صفحة الكاتب : حيدرة علاوي

حكاية عمو حسن
حيدرة علاوي
جلس الشاب بهدوء بعدما أدى مراسيم الفاتحة  وأخذ يتفرس  في الوجوه بعين دامعة  ويبكي احيانا  بنشيج تنوعت الاسئلة بين المتهامسين من ( الوكافة )  اهل البيت واقرباء واصدقاء العائلة أو احد افرادها  ... خشية ان يكون من الاقارب من ابناء العم او ابناء الاخوال  ويقصرون بحقه  لكن الذي كسر جميع هذه التوقعات حين همس ليسأل هل الميت أمرأة ؟ قالوا له نعم  ولم يعقب سوى برحمها الله .. اعتبر البعض ان هذا الفتى ربما يكون مجنونا او فضوليا  والذي يبدو ان الفتى شارد الذهن مستغرقا في همومه الخاصة غير مباليا بما يقال  .. واذا به  يسأل هل المرحومة اسمها زكية بنت حجية فاطمة  وهي ابنت المرحوم  عبد جاسم  ؟ هذا السؤال اثار زويعة من الاستغراب فالجميع يناديها طوال هذه السنوات باسم اولادها  واغلب الحاضرين لايعرف اسم ابيها او امها   وعندها قرر الحاج زوجها واب اولادها الجلوس بقربه لمعرفة من يكون واحتواء مثل هذه المفاجئات .. بعد برهة صمت سأل الفتى زوجها .. توفيت أمس صباحا  اثر نوبة قلبية ودفنت الساعة الرابعة عصرا  ؟ هل صحيح ؟ اجابه الحاج نعم صحيح ..وبعد برهة صمت أخرى سأل هل دفنتوها في الجهة اليمنى في اقصى الجنوب   أي بالضبط خلف الساحة الفلانية واخذ يصف المنطقة التي دفنت فيها الحاجة نعم يا بني  .. لقد كثرت اسألة الشاب  الغريب وانفض المجلس ولم يقوم كما غيره فدعوه الى العشاء مع اهل المأتم استجاب للدعوة لكنه لم  يأكل بل جلس شارد الذهن دامع العينين فزاد استغراب جميع الحاضرين  ..  سأل الشاب هل كانت المرحومة كثيرة الزيارة الى كربلاء  ؟ وهل تقيم مجلسا حسينيا في البيت وهل تشارك  بشيء له خصوصية في عاشوراء ..  قال احد اولادها نعم  انها كانت دائما تقيم مآتم عاشوراء  وان لم تستطع الذهاب الى كربلاء تصعد السطح طيلة عاشوراء تزور وتبكي مصيبة سيد الشهداء .. لكن ما القضية؟  ومن تكون انت؟ ومن اين لك دقة المعلومات عن امنا ؟  فاجاب الشاب وقال انا قصتي عجيبة يا أخي وهي خير ان شاء الله وتفرحكم كثيرا فانا جئت احمل اليكم البشارة .. .. صمت حينها برهة ازاح الالم عن صدره وقال  .. لقد توفى والدي  قبل مدة وهو رجل  خير وصلاح  لكن الذي فاجئني بموته هي الرؤيا التي لم تنقطع عني ابدا جاء ليخبرني  عكس ما كنت اتوقع  .. الحق يا ولدي انا احتاج لمساعدتك كثيرا  ان حسابي عسيرا   فتداركني بصالح الاعمال وانا لم اترك عملا صالحا الا فعلته والرؤيا ما زالت تشكو  ولا من سبيل .. قد تظنون  ان اتحدث عن اضغاث احلام   .. الغريب ما حصل لي امس اذا  حضرت الرؤيا واذا ابي مستبشرا خيرا .. وقال يا بني  أمس دفنوا بقربي  أمرأة تدعى  زكية ابنة الحاجة فاطمة  وما ان دفنوها  وانفضوا عنها حتى حضر موكب بهي  مجلل بانوار  .. يا بني لقد رأيت  بعيني الحسين  عليه السلام  يزورها  ويدعو  الله لها بالخير  فاستجاب  الله  واكراما  لهذه المرأة الحسينية  شملت الرحمة  لجيرانها  والحمد لله .. يا بني من اكبر الفواجع التي عشناها  هي تلك الرؤى  الفارغة  التي ابعدتنا  عن جوهر النصرة  فحاول ان تديم الزيارة لمولاك الحسين  عليه السلام  شارك في التعازي كل عاشوراء   قدم المواسآة لمولاتك الزهراء  ليبارك الله  لك مثلما بارك  لهذه المرأة  ترك  الشاب  الجميع ييبكي  وهم يصيحون وا حسيناه  وخرج باكيا وقد سمعوه يقول اي عتمة كنا فيها يا أبي ؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدرة علاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/12



كتابة تعليق لموضوع : حكاية عمو حسن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net