الطيور التي سقطت ميتة من علو شاهق شخصت حالتها بانها قد تعرضت لغبار خانق ، فطوال الاشهر الماضية كان التحقيق منصبا حول تشخيص حالات الوفاة المفاجئة للخنازير البرية واهملت قضية الطيور وقيل في وقتها انها تعرضت لاعياء حاد.
وبعد الهلع الذي انتاب المدينة خرج المحافظ ومعه كلب صيد سلوقي ابيض هزيل لايكف عن النباح وقال في مؤتمر صحفي عقد على عجالة حضرته بعض القنوات الفضائية في مبنى المحافظة العتيق : ايها الاخوة الخير في بلادكم وفير. وقد اثارت هذه الجملة اندهاش الصحفيين الذين حضرو المؤتمر الصحفي وكذلك الحراس الشخصيين للمحافظ ومدير بلدية المحافظة الذي فتح عينيه باتساعهما وقال لرجل يجلس بجانبه لاحول ولاقوة الا بالله .
كل هذه الامور كانت تجري بعيدا عن مسامع قائد الدفاع الجوي في البلاد الذي اعتبر الامر مجرد خزعبلات لاسيما وان الامر متعلق بالطيور فقط دون الاخذ بنظر الاعتبار العصافير او البط او اللقالق او حتى الدجاج .
الشيء المؤسف الذي حصل حقا هو ان احد الدول العظمى كانت مهووسة بسباق التسلح النووي ومعاهدة المناخ دون ان تبدي اهتماما يذكر بقضية الطيور التي ماتت وانشغل البعض بكلام احد السكارى الذي دونه في مدونته الشخصية قائلا : لاتنزعجو ، لقد عثرت على حلمها .
اللغط الذي اثير حول هذه القضية انتهى بحلول العام الجديد اذ احتفل الناس بمرور عام من الاسى وتجمهر بعضهم في الساحات العامة والحدائق واماكن اللهو والجوامع والكنائس ولفرط تاثرهم لم ينظرو الى الساعة الكبيرة التي كانت احد اهم ملامح البلاد وللاسف فقد كانت عاطلة ، عاطلة منذ زمن بعيد ولم يلاحظ ذلك احد.
القضية تم اغلاقها نهائيا ، قيدت في السجلات الرسمية ضد الغبار ونسى الناس هذه الواقعة الماساوية المؤلمة مثلما نسو غيرها من الحوادث المفجعة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat