من أجل الهروب من المآزق التي ورط نفسه بها والشعب الأمريكي اتخذ الرئيس الامريكي دونالد ترامب حيلة ذكية للتحايل على المجتمع الامريكي والرأي العام بأنه مصاب بمرض كورونا (كوفيد -19)
فبعد الانتقادات العديدة التي تعرض لها ترامب من قبل الكثير من الأوساط الدولية وخاصة من الاتحاد الأوربي بسبب تصرفاته الرعناء وتصريحاته التي لا تنتمي الى الوسط الدبلوماسي المتعارف عليه بين الدول المتحضرة حتى مع أقرب السياسيين له في ادارة الحكومة الأمريكية
وخاصة في المناظرة التي بثت للعالم بينه وبين المرشح الديموقراطي جون بايدن الذي وصفه بأشنع الأوصاف، وجد ترامب مخرجا ولو مؤقتا من هذا المأزق بادعائه الاصابة بمرض كورونا ودخوله المستشفى الخاص بالبيت الأبيض تحت اشراف فريق طبي متخصص.
يذكر ان ترامب فشل في كثير من المحاور السياسية والاقتصادية بسبب استخفافه بالرأي العالمي وبالعلاقات الدولية التي تربط الولايات المتحدة بكثير من الدول والمنظمات التي تعمل في ارساء السلم العالمي وتنشيط الاقتصاد خاصة في الدول النامية والفقيرة.
من أهم ما فشل به ترامب في سياسته العالمية والمحلية هي:
1 – التقارب الكوري الامريكي المزعوم الذي ثقف له الاعلام الامريكي الداعم لحكومة الجمهوريين والذي انتهى ببرودة شديدة جمدت كل الطموحات العالمية في لجم تطلعات الكوريين الشماليين في امتلاك السلاح النووي وتهدئة الوضع السياسي والأمني بين الكوريتين.
2 – لم ينجح ترامب في تقويض قوة الطالبان في افغانستان مع أن دولة صغيرة مثل قطر استطاعت الجمع بين الحكومة الافغانية وطالبان في مؤتمرات وجلسات متعددة على ارض القطرية أنتجت اتفاق في وقف اطلاق النار وارساء السلام والصلح بين الاطراف المتناحرة في افغانستان.
3 – بخروج الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي الذي أقر بين ايران والدول الخمسة استطاع ترامب برعونته عزل أمريكا عن هذا الاتفاق وعدم الرجوع الى طاولة المحاورات على الرغم من تمسك الدول الأوربية بالاتفاق ومحاولة بقاء ايران على تعهداتها بالعمل ببنود الاتفاق النووي.
4 – بسبب عنجهية ترامب وغروره استطاع ان يقوي الجناح العسكري الايراني المتمثل بالفصائل المسلحة من الحشد العراقي وحزب الله اللبناني وغيرهم وذلك لأنه اتخذ اسلوب العصا فقط بدون أن يلوح بالجزرة مما أعطى ذريعة للفاصائل وخاصة العراقية بالمطالبة بخروج القوات الأمريكية من العراق، وهذا ما أشبك الخيوط السياسية على الساحة العراقية وأحرج الحكومة في سياسة التوازن على الصعيد الأقليمي والدولي، وهذا يعطي انطباعا ولو ظاهريا على قوة السياسة الإيرانية وسطوتها على الأقل في منطقة الشرق الأوسط.
5 - على صعيد آخر وضمن محور الفشل العسكري أكد ترامب على عدم قدرته السياسية والعسكرية في كبح جماح الكثير من الحركات الثورية والتحررية إن صح التعبير ومثال على ذلك الوضع في اليمن الذي تدعم فيه الولايات المتحدة السعودية وحلفائها عسكريا واعلاميا ولوجستيا ومع ذلك فهم منهزمون على جميع الأصعدة على الساحة اليمنية، كذلك الحال في ليبيا فالفشل الأمريكي الترامبي واضح للعيان الذي جعل دول صغيرة ولا ترى على أطلس الجغرافية مثل الامارات وقطر تتحكم في مصير دولة مثل ليبيا.
6 – على المستوى الاقتصادي العالمي ورغم أن ترامب استطاع أن يحلب البقرة الخليجية بمئات المليارات من الدولارات الأمريكية ولكنه لم يستطع وقف العجلة الصينية وتطويرها لاقتصادها المتصاعد في جميع الجوانب حتى أن النمو في الاقتصادي الصيني يتصاعد بالمستوى على حساب الاقتصاد الأمريكي ما ولد عقدة نفسية للرئيس الأمريكي ترامب.
7 – على المستوى المحلي ازدادت نسبة البطالة في المجتمع الأمريكي وخاصة في الولايات التي تسكنها الغالية السوداء من الأصول الأفريقية والتي لم تتخلص من التعامل العنصري معها من قبل سلطات واشنطن فحدث ما حدث من اضطرابات في المدن الأمريكية تخللها قتل واعتقال وتعويق وتقويض لحرية الرأي والمطالبة بالحقوق المدنية مما أدى الى انتشار الجريمة بكافة أنواعها.
8 – فشل ترامب على المستوى الصحي والتحدي الكبير لمرض ( أوكفيد – 19 ) وليس هذا فقط فقد كشف ترامب عن شخصيته الهزيلة بادعائه أكثر من مرة بأنه الجهات الصحية في الولايات المتحدة اكتشفت علاج لمرض كورونا وانه سيسوق في بداية الشهر في نهاية الشهر في بداية السنة في نهاية السنة وهو يكذب ويكذب ولا يصدقه الناس حتى بات عاجزاً أما أكوام الجثث الأمريكية يوميا من جراء مرض كورونا.
من أجل هذا وذاك دله عقله الكاوبوي على أن يدعي الاصابة بمرض كورونا حتى يتجنب الكثير من المواجهات الدولية والمحلية وخاصة مناظراته المزعومة أما مرشح الديموقراطيين جون بايدن للانتخابات الأمريكية القادمة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat