حياة الزهراء بعد أبيها ، أهمّ تأريخٍ في الإسلام / ٥
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كل يوم بل كل لحظة من حياة الزهراء ع بعد فقد أبيها صلوات الله عليه مهمّة وتشير الى حقيقة من حقائق حادثة الانقلاب على الأعقاب التي تنبّأ به القرآن الكريم ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) ال عمران ١٤٤ ، وأنها تشير الى جانب من جوانبه ..
فكل ما سبق الإشارة إليه من أحداث في تأريخ حياتها بعد النبي ص وآله : حزنها وحرق باب بيتها وغصب حق زوجها في خلافة أبيها ومنعها نحلتها فدك وحرمانها من إرث أبيها وتجاهل حقّها ومقامها وفضلها في الإسلام .. كل واحدة من هذه الأوراق تشكل ملفّاً كاملاً يضع النقاط على حروف جريمة الانقلاب ويفصح عن تفاصيلها ويشير الى مرتكبيها بالأسماء وينبىء بمآسيها المترتبة عليها ..
وهنا في هذا الحلقة نضيف ورقة مرضها صلوات الله عليها لتضاف الى اوراق مصائبها الجلل .. قال سُوَيْدُ بن غفلة : لمّا مرضت سيّدتنا فاطمة عليها السلام المَرْضة التي توفّيت فيها ، اجتمعت اليها نساء المهاجرين والأنصار ليَعِدْنَها ، فقلن لها : يا بنت رسول الله كيف أصبحت من علّتك ؟ فحمدت الله وصلّت على أبيها صلى الله عليه وآله ثم قالت: " أصبَحتُ واللهِ عائِفَةً لدنياكم ، قالِية لرجالكم ، لَفَظْتُهُم بَعدَ أنْ عَجَمْتهُمْ وَشَنَأْتُهُمْ بَعْدَ أن سَبَرْتُهُمْ ، فَقُبحاً لفُلولِ الحدِّ واللَّعبِ بَعدَ الجِدِّ ، وقَرْعِ الصَّفاةِ ، وخَوْرِ القَناةِ، وخَطَلِ الرّأي وزَلَلِ الأهواءِ . وَبِئسَ ما قَدَّمَتْ لهم أنفُسُهم أنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيهْمِ وفي العذابِ هُم خالدون . لا جَرَمَ واللهلَقَدْ قَلَّدَتْهُم رِبْقَتهاوَحَمَّلَتْهُم أَوْقَتَها وَشَنْنتْ عَلَيْهِ غارتها ، فجَدعاً وعَقراً وسُحْقاً للقوم الظالمين ...
قال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها عليها السلام على رجالهن فجاء اليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين ، وقالوا : يا سيّدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد ونحكم العقد لما عَدَلنا إلى غيره .
فقالت : " إلَيْكُمْ عَنيّ ! فَلا عُذْرَ بَعْدَ تَعذيرِكُم وَلا أمْرَ بَعْدَ تَقصيرِكُم " .
والسؤال هنا : ما هو مرض الزهراء ع ..؟ هل قرأتم انها اشتكت من مرض معين ، مزمناً كان أو عارضا ..! لم يكن مرض السيدة في جسدها رغم جراحها في حادثة الباب ..! بقدر ما اشتكت من حزنها وكمدها ، وهي التي صرّحت لأم المؤمنين أم سلمة عندما دخلت لتطمئن على صحتها عندما سألتها : كيف اصبحت عن ليلتك يا بنت رسول الله ..؟ فأجابتها عليها السلام : " أصبحت بين كمد وكرب ، فقد النبي وظلم الوصي .. " ، هذا هو مرض الزهراء ع الذي ألحقها بأبيها صلوات الله عليه .
وكما هو واضح أنها في أشدّ حالات مرضها ومعاناتها لم تتهاون في الدفاع عن الاسلام والإفصاح عن عدم رضاها عن كل ما جرى بعد أبيها وأقامت الحجة البالغة على القوم ، وأنها في عبارتها الأخيرة ( .. ولا أمر بعد تقصيركم ) قد أغلقت الباب وأكملت الملفّ الذي سترفعه معها شاكية الى الله وإلى رسوله ..
يحيى غالي ياسين

كل يوم بل كل لحظة من حياة الزهراء ع بعد فقد أبيها صلوات الله عليه مهمّة وتشير الى حقيقة من حقائق حادثة الانقلاب على الأعقاب التي تنبّأ به القرآن الكريم ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) ال عمران ١٤٤ ، وأنها تشير الى جانب من جوانبه ..
فكل ما سبق الإشارة إليه من أحداث في تأريخ حياتها بعد النبي ص وآله : حزنها وحرق باب بيتها وغصب حق زوجها في خلافة أبيها ومنعها نحلتها فدك وحرمانها من إرث أبيها وتجاهل حقّها ومقامها وفضلها في الإسلام .. كل واحدة من هذه الأوراق تشكل ملفّاً كاملاً يضع النقاط على حروف جريمة الانقلاب ويفصح عن تفاصيلها ويشير الى مرتكبيها بالأسماء وينبىء بمآسيها المترتبة عليها ..
وهنا في هذا الحلقة نضيف ورقة مرضها صلوات الله عليها لتضاف الى اوراق مصائبها الجلل .. قال سُوَيْدُ بن غفلة : لمّا مرضت سيّدتنا فاطمة عليها السلام المَرْضة التي توفّيت فيها ، اجتمعت اليها نساء المهاجرين والأنصار ليَعِدْنَها ، فقلن لها : يا بنت رسول الله كيف أصبحت من علّتك ؟ فحمدت الله وصلّت على أبيها صلى الله عليه وآله ثم قالت: " أصبَحتُ واللهِ عائِفَةً لدنياكم ، قالِية لرجالكم ، لَفَظْتُهُم بَعدَ أنْ عَجَمْتهُمْ وَشَنَأْتُهُمْ بَعْدَ أن سَبَرْتُهُمْ ، فَقُبحاً لفُلولِ الحدِّ واللَّعبِ بَعدَ الجِدِّ ، وقَرْعِ الصَّفاةِ ، وخَوْرِ القَناةِ، وخَطَلِ الرّأي وزَلَلِ الأهواءِ . وَبِئسَ ما قَدَّمَتْ لهم أنفُسُهم أنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيهْمِ وفي العذابِ هُم خالدون . لا جَرَمَ واللهلَقَدْ قَلَّدَتْهُم رِبْقَتهاوَحَمَّلَتْهُم أَوْقَتَها وَشَنْنتْ عَلَيْهِ غارتها ، فجَدعاً وعَقراً وسُحْقاً للقوم الظالمين ...
قال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها عليها السلام على رجالهن فجاء اليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين ، وقالوا : يا سيّدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد ونحكم العقد لما عَدَلنا إلى غيره .
فقالت : " إلَيْكُمْ عَنيّ ! فَلا عُذْرَ بَعْدَ تَعذيرِكُم وَلا أمْرَ بَعْدَ تَقصيرِكُم " .
والسؤال هنا : ما هو مرض الزهراء ع ..؟ هل قرأتم انها اشتكت من مرض معين ، مزمناً كان أو عارضا ..! لم يكن مرض السيدة في جسدها رغم جراحها في حادثة الباب ..! بقدر ما اشتكت من حزنها وكمدها ، وهي التي صرّحت لأم المؤمنين أم سلمة عندما دخلت لتطمئن على صحتها عندما سألتها : كيف اصبحت عن ليلتك يا بنت رسول الله ..؟ فأجابتها عليها السلام : " أصبحت بين كمد وكرب ، فقد النبي وظلم الوصي .. " ، هذا هو مرض الزهراء ع الذي ألحقها بأبيها صلوات الله عليه .
وكما هو واضح أنها في أشدّ حالات مرضها ومعاناتها لم تتهاون في الدفاع عن الاسلام والإفصاح عن عدم رضاها عن كل ما جرى بعد أبيها وأقامت الحجة البالغة على القوم ، وأنها في عبارتها الأخيرة ( .. ولا أمر بعد تقصيركم ) قد أغلقت الباب وأكملت الملفّ الذي سترفعه معها شاكية الى الله وإلى رسوله ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat