صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

محمد ( ص وآله ) : رجل بحجم الكون
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عقيدةٌ تستند على طائفة من النصوص الشرعية والعقلية مفادها أنّ محمداً صلى الله عليه وآله أفضل خَلق الله على الإطلاق وأنه سيّد الكائنات ، الشاهد في الخَلْق ، المُطاع في الملكوت .. أجمع المسلمون على ذلك ، ولقد شذّ منهم الزمخشري حيث فضل جبرئيل على الرسول الكريم وقد أنكر عليه المسلمون هذا الشذوذ .. !

هذه العقيدة ينبغي أنّ ننتزع منها وعياً ، ونأخذ عنها معرفة ، منها نستطيع أن نُغيّر نظرتنا الى رسولنا الكريم ، فبدلاً من حصر وظيفته في إطار المجتمع الإسلامي ، وسيادته على طائفة بشرية مُحددة ، علينا أن ننظر إليه كسيّدٍ للعوالم ، هذه العوالم التي لا يحصرها زمان ( سيّد الأولين والآخرين ) ولا يحصرها مكان في هذا الكون ، فكما هو سيد في عالم المُلك نجده بحسب النصوص سيداً في عالم الملكوت كما في زيارته المباركة ..

ثمّ لننتقل الى معنى السيدية هنا ، ونُخرجها عن معناها الشرعي والذي يدور مدار الطاعة والإتّباع من قبل باقي المخلوقات في تلك العوالم ، ولنفهمها من حيث شخصية هذا السيد الكبير ، نفهمها كإستعدادات عظمى تحلّت بها هذه الشخصية بالحجم الذي تستطيع أن تُدير من خلاله هذه الدولة العالمية المترامية الاطراف ( الكون بجميع عوالمه ) ، ولنفهمها كإمكانيات جبّارة حاز عليها محمد ( وأحمد في السماء ) ..

وصفه لنا القرآن الكريم بأوصاف تفوق الإنسانية ، أفصحت لنا عن تلك الامكانيات والاستعدادات .. فلديه صلوات الله عليه من الرحمة ما تسع جميع العوالم ( وما أرسلناك الا رحمةً للعالمين ) ، ولديه من الأخلاق العظيمة ما تستوعب كل مشاغبات الكون ( وإنك لعلى خُلق عظيم ) ..

هو رجلٌ استوعب خَلْقاً ، حتى صار علّة لوجود هذا الخلق (لولاك ما خلقت الأفلاك ) ..

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ( ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني ) ، قال علي عليه السلام : فقلت : ( يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل ) فقال صلى الله عليه وآله : ( يا علي ان الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضّلني على جميع النبيين والمرسلين . والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا .

يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض وكيف لانكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربّنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه لأن أول ما خلق الله عز ّوجلّ أرواحنا فانطلقنا بتوحيده وتحميده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلاّ الله وأنا عبيد ولسنا بألهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا : لا إله إلاّ الله ... إلى أن يقول : يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال : يا محمد ان انتهاء حدّي الذي وضعني الله عزّ وجلّ فيه إلى هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربّي جلّ جلاله فزخ بي في النور زخة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه...) حلية الأبرار ج 2 ص 397 ــ 399 .

آجركم الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/17



كتابة تعليق لموضوع : محمد ( ص وآله ) : رجل بحجم الكون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net