حُبــًّا ودِفئــًا
ناهية حسين
ناهية حسين
الأسرةُ هي الحضنُ الدافئ الذي يتربّى الطفلُ بينَ ربوعِه، وينهلُ منه حُبًّا ودفئًا وعطفًا، مثلما لها الأثرُ الكبيرُ في تكوينِ الشخصيّةِ السلوكيةِ للطفل، لتُصبِحَ الخليةَ الأولى في بناءِ المجتمع.
ومن الأمورِ التي تُهدِّدُ الحياةَ الأُسريةَ، ويُعدُّ كارثةً كُبرى هو شجارُ الوالدينِ أمامَ أطفالهما؛ نظرًا للتأثيرِ القوي الذي سيتركُه هذا الشجارُ في نفوسِ الأطفالِ، حيثُ يؤدّي إلى آثارٍ اجتماعيةٍ، نفسيةٍ، تربويةٍ وتعليمية، كالهروبِ من المنزل، ضعفِ التحصيل الدراسي، اهتزازِ الثقة بالنفس، العدوانية، نظرةٍ سلبيةٍ للزواج، الانحراف، كُلُّ ذلك جراء الجوِّ الأُسري غيرِ المُستقِر، وسعيًا وراءَ الراحةِ النفسيّةِ التي يُظنُّ أنّ هذه العاداتِ السيئةَ قد تؤمِّنُها له.
من هُنا نبّهتِ الأحاديث الشريفة على مسؤولية الوالدين في تصرفاتِهما لتأثُّرِ الولد بها سلبًا وإيجابًا، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): "موّدةُ الآباءِ قرابةٌ بينَ الأبناء".
فيا أيُّها الأبُ.... أيّتُها الأُمُّ...
الحياةُ الزوجيةُ تُبنى على أُسسٍ قويّةٍ من المودّةِ والرّحمةِ والتفاهُمِ والحُبِّ بينَ الزوجين، يقول (تعالى):{...وجعل بينكم مودّة ورحمة.....} والمودةُ هي المحبّةُ، والمحبّةُ هي الميلُ النفسي الذي يُشكِّلُ قاعدةً أساسيةً للتفاهُمِ والانسجام.
وأنتما أهمُّ الشخصيّاتِ في حياةِ أبنائكما فلا تهُزّا هذه الصورةَ، فالإنسانُ الفطِنُ يُفكِّرُ قبلَ أنْ ينفعل، ولا يتركُ توتره الدائم يؤثِّرُ سلبًا في جوِّ المنزلِ وعلى حالةِ الطفلِ النفسية.
أخيرًا...
لا تجعلا من حياتِكما حلبةَ مُصارعةٍ،
بل املآها حُبًّا ودفئًا...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat