رأسُ السنةِ ربحٌ أم خسارةٌ؟
شيماء المياحي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شيماء المياحي

يحتفلُ البعضُ بمُناسبةِ نهايةِ السنةِ وبدايةِ سنةٍ جديدةٍ، ويتخِذُ من آخرِ ليلةٍ في السنةِ عيدًا هو وعائلتُه، مُهيئين لهذه الليلةِ أجواءً خاصّةً يسودُها الفرحُ والبهجةُ، وارتداءُ الثيابِ الجديدةِ (حمراء اللون)، فضلًا عن إعدادِ الحلوى، وما يُسمّى بـ(شجرة الكريسمس)، ويقومون بهذه المناسبة بإحضار الهدايا لأطفالهم، وغيرها من مُستلزماتِ الفرحِ والأعياد..
ولستُ بصددِ بيانِ الحكمِ الشرعي للاحتفالِ بهذه الليلةِ، فقد تصدّى لذلك أهله، ولكن أقول:
العقلُ والفطرةُ السليمةُ يحكُمانِ بأنّ من مواردِ البهجةِ والفرحِ هو الزيادةَ والربحَ، وكما هو واضحٌ أنَّ تقدُّمَ السنواتِ هو نُقصانٌ وخسارةٌ في عُمرِ الإنسان، إلّا إذا كانَ تقدُّمُه في العُمرِ مقرونًا بتقدُّمِه بالعملِ الذي يُعينُه على التكامُلِ وبناءِ الذات. وهذا هو الهدفُ الذي خُلِقنا من أجلِه..
إلا أنَّ المؤمنَ يبقى على وَجَلٍ ويعيشُ حالةً بينَ الخوفِ من عدمِ قبولِ عملِه، وبينَ الرجاءِ لرحمةِ الباري (جلَّ وعلا)، ويسألُه بفضلِه ومنِّه عليه بقبولِ الأعمال؛ لما جاءَ في الآيةِ الكريمةِ في قوله (تعالى): (وَاعبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينُ)[الحجر:٩٩].
وعلى هذا فهل يبقى موردٌ للاحتفالِ والفرحِ بنُقصانِ سنواتِ عُمرِ الإنسانِ وخسارتِه بهذه الخسارةِ التي لا تُعَوَّض، والمُحتفِلُ لا يعلمُ هل حقَّقَ هدفَه من وجودِه في الحياةِ الدُنيا أم لا؟!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat