تمثّلاتُ استجابةِ الوعي وضرورتها في رهانات الواقع والمُتغيّرات الضاغطة والسريعة
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي

إنَّ الردعَ المُقاومَ لم يكن غائباً عن ذهنيّة المرجعيّة الدينية العُليا ومنظومتها الفكرية والعقائدية في الدفاع عن البلد وشعبه ومصالحه العامّة وحقوقه السليبة ومقدّساته وأعراضه ،فضلاً عن مواجهة الفساد والفاسدين إذا تطلّبت الظروف ذلك .
وقد كانت فتوى الجهاد الكفائي ضدّ العدوّ ال. د.ا.ع.ش.ي برهاناً ودليلاً واقعيّاً على الوعي المَكين الذي تختزنه المرجعية الشريفة في حَرَاكها ومواجهتها للحوادث والمُفاجئات.
إلّا أنّنا ينبغي أن ندرك أنّ الوعي في المواجهة والرّد يمكن أن يستفرغَ وسعه وقدراته وطاقاته في صورٍ شتّى ولا ينحصر بصورةٍ واحدةٍ تحقيقاً للأغراض المُهمّة والواجبة في دفع الضرر والخطر الداهم والمؤثّر وجلب المصلحة وتحقيقها .
ومن هذه الصور التي يتمثّل فيها الوعي المُقاوم هي الطريقة العقلائيّة والقانونيّة واتّباع الشرعيّة الدوليّة والدبلوماسيّة السياسيّة والآليات السلميّة والحوار في حالات خوض غمار الإصلاح ومعالجة الفساد وبناء الدولة أمنيّاً واقتصاديّا وإداريّاً واسترجاع هيبتها وتحقيق سيادتها التامة واستقلال قرارها الوطني ومنع التدخلات الأجنبية المتقابلة في شؤون البلد الداخلية واعتماد المعايير العالمية والحضارية في رسم العلاقات مع الآخرين .
ومراعاة مبدأ توازنات القوى الكبرى وتكافؤ عناصر القدرة والمواجهة والردّ والمعالجة .
وليس بالضرورة أن يكون اللجوء إلى عنصر ما خياراً وحيداً لطالما يمكن استفراغ غيره من العناصر في الجدوى والتأثير الفعلي.
وكذلك الحال في خضمّ ما يجري حاليّا في العراق من أزمات سياسية واقتصادية وخدمية وأمنيّة وبنيويّة وتدخلات وتعقيدات داخلية وخارجيّة.
- نحتاج لمزيدِ وعيٍّ قويم من أجل استفراغ الوسع في الطاقات والخبرات والخيارات والإمكانات المتاحة لحلّ المشكلات والقضاء على الفساد المالي والإداري وتحقيق هيبة الدولة وسيادتها الكاملة والتغيير الصالح والمثمر وعدم تمكين الفاسدين من الكرّةِ علينا ثانيةً في المرحلة القادمة بالابتعاد عن العاطفة والمداهنة وتجديد الخيارات لما فيه مصلحة الشعب عامةً واستيفاء حقوقه المسلوبة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat