رضا اللهِ تعالى في رضا فاطمة (عليها السلام)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(فاطمةُ بضعةٌ مني، فمن أغضبَها أغضبني)
إنَّ أصحابَ الرسالات لا ينفعلون عاطفيًا عندما يؤذي الناسُ أولادهم، بل أيُّ أبٍ مؤمنٍ لو أغضبَه الناسُ فإنّه لا يغضبُ لأجلِ أبنائه ولا ينفعلُ لذلك خوفًا من الله تعالى، إذًا فما معنى (من أغضبها أغضبني)؟!
المعنى أنَّ فاطمةَ هي المرأةُ التي لا يُمكِنُ أنْ تظلمَ أحدًا في قولٍ أو فعلٍ حتى يكونَ للناسِ حقٌ في إيذائِها وإغضابها، بل إنَّ فاطمةَ (عليها السلام) هي الإنسانة التي لا تغضبُ إلا لأجلِ اللهِ تعالى لأنّها معصومةٌ، والانسانةُ التي لا تظلمُ أحدًا ولا تذنب، فمن أغضبَها فإنّه يُبغضُ الحقَّ ويرفضُ الصراطَ المُستقيم الذي رسمَه اللهُ (تعالى)، وهي الإنسانةُ التي لا تتأذى إلا عندما يُعصى الله (تعالى)، أو ينحرفُ الناسُ عن طريقِ الله تعالى، ولذلك يتأذى رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) بأذاها، وإلا كيفَ يُمكنُ أنْ يتأذى رسولُ الله (صلى ألله عليه وآله) لأذاها إنْ لم يكنْ أذاها مُبرّرًا ومُنسجمًا مع الحقِّ والرسالة؟! لأنّ الرسولَ لا ينطقُ عن الهوى، كما شهدَ اللهُ (تعالى) له بذلك (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
وهكذا قوله (صلى الله عليه وآله) في بعض الروايات :(يرضيني ما يرضيها)، فمعناه أنَّ فاطمةَ لا ترضى إلا ما يرضاه اللهُ تعالى ورسولُه (صلى الله عليه وآله)، ولقد كان النبي (صلى الله عليه واله) مُطلعًا على عُمقِ الزهراء (عليها السلام) وعلى كونِها صورةً عن روحه وفكره وخطه ورسالته، وعلى أنَّ الرسالةَ قد انطبعتْ في شخصيتِها وذابتْ شخصيتُها في الرسالة، بحيثُ إنّه لا يوجدُ فاصلٌ بينها وبين الرسول (صلى الله عليه وآله) وبينها وبين الرسالة، لذا صحَّ أنْ يربطَ رضاه برضاها وغضبه بغضبها.
وهذا يُدلِّلُ بوضوحٍ على أنَّ الزهراء (عليها السلام) معصومةٌ ومُطهرةٌ وبلغت الغايةَ في الكمال. وبهذا يكونُ رضا رسولِ الله (صلى الله عليه وآله) في رضا فاطمة (عليها السلام)، ورضا الرسول (صلى الله عليه وآله) هو رضا الله (تعالى) ومن رضيت عنه فاطمةُ (عليها السلام) فقد رضيَ اللهُ تعالى عنه ،ومن رضيَ اللهُ تعالى عنه فقد فاز.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat