هل جميع المسلمين يكفّر بعضهم بعضاً؟
الشيخ محمد جاسم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ محمد جاسم

ذكر السيد كمال الحيدري في لقائه على قناة العراقية أنه لا يعرف خلافاً من أهل السنة في تكفير مخالفيهم، كما جزم بضرس قاطع عدم وجود عالم شيعي لا يكفّر أهل السنة. وهذا الكلام غير صحيح بشقيه السني والشيعي.
أما الشق السني، فيكفي النصّ الوحيد الذي قرأه من كتب أهل السنة، حيث قال القرطبي في المفهم: (وهل يكفر أم لا؟ مختلف فيه والأظهر تكفيره)، فكيف يقول بعدم وجود فرد نادر من أهل السنة لا يكفر غيرهم من المسلمين مع قراءته لهذا النص في البرنامج؟!
وأما الشق الشيعي، فأكتفي بالإشارة إلى موردين، قديم ومعاصر..
١. يُعد كتاب تجريد الاعتقاد للمحقق الطوسي مع شرحه للعلامة الحلي من أشهر كتب علم الكلام عند الإمامية، وهو من الكتب التي من الشائع دراستها في الحوزة العلمية، وللسيد كمال الحيدري دروس صوتية له موجودة في المواقع الالكترونية. قال المحقق الطوسي في التجريد: (ومحاربوا عليّ عليه السلام كفرة، ومخالفوه فسقة)، وهذا يعني أن المخالف من غير حرب فاسق لا كافر. وقال العلامة الحلي في كشف المراد: (وأما مخالفوه في الإمامة فقد اختلف قول علمائنا فيهم، فمنهم من حكم بكفرهم... وذهب آخرون إلى أنّهم فسقة، وهو الأقوى. ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة: أحدها: أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة. الثاني: قال بعضهم: إنهم يخرجون من النار إلى الجنة. الثالث: ما ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود ولا يدخلون الجنة لعدم الأيمان المقتضي لاستحقاق الثواب) [كشف المراد: ٥٤٠].
٢. يبني السيد محمد باقر الصدر [أستاذ السيد كمال الحيدري] إلى أن أهل السنة مسلمون وأما ما ورد في بعض الروايات من إطلاق الكافر عليهم فهو بمعنى العصيان، "فيكون مساقها مساق ما طبّق فيه عنوان الكفر على عاصي الإمام (عليه السلام)، إذ ورد فيها: (ومن عصاه فقد كفر)، مع وضوح أن المعصية لا توجب الكفر المقابل للإسلام) [بحوث في شرح العروة الوثقى: ٣/ ٣٩٧].
وتجدر الإشارة إلى أن السيد السيستاني يعتقد بإسلام أهل السنة، وكذلك ولده السيد محمد رضا السيستاني [راجع: بحوث في شرح مناسك الحج: ٥/ ٤٧٩].
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat