يومي مثمراً, عملاً بقانون الجذب (كما يقال), منذ اسابيع والنفايات تتكدس في الشارع بسبب غياب سيارة النفايات عن شارعنا, مما يعني علي ان احمل كيسين كبيرين مسافة طويلة حتى الوصول الى تل النفايات, حيث تخلت السلطة عن اداء دورها, هكذا هي حياتنا.. يا لهذا الحظ العاثر ان تكون مدينتك رمزا للنفايات!

لكن علي ان اتفائل, وانتظر اخبار سارة وجميلة, ليكون يومي ورديا كالاحلام السعيدة.

اثناء مشيي في شارع ترابي فجأة ارتفع صوت صراخ طفلين! انتبهت فاذا بثلاث كلاب تركض ورائهما, فحملت عدد من الحصى ورميتها على الكلاب, ففرت وهي تنبح متخاذلة, واسرع الطفلين بالدخول لبيتهما واغلاق الباب باحكام, انها محنة الاحياء الشعبية حيث يجلب (سفهاء الامة) الكلاب السائبة ويطلقونها في الشارع, فيصبح الشارع مخيفاً خصوصا في الساعات الاولى للصباح وفي الليل, حيث ينتشر الرعب في قلوب الاطفال والنساء مما يؤثر على طمائنينة الحياة, وهذا اخر ما يفهمه السفهاء, والاغرب ان تسكت تشكيلات الحكومة على هذه الحالة المرفوضة, والتي تشكل خطرا على المجتمع.

بيئة غير صالحة للعيش بفعل التقاعس الحكومي عن اداء دوره, وتكاثر السفاء في تلك المناطق الشعبية.

صعدت الكية (باص النقل) من منطقة العبيدي لينقلني الى منطقة المشتل, كان الجو ضبابيا داخل الكية بفعل المدخنين, حيث عادة منتشرة في المناطق الشعبية وهي التدخين في الباص, فما ان يصعد المدخن ويجلس حتى يتذكر بانه مدخن, فيسرع لاخراج سكائره ويشعلها, ويشرع في نفخ مخلفاته الدخانية داخل الكية ليتنفس الركاب مخلفاته العفنة, من دون اي شعور بالخطيئة, والاغرب ان تجده يتكلم في اهمية الايمان بالله وطاعته, فاذا ما طالبته باطفاءها, فينزعج واحيانا يناقش بان التدخين حلال!

برلمان دولتنا المصون قام بتشريع قانون منع التدخين في الاماكن العامة, مع فرض غرامة على المخالف, وبقي هذا القانون حبرا على ورق! بسبب تقاعس الحكومات العراقية المتعاقبة, مما يعني على المواطن المسكين ان يتحمل وزر الحكومة الكسولة وتصرف سفهاء الوطن.

دخلت السوق بغرض جلب متطلبات البيت, لكن صعب الوصول الى كل ما تتمناه النفس, اتذكر افلام السينما المصرية في الثمانينات وهي تصور حال الموظف وكيف يحلم بشراء كيلو من اللحم, واتعجب من حالهم, فاذا بنا اليوم نعيش نفس المحنة بفارق ان المصريين عبروا محنتهم, ونحن وقعنا في مستنقع غلاء الاسعار, الطحين, الزيت, السكر, اللحم, البقوليات, كلها ارتفعت اسعارها بفعل سوء تصرف السلطة واحزابها, عندما قامت برفع سعر صرف الدولار, كأنها سلطت مطرقتها على رأس محدودي الدخل والفقراء, ومن دون اي رحمة, ولكي تكفي اموالي فقررت شراء النصف من كل ما احتاجه.

انها سنوات العسرة بسبب سوء ادارة الدولة, طبقة سياسية متخمة جدا, وابناء وبنات الاحزاب هم الاكثر ثراءً, اما الشعب من محدودي الدخل والفقراء والكسبة فالمعاناة والحسرة حتى على شراء مجرد دجاجة او كيلو لحم.

 

انه جحيم بغداد الذي لا يطاق, ويطلب منك ان تتكيف معه وتعيش يومك وتسكت عن الاذى وسوء الاحوال, واياك ان تلعن كبار اللصوص وعواهر السياسة, فان لعنتها تاتيك الى البيت قبل ان يرتد اليك طرفك.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/23



كتابة تعليق لموضوع : الطريق الى جحيم بغداد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net