البُعد الأهمّ في أبعاد القراءة القرآنية
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

المحتوى القرآني متعدد المواضيع والتخصصات العلمية ، ففيه الجانب التأريخي وفيه الجانب الاجتماعي وفيه الجانب السياسي وفيه الجانب النفسي والطبي والهندسي .. علاوةً على الجوانب الفقهية والعقاىدية والأخلاقية ..
تختلف هذه الجوانب من حيث الاهتمام وتتنوع من حيث الموضوع والتخصص الدقيق الّا أنها كلها تجتمع في جانب واحد وهو الجانب القرآني ، هي تتخذ مسارات وخطوط عرضية مختلفة الاتجاهات والأطوال ، تتوازى وتلتقي ولكن لها نفس البعد العمودي وهو البُعد القرآني ..
قراءة المواضيع القرآنية بشكل أفقي وبدون النظر الى بعدها الثالث وعمقها الأهم يولّد عندنا بعض المشاكل والأخطار ، كالتناقض وضعف المضمون والفهم السيء والسطحية والقدح ببعض الشخصيات الربانية .. وهكذا
البُعد القرآني نعني به البُعد الإلهي بكل ما يلازم هذا المفهوم من معنى ، فنحن لا نأخذ من التمثيل بالكلب والذباب والبعوضة الا الحكمة القرآنية من وراءها ، ولا نأخذ حادثة زواج الرسول ص وآله من زينب بنت جحش الا حكمها الفقهي القرآني ..
لم يذكر لنا القرآن حب زليخا ليوسف ومراودته له من أجل تحريك المشاعر والغرائز ، وانما علينا أن نبحث في أبعادها القرآنية الأخرى ، كتقوى يوسف وخطورة تخالط الغرباء ..
بالنسبة لنا نحن الذين نقرأ القرآن الكريم نختلف فيما بيننا في معرفة البعد القرآني للآيات والمواضيع ذات الأبعاد الأفقية المختلفة ، وطبعاً هذا الاختلاف ناشىء عن اختلاف ثقافتنا القرآنية والدينية عموماً واختلاف بصائرنا ومدى سموّ نفوسنا ، نختلف فيما بيننا أيضاً في الاستحقاقات ، فقد يكون على قلبي من اقفال التدبر ما لا يكون على قلبك .. وهكذا
هذه القراءة النورانية للقرآن من اعظم الرحمات الإلهية ، وهي بالتالي استحقاق كما قلنا ، قال تعالى { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا } الاسراء ٤٥
اللهم نوّر قلوبنا بالقرآن واجعلنا ممن يقرأه كما يقرأه محمد وآل محمد
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat