فلم MOSUL من إنتاج شركة Netfilx الأمريكية
حسين كريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سمعتُ يومَ أمس عن هذا الفلمِ، وفي الحقيقةِ لستُ ممّن يُشاهِدُ الأفلامَ بكثرةٍ، ولستُ مُتابعًا جيّدًا لها، ولكن أحيانًا أسمع نقاشًا في محلِّ عملي أو في مكانٍ ما يدورُ حولَ الأفلامِ ودورِها في بناءِ الثقافةِ وهدمِ الحقائقِ، وأعلمُ أنَّ هُناكَ حربًا ناعمةً تُدارُ بالكثيرِ من الأدوات والوسائل..
إلا أنّهُ ليس لي أيُّ استقراءٍ واقعيٍ في عالمِ الأفلامِ خصوصًا وأنّ الأفلامَ اليومَ فيها الكثيرُ من الأقسامِ؛ فمنها أفلام الخيال العلمي، وأفلام الحروب وعمليات اغتيال دبلوماسي وغير ذلك الكثير من الأقسام والمواضيع المُتشعِّبة..
ومن المعلومِ أنّ غايةَ أيِّ شركةٍ لإنتاجِ الأفلامِ والمشاهدِ المُصوّرة ظاهرًا هو الربحُ وكسبُ المال، أما في الحقيقة فإنَّ قسمًا كبيرًا ممّا تُنتجُهُ ليس لكسبِ المالِ فقط، بل هناكَ غاياتٌ أُخرى ومن أهمَّها دعمُ الثقافاتِ التي تُريدُ التأسيسَ لها..
وبالنتيجةِ فهي تُكافِحُ وتعملُ على قتلِ الكثيرِ من القيَمِ والعاداتِ الإيجابيةِ في دولِ العالمثالثية كما يُسمّونها، أي دول العالم الثالث أو الدول النامية، فضلًا عن أنّ هنالك قضايا تهدف إلى دعمها ونشرها رغم أنّها قد تُخالِفُ الطبعَ البشري، كدعوتهم للمثلية مثلًا..
الآنَ دعونا ننتقلُ إلى الفلمِ الذي تمَّ عرضُه وإنتاجُه على أساسِ أنّه يتكلّمُ عن فرقةٍ من الجيشِ العراقي ومن الردِّ السريع تحديدًا كيفَ كانتْ تحاربُ الإرهابَ الداعشي في مدينةِ الموصل..
وممّا سجلتُهُ من مُلاحظاتٍ على الفلم:
1. تزييفٌ واضحٌ للحقائقِ، وتشويشُ صورةِ التاريخِ القريب زمانه؛ فهو يُظهِرُ أنَّ فرقةَ نينوى -التي تدورُ أحداثُ الفلمِ حولَها- هيَ من أهلِ نينوى، وكما يقولُ قائدُ الفرقةِ جاسم: "بس فرقة نينوى ما يصيبها كلل وملل وما تعرف الخوف"!!
لا أعلمُ هل أنَّ الكاتبَ أعورُ أم أصمُّ وأبكمُ أم أنّه يُريدُ أنْ يستخفَّ بالعقولِ لهذه الدرجة؟!
ألا يعلمُ أنَّ من حرَّرَ الأرضَ والعِرضَ هم أهلُ الجنوبِ والوَسَط؟
وإلا كيفَ ماتَ المئاتُ من شباب الجنوبِ والوَسَطِ في الموصل؟
هل يُعقَلُ أنَّ كاتبًا آخرَ يقولُ: إنَّهم قُتِلوا بالخطأ أو كانت لديهم لُعبةُ كُرة قدمٍ مع نادي الموصل وقُتِلوا بالطريقِ للملعبِ؟!
لا تعجبْ إنْ قالوا هذا؛ لأنّ الإعلامَ المدعومَ يلعبُ هذا الدورَ من السُخريةِ في تزييفِ الحقائقِ وصناعةِ الفِتَنِ وكذلك صناعةِ رموزٍ مُزيفةٍ..
2. هناك مشاهدُ شوّهتْ صورةَ الجيشِ والشرطةِ العراقية، منها مشهدُ مسؤولِ الفرقةِ رائد جاسم عندما دفعَ الرشوةَ لضابطٍ في الشرطةِ الاتحاديةِ كيلا يوصلَ أخبارَهم للقيادةِ التي كانت تبحثُ عنهم..
3. إساءةٌ واضحةٌ للحشدِ الشعبي -والحشدُ كما هو معلومٌ للجميع يُعدُّ من أبرزِ المُحرّرين في مُعركةِ التحرير- في مشهدٍ من مشاهدِ الفلمِ؛ حيثُ يظهرُ فيه أنَّ ضابطًا صفويًا -كما يُسمّى في الفلم- باعَ السلاحَ على الجيشِ مقابلَ عُلبةِ سكائر، كما يظهرُ في الفلمِ أيضًا أنَّ مُنتسبًا من الحشد باعَ سلاحَه من نوع آر بي جي هو الآخرُ مقابل عُلبةِ سكائر أيضًا...
وفي هذه النقطة كلامٌ كثيرٌ لا يسعُ المقامُ لذكره..
4. يظهر في بعض المشاهد من الفلم أنَّ الشعبَ العراقيَ يتمنّى عودةَ صدامَ اللعين، والحقيقةُ أنَّ هذا الكلام وإنْ كان موجودًا من بعض السُذّجِ الذين لا يفقهون شيئًا وممّن هم بقايا البعث الظالم، إلا أنّ الشعبَ ما زالَ يعيشُ ويلاتِ مُخلّفاتِ ذلك النظامِ الجائر الذي لو لا حماقته لكان العراقُ الآنَ يُضاهي الدولَ المتقدمة، لكنّه أقحمنا في حروبٍ لا نفعَ فيها، وأذاقَ الشعبَ الويلَ من التعسُّفِ والتعذيبِ والقتلِ بأوامرِه الخاصة، فيما كان هو يلهو في قصوره وحفلاتِه وحدائق كبيرةٍ للحيواناتِ وغيرها من المتع..
5.بعدَ كُلِّ ذلك لم تظهرِ الفرقةُ أنّها قد أتمّتِ المُهمّة التي كافحتْ من أجلِها والتي تخلّتْ عن أوامرِ القيادةِ لكي تُنفّذَها!
6.لو كان الكاتبُ يُريدُ أنْ يُظهِر ولو جزءًا من الحقيقةِ لأظهرَ دعمَ التحالفِ للإرهابِ الداعشي حينما كانَ يُنزِلُ إليهم المُساعدات من المؤنِ والأسلحة بواسطةِ الطائراتِ، وهذا الأمرُ ليس بالشيء المخفي؛ فإنَّ مثلَ هذه الأخبار تداولتْها محطاتٌ عالميةٌ، فضلًا عن الضرباتِ التي نفذَّها ضدَّ الحشدِ الشعبي والجيشِ العراقي حينئذٍ بدعوى أنّها كانت بالخطأ! فهل تخفى مثلُ هذهِ الحقائق؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين كريم

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/28



كتابة تعليق لموضوع : فلم MOSUL من إنتاج شركة Netfilx الأمريكية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net