العنف الاسري.. تغطيات سطحية تركز على رواية الحوادث متجاهلة الاستقصاء
بيت الاعلام العراقي
بيت الاعلام العراقي
اصدر "بيت الاعلام العراقي" تقريراً حول التغطيات الإعلامية لقضية قضية العنف الاسري في البلاد، خلال الأشهر القليلة الماضية خصوصا مع فرض إجراءات العزل وحظر التجوال سبب تفشي وباء فيروس كورونا.
ويعاني العراق في الأصل من مشكلة كبيرة في ملف العنف الاسري، وتشير الاحصاءات الى تسجيل ارقام قياسية لحالات الاعتداء على الزوجات والأطفال والاباء والامهات وغيرها، وتفاقمت الظاهرة بشكل لافت خلال فترة وباء كورونا بسبب حظر التجوال وتواجد جميع افراد العائلة في المنزل طيلة الوقت.
وتوصل تقرير الرصد الى ان وسائل الاعلام تركز بشكل أساسي وبما نسبته 90% من تغطياتها حول العنف الاسري على الحوادث، كالاعتداء على الزوجات والأطفال، باعتبارها خبرا عابرا بلا متابعة او محاولة الحصول على معلومات اكثر عن حيثيات الحوادث العديدة، وتكتفي بما تعلنه الأجهزة الأمنية عن القضية عبر البيانات والتصريحات الرسمية.
وسجّل التقرير غياب التحقيقات الاستقصائية المرئية او المكتوبة بشكل كبير في متابعة القضية، وعدم محاولة تتبع الحوادث المعلنة عبر التواصل مع الضحايا للحصول على روايتهم من القضية باستثناءات قليلة حيث واكبت بعض التقارير في وسائل الاعلام مثل هذه القصص لتخرج قصص خاصة بها بعيدا عن الرواية المعلنة.
وأشار "بيت الاعلام العراقي" الى تفوّق مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع على وسائل الاعلام في الكشف واثارة حالات العنف الاسري على الرأي العام، وغالبا ما أصبحت مصادر وسائل الاعلام حول الحوادث هي مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم أهمية ذلك، الا ان وسائل اعلام روت ما يتم تناقله في فيسبوك وتويتر وغيرها دون التحقق من صحتها، وتبين ان بعض الحوادث تم نشر تفاصيلها ليتبين لاحقا عدم صحتها او حصل تحريف عليها، او تمت روايتها من طرف واحد في الحوادث.
واعتبر التقرير انه رغم تصاعد حوادث العنف الاسري، وبروز الحاجة الى تشريعات في الصدد، أخفقت وسائل الاعلام في فتح حوار مجتمعي لمناقشة القضية، اذ كان ينبغي ان تسلط الأضواء عليها بشكل اكبر في نشرات الاخبار وبرامج الـ "توك شو"، بدلا من تداول تصريحات السياسيين حول القضية بما فيها التي تتبنى رفض تشريع قوانين جديدة من دون فت حوار حول الأطراف المتعارضة حول القضية، باستثناء وسائل اعلام محدودة قامت بذلك.
وأوصى التقرير وسائل الاعلام والصحفيين والإعلاميين الاخذ بنظر الاعتبار ان ترتيب أولوية التغطيات لا يخضع دائما لمبدأ ان الخبر السياسي هو الأهم، بل على مبدا مدى تأثير الاخبار والحوادث في المجتمع سواء كانت اقتصادية ام اجتماعية ام خدمية، وليس عيبا ان تبدأ نشرات الاخبار بخبر اجتماعي بدلا عن الخبر السياسي او الأمني.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat