أوركيد
مريم الشكيليه

في نهايات كل الأشياء تأتين أنتي من بقايا التفاصيل الإستثنائية.....
تجوبين خطوط يدي وتشربين من أنهار مدائني وتستظلين تحت شجيرات قصائدي.....
أوركيد عندما تتسلل الشمس من  شرفات عيناك وينسكب البن في حدقاتك... يتنفس الصبح على طول حدود خدك... ويسيل الحكل على وسائد الورق الأبيض....
أوركيد  عندما تبكين ويصبح صوتك كرتعاشة عصفور صغير... ويغدو صوتك بهشاشة بتلات وردي.. ونبراتك وترا مقطوع ويغزوا البرد كل تضاريس وجهك وكأن الفصول عقدت قرانها على شتائك وشتاتك....
حفظتك عن ظهر قلب عندما يصبح صمتك متشبث بك كرداءك المخملي... عندما تصبح مفردات تعابيرك تفتش عن قواميس اللغة... عندما تصبح إنحناءات حديثك ساكنة كسكون ليلك الطويل الطويل...
حفظت كل حالاتك وفسرت كل تغيراتك الفصيلة حين تهب رياح مزاجاتك وتقتلع كل قناعات بقائك في تعداد أيامي....
أوركيد  حين تبتسمين ينشق الضوء من قناديل قلمي وتصبح مدن الضباب كلها ترتعش وهجا"... وتزهر حدائق شفتيك عطرا" ويفيض الربيع عناقيد كروم وشهد....

أوركيد...
 

الموضوع السابق الفن التشكيلي .. والذاكرة الجمعية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat