تأمل
هبة علي
هبة علي
واخيرا جلست على قارعة الطريق... جلست لبرهة وتأملت الوجوه التي تهرع مسرعةً في ذلك الزحام احدهم كان رجلا كهلاً لحيتهُ يشوبها بياضٌ شديد كانه صبح طلع بعد ليل طويل وكذلك ملامحه كانت مشرقة بنور الحقيقة فعلى الرغم من كل الاخاديد التي حفرتها قسوة السنون في وجهه الا ان سلامه الداخلي كان ينبعث من ثناياه... عينان فارقهما لمعان الشباب وتدلت الاجفان بثقل وكانهما ستارتا مسرح تعلنان انتهاء العرض... الفرق الوحيد ان مظهره ككل كان عرضا جديدا سيناريو رائع تجلى امام عيني نظرت الى نفسي فيه وقلت هل سأصل الى ذلك النوع من الاستقرار والرضا، هل سانهي يوما التخطيط وهل سأؤمن بان تخطيط الله لي هو اجمل تخطيط فتلك الندوب التي على وجهه تخبرني انه لا بد كان معاندا مثلي لا بد انه كان يهتم لكل مايجري في حياته وكانها ما هي الا حياتنا الدنيا نحياها ولكن كيف! كيف استطاع ان يتخلص من كل ذلك الكِبَر، وكيف استطاع الرضا بالقضاء والقدر... على الرغم من خطواته المتثاقلة ذلك العجوز المسكين الا انه استطاع ان يتوارى خلال ثواني من امامي ليترك ذلك الصراع متقدا داخلي.... ثم وجدت حكاية اخرى في وجه جديد.... وللحديث تتمة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat