صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

خطاب تجاوز العقد !!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تميز خطاب رئيس تحالف عراقيون السيد عمار الحكيم والدي القاه بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد السيد محمد باقر الحكيم والتي اقيمت في ساحة الخلاني ببغداد ، بانه تجاوز ليس فقط للمكونات بل تعداها للطائفية بادق تفاصيلها، فهنا يفند الحكيم الاقاويل التي تحدثت عن الاتهامات بانه ينبغي على القادة الشيعة وتحديدا الحكيم ان يدافع عن مكونه وطائفته، وان لا تتعدى للدفاع عن الشعب العراقي عموماً وقضايا الوطن كافة، وان مثل هذا الاتهام استهداف لفكر الحكيم تجاه القضية العراقية ، لذلك كانت رسالته واضحة في الرد على هذه الاقاويل ، حينما اكد على اننا نفخر باننا من اتباع اهل البيت (عليهم السلام) ونتشرف بذلك ولكننا نعتقد اننا ايضاً بان هويتنا الشيعية لا تصان وحقوقنا كمواطنين لا تستوفى الا بهويتنا الوطنية العراقية الجامعة وهذا حال جميع المكونات في البلاد .
الحكيم في خطابة اتسق تماما مع الرؤية والخطاب النوعي الذي رفعه السيد محمد باقر الحكيم سواءً عندما كان في المهجر او حتى عند دخوله الى ارض الوطن، فشهيد المحراب وضع (قضية وطن) نصب عينيه وعمل بجد من اجل ترسيخ مفهوم الوطن على الطائفية والقومية، لذلك كان ناجحاً في حركته السياسية،وجعلته مقبولاً عند الجميع من القيادات السنية او الكردية، او حتى علاقته مع الوضع الاقليمي والدولي، الامر الي جعل رسالته تبدو سريعة المقبولية عند الجميع على حد سواء، ووافقه في هذا الموقف الوطني الكثير من العلماء والقيادات السياسية التي نادت بالوطن وتجاوزت في خطابها حديث المذهب او الطائفة، فهذا الشيخ عبد العزيز البدري الذي نادى بالوطن فلحق بركب الشهداء ليكون واحداً من شهداء العراق الذين دافعوا ونادوا بمظلومية الشعب العراقي عموماً،الى جانب السيد. مهدي الحكيم الذي فقد حياته بسبب حبه لوطنه ومناداته بحقوقهم المشروعة في العيش الكريم ورفع المظلومية عنه امام الطخمة البعثية الفاسدة آنذاك حتى لاقى ربه مضرجاً بدمه وهو ينادي بصوت وطنه دون مذهب او قومية ، وغيرهم من الشهداء سواءً من آل الحكيم او غيرهم من بقية القوميات او المكونات الذين كان وطنهم اعلى صوتاً من مذهبهم وقوميتهم .
الحكيم الذي حتى في احياء مناسبة يوم الشهيد العراقي في الاول من رجب من كل عام يجد العراقيل والمزايدات والاتهامات والاباطيل والازدواجية في المواقف، حتى وصل الحال الى التهديد السياسي والنزول الى الشارع من قبل منافسيه وخصمائه، الامر الذي يجعل البلاد تقع ضحية طمع هولاء ومحاولة وضع البلاد في محك مع الحرب الداخلية والتي أن وقعت لا سامح الله،ستكون (شيعية-شيعية) وستكون بغداد والمحافظات الجنوبية ساحة هذا الصراع،لان الجهل والطمع والتسلط عندما يسود هذه الاجواء، ويعتري التخلف فهم الاحزاب في تحملها المسؤولية تجاه وطن، فانها لن تدخر جهداً في حرق ما تبقى من وجود،خصوصاً وأننا أمام اجراء أنتخابات من المزمع اجرائها في تشرين الاول من العام الحالي،والتي يبدو انها ستكون شرسة جداً، وربما تنذر بوقوع مواجهات مسلحة خلالها او ما بعدها،لان التصريحات المتخلفة للبعض تضع الشارع العراقي في حالة تأهب لساعة الصفر في هذه المواجهةالمحتملة،لذلك جاء خطاب الحكيم وان كان مقبولاً وطنياً ويمكن ان يشق طريقه امام بناء الوطن بعيداً عن المذهبية، الا ان المعوقات كبيرة وخطيرة لعل هذه الخطابات والنداءات تجد طريقها نحو اسس سليمة لوطن مستقل اسمه العراق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/14



كتابة تعليق لموضوع : خطاب تجاوز العقد !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net