صفحة الكاتب : احمد الخالصي

صناعة الرمز في الحركات الاجتماعية
احمد الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أن عملية صناعة الرمز أو الإيقونة في الحركات الاجتماعية أصبحت من الضرورات التحكمية التي تضمن عملية تقييد طوعي لها، وهي أشبه بالقيد التأطيري الذي يفرض عليك خيارين لاثالث لهما، مع أم ضد.

وكثرت الإستفهامات في الآونة الأخيرة حول إشكالية إبراز اسماء دون غيرها في الأحداث التي شهدها العراق مؤخرًا، وسط سيل من التراشقات التي لا طائل منها سوى مزيد من الإحتقان في مواضع لايصح فيها ذلك.

بلا شك أن عملية خلق رمز أو صناعته في وسط اجتماعي تائه بين عدة أيديولجيات دون أن يكون له إمكانية الإستقرار على واحدة، يدفعنا للقول أن عملية الإختيار تتم وفق أُطر الصراع الأيديولجي
خصوصًا حينما تكون الحركة الاجتماعية إنعكاس  للهجين الأيديولجي للمجتمع، وهنا يكمن الحسم في الإختيار للطرف الذي يملك  الاذرع الإعلامية الأقوى والأكثر تأثيرًا، بعد أن كانت الوسيلة في الماضي مقتصرة على من يملك فن الخطابة والإقناع،لذلك فأن  صناعة الرمز لا علاقة لها حتى بالرمز ذاته، لأنها تكون عملية تخطيطية ذات نسق اجتماعي نفسي، وبالتالي بصورة كبيرة قد يكون ضحية  للتربح الايديولجي لاغير.
تنطوي هذه العملية على حدين، إيجابي يتمثل بعملية التسويق للحركة الاجتماعية عبر الإستدلال التعريفي به أي (الرمز) من خلال  تضخيم وتعظيم جميع مواقفه، وكذلك إتخاذه كجنبة وحدوية يقي الحركة من آفات التشرذم.

وسلبي خطر يتمثل بصيرورة الرمز كتعبير أوحد للحركة الاجتماعية، ومن هنا سينصرف معنى الحركة  من خلال الرمز، وبالتالي تحميلها كل سلبياته، بالرغم من عدم صوابية ذلك، فلا يصح التعميم نهائيًا، ولكنها فرضية التسويق التي ترسخ هذه الصلة تجعلها مترابطة بشكل لايمكن بعده الفصل بينهما.

ولا أنصح بسؤال أفراد اي حركة اجتماعية بأن لماذا فلان أصبح رمزًا ولماذا الآخر لم يصبح،
لأن جواب ذلك أكبر من إداركهم ليس لقصور فيهم إنما عملية الإدراك داخل الجماعات متروك فقط للمسار الجماعي المحدد من قبل فئات معينة،
وأن أجابوا فستكون إجاباتهم مستنسخة عن عملية التسويق التي ذكرناها للرمز، وهذه التقنية النفسية والاجتماعية أخطر مايمتلكه قواد المزاج العام.
وختامًا قد يحقق الرمز  أهدافًا مستقبلية إضافية لمن تولى صناعته، يتمثل بمزيد من التكسب الأيديولجي عبر نافذة التضحية التي تكون أشدها تأثيرًا، وهو ما قد ينذر بطروحات خطرة مستقبلًا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/31



كتابة تعليق لموضوع : صناعة الرمز في الحركات الاجتماعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net