صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

نقد كتاب اللاهوت العربي ليوسف زيدان – (4/8)
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

تمجيد الجاهلية:
يقول الاستاذ يوسف زيدان: (الزمن العربي السابق على ظهور الاسلام وهو المسمى اتفاقاً بالزمن (الجاهلي) مع انَّه كان زمناً عربياً مديداً مجيداً)[1]، وأضاف في هامش نفس الصفحة: (انظر تناولنا لهذا الموضوع في الفصل الثالث من هذا الكتاب. ولمزيد من التفاصيل بصدده، يمكن الرجوع الى المجلدات التسعة الكبار، من كتاب د. جواد علي: المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام. وهو كتاب فريد في بابه لا نكاد نجد له نظيراً في المكتبة العربية)! فلم ينصف يوسف زيدان القاريء وهو يرجعه من اجل اثبات فكرة واحدة الى قراءة كتاب من (تسعة) مجلدات!! بالاضافة الى اننا راجعنا الفصل الثالث الذي اشار اليه في كتابه هذا (اللاهوت العربي) فلم نجد فيه شيئاً يستأهل تمجيده للجاهلية، بل هو لم يتطرق الى الموضوع بتاتاً!!؟
وليت شِعري، فأي جاهلية مجيدة تلك التي يزعمها يوسف زيدان، جاهلية وأد البنات، أم جاهلية ارسال العربي لزوجته لتحسين النسل من رجل آخر ويسمى الإستبضاع!! ولا نريد ان نتوسع هنا في انواع الزيجات المشينة التي كانت عند العرب في الجاهلية (كالمُخادِنَة و البَدَل و المضامدة والرهط)!! ام يا تراه يقصد بمجد الجاهلية الربا وكيف كان يفتك بالفقراء والمجتمع، ام الحروب القبلية لأسباب غير مستوجبة! أم الغزو فيما بين القبائل وقطع الطريق!! ام عبادة الاصنام والأوثان التي قد يعتبرها نوع من الحداثة الفكرية!!
 
 
الدوائر الثلاثة:
ذكر يوسف زيدان في صفحة (35) رسم توضيحي لثلاثة دوائر متداخلة تمثل التالي:
أ‌.       التراث المسيحي بكل مشتملاته وأطيافه ومذاهبه.
ب‌.  العروبة التي عاشت زمانين الجاهلية والاسلام.
جـ. الدين الاسلامي، بل الادق هو التراث الاسلامي.
 
وقال: (والتداخل بين الدائرتين (أ) و(ب) هو المنطقة التراثية الحافلة، التي ينتمي إليها اللاهوت العربي، وهي التي ظهر في أهلها اللاهوت وعلم الكلام معاً، في زمانين متصلين أو في زمان واحد انفصل في وعينا التاريخي، بين مسيحي وإسلامي)[2]. وبذلك يتضح هدفه في الكتاب حيث يريد ان يقول ان اصول العنف الديني ينتمي الى هذه المنطقة المشتركة بين المسيحية والعروبة الجاهلية والاسلامية. ولكن في نفس الوقت هو يجعل الدين الاسلامي خارج هذه المنطقة التي تمثل (اللاهوت العربي) وهو بذلك نزّه الاسلام عن العنف الديني من حيث لا يدري! إذن بحسب فكرة يوسف زيدان فإنَّ اللاهوت العربي وأصول العنف الديني سببه هو العروبة والعروبيين – وهم الذين قد يطلق عليهم اليوم اسم القوميين - سواء في الجاهلية أو الاسلام، او المسيحية، وأتصور انه تورط في هذه الدوائر فلم يتقن تخريجتها او تمرير فكرته عبرها بصورة متقنة!!
ويقول ايضاً: (فدائرة (العروبة) تضم مع العرب المسلمين، عرباً آخرين، منهم الصابئة واليهود والنصارى)[3]. فهو يستخدم مفهوم مطاطي للعروبة بحيث جعلها تشمل حتى اليهود!! يا عزيزي يا يوسف زيدان كيف يمكنك ان تشمل بالعروبة اقواماً لا يعترفون بكونهم عرباً ولا يقبلون وصفهم بهذا الوصف فضلاً عن ان لهم انتماءات قومية يعتزون بها، فاليهود يعتبرون انهم قومية مستقلة من الاقوام السامية كما ان لهم لغتهم الخاصة بهم، ولا يقبلون بتاتاً ان يوصفوا بأنهم عرب، وكذلك الصائبة المندائيين لهم قوميتهم المستقلة ولغتهم الخاصة بهم، وأيضاً المسيحيون الاقباط والآثوريون والأرمن والكلدان كل له لغته المستقلة وقوميته المستقلة التي يعتد بها. فأي عروبة يتحدث عنها يوسف زيدان بين اقوام ليس بينها رابط قومي ولا لغوي ولا ديني!! إن خلط الاوراق بهذه الطريقة لا يفيد البحث التأريخي كما انه لا يفيد البحث الاجتماعي ولا الديني أيضاً.
 
دعوى ان العربية هي مكسور السريانية:
قال يوسف زيدان: (من الاقوال الشهيرة عند علماء اللغة القدامى، قولُ بعضهم: العربية مكسورُ السُّريانية! أي ان اللغة السريانية هي الافصح، والعربية بمثابة لغة (عاميّة) منها .. ثم جاء القرآن، فانقلبت الأحكامُ والموازين، وتوارى السُّريان واضمحلَّت لغتهم)[4]. 
هكذا يتم تمرير فكرة ما وإن لم يكن لها أساس من الواقع، أو ربما كانت كذبة يراد لها الشيوع والانتشار! فقوله (من الاقوال الشهيرة) لم نعثر له على اصل، وقد راجعنا المئات من المصادر التاريخية واللغوية والدينية فلم نعثر لها على أثر، فلماذا لم يبين يوسف زيدان مصدره في هذه الدعوى؟! ومَنْ هم علماء اللغة القدامى الذين ادعوا هذا الادعاء العجيب!
نعم إنه إدعاء عجيب، لأنه في الوقت الذي يصطف فيه يوسف زيدان الى جانب اعداء وخصوم اللغة العربية فيحاول تضعيف قيمتها وفصاحتها وجدارتها اللغوية لدرجة انه يعتبرها مجرّد لهجة عاميّة من لهجات السُريانية بدون دليل من مصدر متخصص! نجد بعض المتخصصين باللغات السامية يعتبرون اللغة العربية العربية هي اقرب اللغات الى اللغة السامية الام. يقول الدكتور إسرائيل ولفنسون مدرس اللغات الساميّة بالجامعة المصرية: (فالعالم أولسهوزن Olshausen يقول في مقدمة كتابه عن اللغة العبرية إن العربية هي أقرب لغات الساميين الى اللغة الساميّة القديمة، وأيد رأيه هذا بجملة أدلة أرتاح لها كثير من علماء الافرنج)[5]. ويضيف: (ان اللغة العربية تشتمل على عناصر لغوية قديمة جداً بسبب وجودها في مناطق منعزلة عن العالم بعيدة عما يتوارد عليه من تقلبات وتغيرات يكثر حدوثها وتختلف نتائجها اختلافاً مستمراً في البلدان العمرانية. على ان ما احتفظت به العربية من القديم ليس بريئاً من التغير بل فيه شيء كثير يدل على انه تقلب في اطوار مختلفة في حيت ان غيرها من اللغات السامية قد احتفظ بصيغ وصور قديمة جداً كما في العربية والآرامية)[6].
وبالنسبة للغة السريانية نجدها مليئة بالتعابير اليونانية، بل يقول إسرائيل ولفنستون: (واللغة السريانية تشتمل لا على كلمات يونانية كثيرة فحسب بل فيها تأثير يوناني في الاسلوب وفي التفكير أيضاً كما انه يجب ألّا يغيب عن بالنا تأثير اللغة العبرية على السريانية بسبب نقل الكتب المقدسة اليها)[7].
بل الحقيقة ان السريانية هي التي اقتبست كلمات من العربية وليس كما يزعم يوسف زيدان انها اصل للّغة العربية! يقول الدكتور إسرائيل ولفنسون: (على ان تأثير اللغة العربية فيها كبير جداً حتى أن كلمات واصطلاحات كثيرة فيها عربية بحتة ... اما الكلمات العربية التي امتزجت بها فيظهر انها جاءت اليها بواسطة اللغة الفارسية والتركية ومن أجل ذلك نراها محرفة تحريفاً بيناً)[8].
والظاهر ان يوسف زيدان ومن تأثر بهم اشتبهوا بين موضوع اللغة وأصلها وبين موضوع الخط، فلكون ان الخط العربي قد تأثر بالخط السرياني ظنوا ان العربية فرع من السريانية! يقول الدكتور إسرائيل ولفنسون: (وكفى بالخط السرياني فخراً أنه أثر تأثيراً شديداً على جميع الخطوط العربية بوساطة الاقلام التدمرية والنبطية مما لا يشك فيه العلماء المستشرقون)[9]. اي ان شكل الحرف الذي تكتب به اللغة العربية متأثّر باللغات التدمرية والنبطية والتي هي بدورها قد تأثرت بالسريانية، ونحن نعلم ان هذا لا يعني شيئاً في اصل اللغة. ولتقريب الصورة هناك مثال معاصر باللغة التركية الحديثة حيث انها اقتبست الحروف اللاتينية بقرار من مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك، بدلاً عن الحروف العربية، ولكن هذا لا يعني انها اصبحت لاتينية الاصل بدلاً من اصلها كلغة ألطائية تنتمي لمنطقة آسيا الوسطى!
كيفية ظهور الخط العربي: من كتاب فتوح البلدان للبلاذري: اجتمع ثلاثة أنفار من قبيلة طئ ببقعة، و هم مرامر بن مرة، و أسلم بن سدرة، و عامر بن جدرة، فوضعوا الخط و قاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية. وكتب موفق نيسكو: (ولا بد لنا من الإشارة إلى أن اسم طي أصبح عَلماً للعرب والمسلمين عموماً في اللغة السريانية. (دائرة المعارف الإسلامية مج15 ص404)، والسريان هم أول من أطلق كلمة طي (طايا أو تايا) على العرب لأن قبيلة الطائين كانت من أكثر القبائل انتشاراً وشهرةً في منطقة البادية وشاعت التسمية في القرون الأولى للميلاد في الكثير من المؤلفات السريانية فذكر برديصان الرهَّاوي (154–222م) العرب باسم طي، وتبعه الباقون، وبعد القرن العاشر الميلادي ونتيجة لارتباط العروبة بالإسلام أصبحت كلمة طي تعني عربي أو مسلم، بل يُسمَّون اللغة العربية لغة طي، الطائيين. (قاموس اللباب سرياني– عربي ص483 ،ووأوجين، دليل الراغبين في لغة الآراميين ص281. وفي قاموس ابن بهلول تأتي طي بمعنى عربي فقط، عمود802)، ولا يزال إلى اليوم السريان يُسمَّون كل عربي أو مسلم بلجتهم المحكية (طايو)، وحتى عندما يتحدثون باللغة التي يجيدها الكثير ون منهم، يُسمَّون العرب (طايو)، ومن السريان أخذ اليهود كلمة طي واستعملوها في التلمود وكتاباتهم الأخرى فأطلقوا على العرب لفظة (طيايا أو طياية)، كما أخذ الفرس هذه الكلمة واستعملوها في كتاباتهم بصيغة (تاجك أو تاجيان) لتعني عندهم العرب، وهذه الكلمة قريبة من كلمة تازك الفارسية التي تعني الصحراء، لهذا استعملوا أحياناً كلمة تازك للدلالة على العرب، واستعملها الأرمن بنفس الصيغة، ثم انتشرت هذه الكلمة إلى الصين واستعملوها بصيغة (تشي)، علماً أن أكثر الأسماء العربية التي يذكرها مؤرخو العرب التي أخذوها من الكتاب المقدس والكتب التاريخية الأخرى قبل الإسلام هي أسماء بصيَغ سريانية وتحديداً باللهجة السريانية الغربية (غرب نهر الفرات) التي تنتهي عادة بالضم مثل قدمو (قدامة)، قدرو (قيدار)، دومة الجندل (دومو)، طي (طايو)، قصيو بر كلبو (قصي بن كلاب) )[10].
نعم قد يكون هناك بعض التأثر للّغة العربية بلغات الاقوام المجاورة كالآرامية والعبرية، يقول إسرائيل ولفنسون عن اللهجات العربية الشمالية: (والذي يمعن النظر في اللهجات الشمالية يدرك مبلغ تأثرها باللغات السامية المجاورة لها كالآرامية والعبرية فقد كانت العرب الراحلة تتصل بأمم سوريا والعراق من أقدم الازمنة التاريخية اتصالاً متنوع الأسباب فقد يكون للغزو وقد يكون للتجارة وتبادل الغلات والمرافق وقد يكون لطلب الكلأ والمرعى ونجم عن ذلك تبادل أدبي وعلمي أيضاً)، ولكنه يعود فيؤكد: (ولكم يجب أن لا يبالغ الباحث في مسألة تأثير الآرامية والعبرية في العربية الشمالية إذ ينبغي أن يحترس من الخطأ في نسبة بعض الكلمات العربية الى إحدى اخواتها السامية ظناً منه أنها منقولة منها فقد يوجد عدد كبير من الألفاظ له رنّة آرامية أو عبرية وهو في الواقع كان يستعمل عند العرب قبل أن يحدث الاتصال بين هذه اللغات، ثم إذا علمنا أن شمال الجزيرة، كما أشرنا من قبل، قد امتزج بعتاصر كثيرة من الآراميين والعبريين، فقد يحدث أن تتغلب الصبغة الجديدة على القديمة في نطق كثير من الكلمات. على أن هناك كلمات يجزم علماء الأفرنج أنها ليست عربية الأصل لأنها تدل على معان عمرانية أو دينية أو علمية غير مألوفة عند العرب فينسبونها الى الآرامية أو الى العبرية)[11]. نعم ليس هناك شك بوجود كلمات في العربية من لغات اخرى كاليونانية والفارسية والسريانية، لكن اندماج كلمات من تلك اللغات في العربية، كما هو حال اي لغة تندمج فيها كلمات من لغات اخرى، شيء، والتبعية والانتماء شيء اخر، يقول اسرائيل ولفنسون: (وعدا التأثير العبري والآرامي على اللغة العربية في ألفاظ عمرانية ودينية، يوجد في اللغة العربية عدد غير قليل من ألفاظ يونانية اندمجت في الغة العربية بوساطة السريانية مثل: إنجيل وأسطوانة وناموس وميل (مقياس) وأسفنج .. وكذلك أندمجت في العربية بعض كلمات فارسية مثل أستاذ وجيش ومجوس، على أن التأثير اليوناني والفارسي قليل جداً قبل الاسلام بالنسبة للتأثير العبري والسرياني)[12].
 
أصل كلمة اللاهوت:
يقول يوسف زيدان: (فأما (اللاهوت) فهي من حيث المنطوق اللفظي كلمة سريانية انتقلت بلفظها الى العربية. وهي مرتبطة بالكلمة السريانية المقابلة (الناسوت) وبكلمات عديدة أخرى، اغلبها ديني، وفدن الى العربية من السريانية، من أشهرها كلمات: ملكوت، جبروت، رحموت .. إلخ، وكلمة (لاهوت) من حيث المعنى، مقصود بها الإلهيات أو العلم الإلهي أو ذات الله وصفاته، أو الثيولوجيا. وفي اللغات الأوربية المعاصرة، تُستخدم كلمة ثيولوجيا التي انتقلت بلفظها الى لغتنا العربية المعاصرة، وصارت واسعة الانتشار، بمعناها الأصلي ذاته. فهي أصلاً كلمة يونانية تتكون من مقطعين Theos (ثيو، ثيؤ) أي إله، ولوجوس Logos أي المعرفة والعلم والدراسة)[13]، ثم يضيف في هامش نفس الصفحة فيقول: (وقد استحدث العربُ في لغتهم وزناً يناسب هذه الألفاظ السريانية هو: فعلوت)!
والملاحظ ان يوسف زيدان وهو يدّعي ان كلمة لاهوت من حيث منطوقها اللفظي سُريانية الأصل فهو لم يكتب أو يذكر صيغتها السريانية وتهجي حروفها كما انه لم يذكر مصدراً لذلك كقاموس سرياني على سبيل المثال او اي مصدر سرياني آخر، إنما اطلق مزاعمه بدون أي مصدر! وهذا ليس شأن أي بحث رصين. كما انه ذكر انها من حيث منطوقها اللفظي سريانية ولكنه لم يبين معناها في السُريانية، فاللفظ شيء والمعنى قد يكون شيء آخر كما هو معلوم. اما قوله في النص السابق: "وكلمة (لاهوت) من حيث المعنى، مقصود بها الإلهيات أو العلم الإلهي أو ذات الله وصفاته، أو الثيولوجيا" فهو معناها من حيث الاصطلاح وهو اصطلاح ظهر في المسيحية ضمن الثقافة اليونانية التي كتبت بها نصوص العهد الجديد، وليس المعنى السُرياني الاصلي للكلمة بحسب ادعائه انها كلمة سُريانية والذي لم يأتِنا عليه بدليل. علماً أن كلمة لاهوت السريانية تكتب بالصيغة التالية: (ܡܰܠܳܠܘܬ ܐܰܠܳܗܘܬܐ). ويجب ملاحظة ان كلمة (الإلوهية) التي تعني في الانجليزية (divinity) وفي السريانية (ܐܰܠܳܗܘܬܐ) تختلف من حيث الاصطلاح عن كلمة (اللاهوت) التي تعني في الانجليزية (theology) وفي السريانية (ܡܰܠܳܠܘܬ ܐܰܠܳܗܘܬܐ). فالإلوهية تعنى بالمظاهر الإلهية كالمعجزات والرؤى التي تحدث أي حالة الأشياء التي يُعتقد أنها نشأت من الإله، بينما اللاهوت هو طبيعة الإله من حيث صفاته.
كما انه إذا كانت (اللاهوت) السُريانية تعني الـ (ثيولوجيا) في اللغات الاوربية كما ذكر يوسف زيدان، فأي لغة يقصد؟ هل يقصد اللاتينية ام اليونانية ام اللغات المعاصرة كالانجليزية والفرنسية والالمانية إلخ، ولماذا هنا استعمل تعبيراً فيه تدليس بقوله (في اللغات الاوربية) ولم يشخِّص لغة بعينها، سوى لأنه غير متخصص باللغات ولا يعرف سوى الاستخدام الانجليزي المتداول للكلمة!
اما مزاعمه بأنَّ العرب استحدثوا وزن (فعلوت) فهذا يخالف ما ورد عن لغة العرب في القواميس العربية الشهيرة التي حفظت لنا المفردات العربية، والمقصود هو الكلمات العربية أيام الفصاحة في الفترة قبيل ظهور الاسلام وبعيده بقليل، أما الفترة المتأخرة في العصر العباسي وما بعده، فالكلمات الدخيلة الى اللغة العربية لا يعتد بها كدليل على تأثر العربية بالسريانية بخصوص هذه اللفظة، وتبين ان كلمة لاهوت هي مماثلة لكلمات (رغبوت) و(رحموت) ووزنها (فعلوت). ومن الجدير بالذكر لأنَّه لم تظهر كلمة (لاهوت) في مؤلفات المسلمين الا في فترة متأخرة، كما ان النصوص الجاهلية والقرآن الكريم والاحاديث النبوية وروايات أهل البيت (عليهم السلام) خلت من ذكرها، رغم ما قيل من تأثر العربية بالسُريانية او انها فرع منها!!
وأقدم نص عربي استخدم لفظ (لاهوت) عثرنا عليه هو:
•        كتاب الصحاح للجوهري المتوفى سنة 393هـ [14]، في معرض كلامه عن الإشتقاق اللغوي لكلمة (لاهوت).
•        كتاب (تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل) للباقلاني المتوفى سنة 403هـ[15]، في معرض كلامه عن المسيحية.
•        كتاب (كنز الفوائد) لأبي الفتح الكراجكي المتاوفى سنة 449هـ[16]، في معرض كلامه عن المسيحية.
إذن اول نص وردت فيه كلمة (لاهوت) هو قاموس عربي (الصحاح) للجوهري، من باب شموله لكل مفردات اللغة العربية، ولا شك أنه اقتبسها من المسيحيين العرب، حيث لم تكن هذه الكلمة قد وردت في أي نص عربي قبل ذلك، ولذلك نجده يعبر عنها بقوله: (وأما لاهوت فإن صح أنه من كلام العرب) فيذكرها على سبيل التشكيك بأصالتها العربية.
أمَّا من حيث الاشتقاق اللغوي لكلمة (لاهوت) فيقول الجوهري: (وأما لاهوت فإن صح أنه من كلام العرب فيكون اشتقاقه من لاه، ووزنه فعلوت مثل رغبوت ورحموت، وليس بمقلوب كما كان الطاغوت مقلوباً)[17]. ووافقه ابن منظور في لسان العرب حيث ذكر النص نفسه[18]، وقال الجوهري أيضاً: (وطاغوت وإن جاء على وزن لاهوت فهو مقلوب لأنه من طغا، ولاهوت غير مقلوب لأنه من لاه، بمنزلة الرغبوت والرهبوت، والجمع الطواغيت)[19]. وقال ابن منظور عن اشتقاق لفظ طاغوت: (والطاغوت ، يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث: وزنه فعلوت إنما هو طغيوت ، قدمت الياء قبل الغين ، وهي مفتوحة وقبلها فتحة فقلبت ألفا. وطاغوت، وإن جاء على وزن لاهوت فهو مقلوب لأنه من طغى، ولاهوت غير مقلوب لأنه من لاه بمنزلة الرغبوت والرهبوت، وأصل وزن طاغوت طغيوت على فعلوت، ثم قدمت الياء قبل الغين محافظة على بقائها فصار طيغوت، ووزنه فلعوت، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار طاغوت. وقوله تعالى: يؤمنون بالجبت والطاغوت)[20].
وقال الزبيدي في تاج العروس: (وأما لاهوت إن كان من كلامهم، أي العرب وصح ذلك، ففعلوت من لاه، مثل رغبوت ورحموت، وليس بمقلوب كما كان الطاغوت مقلوبا؛ نقله الجوهري. ولا ينظر لقول شيخنا، الصحيح أنه من مولدات الصوفية أخذوها من الكتب الإسرائيلية. وقد ذكر الواحدي أنهم يقولون لله لاهوت، وللناس ناسوت، وهي لغة عبرانية، تكلمت بها العرب قديماً)[21].
وفي قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية نقرأ: (لاهوت : ( كولو 2 : 9 ) طبيعة الله ( قابل اع 17 : 29 ورو 1 : 20 ) )[22].
وقد ذكرت كلمة اللاهوت بالكتاب المقدس فى اكثر من موضع وهي:
  * أعمال الرسل (17: 28 ، 29): (إننا به نحيا ونتحرك ونوجد كما قال بعض شعرائكم أيضا لأننا أيضا ذريته فإذ نحن ذرية الله لا ينبغى أن نظن أن اللاهوت شبيه بذهب أو فضة أو حجر نقش صناعة إختراع إنسان).
 * رؤيا يوحنا (1 :20): (لأن أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركه بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنهم بلا عذر).
 * رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي (2: 9): (لأن فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً).          
وهذا يعني ان الكلمة اصلها يوناني لأن نصوص العهد الجديد مكتوبة باليونانية! الا اذا تمكن احد ان يثبت ان اليونانية استعارت هذه الكلمة من السريانية وهو ما لم يصلنا الى الآن!
وهذا يدفعنا للتساؤل: لماذا يريدون الربط بين القرآن الكريم وبين السريانية؟ نعم قد تكون هناك بضع كلمات سريانية ضمن اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، كما ان هناك كلمات من لغات أخرى كاليونانية والفارسية وغيرها شأنها شأن أي لغة اخرى لا بد ان تدخلها كلمات من لغات أخرى نتيجة حيويتها واختلاط أهلها بالأقوام المجاورة. ولكن ان يتم تصوير وكأن اللغة العربية فرع من السريانية بخلاف الواقع فهذا ورائه اهداف أخرى منها: 
الهدف الاول هو ان يصوروا الاسلام وكأنه فرع من النصرانية أو دعوة نصرانية وقد انحرف عنها[23]، وبذلك يقاوموا فكرة ان المسيحية دين منحرف وان الاسلام دين سماوي قد صحَّح إنحرافها.
والهدف الثاني هو تفسير آيات الأحكام في القرىن الكريم بغير التفسير الحقيقي الذي جاء به الاسلام بالاعتماد على بعض الألفاظ التي يزعمون انها سريانية وليست عربية، وبذلك يروِّجون انه يجب تفسير النص العربي وفقاً لمعنى اللفظ السرياني!! فيحرِّفوا الشريعة الاسلامية بغير ما أُسِّست عليه، في محاولة منهم لسحب عوامل العنف الجهادي الذي يعتنقه بعض المسلمين، من قبيل تفسير (الحور العين) بواحة الماء بدلاً من النساء في الجنَّة! من اجل سلب الجهاديين دوافعهم للعمليات الانتحارية بحسب ظنِّهم!!
والثالث تحريف فكرة خاتمية الرسل التي يتصف بها رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) من أجل فسح المجال لمزاعم ظهور أنبياء جُدد، وهو الأمر الذي يستفيد منه البهائيون بالدرجة الاساس. ولا ندري على سبيل اليقين هل ان الاستاذ يوسف زيدان منهم أم لا!
 
كلمة (هرطقة):
يقول يوسف زيدان: (ونادراً ما تستخدم كلمة هرطقة في التراث الاسلامي، فقد ناب عنها مفرداتٌ أخرى، عربية، مثل بدعة، إلحاد، كفر، زندقة. والكلمة الأخيرة (زندقة) ذات أصل فارسي، وقد أرتبطت في أول الامر، بأصحاب الديانة الزرادشتية، حيث اشتُقت لفظاً من عنوان كتابهم المقدس (زنده فستا) )إلخ[24].
والحق ان كلمة (هرطقة) لم تستخدم في أي نص عربي لا قبل الاسلام ولا بعده، ولم يتداولها المسلمون في القرون الاسلامية العشرة الاولى، على حد إطلاعنا. وهذا يدل على استقلالية الفكر الاسلامي عن التأثر بالأديان التي سبقته، فلم يستعير من التراث المسيحي لا كلمة (لاهوت) ولا كلمة (هرطقة) التي استُخْدِمَ عوضاً عنها مصطلح (البدعة) الوارد في الاحاديث الشريفة. ثم ظهر بعد ذلك في العصر العباسي لفظ (الزندقة). وهذا يدل على ان التراث الاسلامي لم يتأثر بالتراث المسيحي، فعلم الكلام لم تتم استعارته من التراث المسيحي وهو امر مختلف عن اللاهوت المسيحي سواء الدفاعي او النظامي او الكتابي او ما يكن من تراث مسيحي.
 
 
حشر العربية في المصطلحات المسيحية!
يقول يوسف زيدان: (ويمكن القول ان الهرطقة في المفهوم المسيحي هي نقيض الأرثوذكسية، وأن اللاهوت هو المقابل للناسوت .. ولا يفوتنا أن هذه المعاني المتضادة المتقابلة ترجع أصول مفرداتها الى عدة لغات: يونانية، سريانية (آرامية)، لاتينية، عربية)[25]! وكل مطّلع على التراث المسيحي يعلم جيداً أنه لا علاقة للغة العربية بمصطلح (هرطقة) و(لاهوت) و(ناسوت)، بل ربما استعملت بعض هذه المفردات من قبل العرب كما استعملوا مفردات انجليزية وفرنسية أخرى من قببيل الـ (ثيولوجيا) والـ (لائكية) وغيرها. وحشر يوسف زيدان للّغة العربية في هذا النص هو نوع من التدليس على وجود ارتباط بين هذه الاديان او تراثها، وهو ما يحاول عاجزاً عن إثباته في كتابه هذا دون جدوى!!
 
خلطة "اللاهوت العربي"!
يحاول يوسف زيدان العبور على التاريخ والزمان والتراث وخلط المواضيع والحقائق وانتاج فكرة خاصة به، لا تساعده عادةً الحقائق على انتاجها، لولا خلطته المعتمدة بشكل أساس على التدليس ودمج المواضيع وتمييع الحقائق. فلنقرأ نص ما كتبه، حيث قال: (أنني أرى، ببساطة، أن الديانة المسيحية لم تعرف (اللاهوت) إلا من خلال المحاولات التي أرادت أن تنتقل بالفكر الديني من الاشتغال بحقيقة وطبيعة المسيح (الكريستولوجيا) الى الانشغال بالذات الإلهية وصفاتها، وما يتعلق بها من موضوعات وعلاقات بين الله والعالم (الثيولوجيا). وهذه المحاولات الكنسية اللاهوتية، وتلك المذاهب الدينية، ظهرت في منطقة الهلال الخصيب (الشام والعراق) وهي المنطقة التي سادت فيها الثقافة العربية، من قبل ظهور الاسلام، بل من قبل انتشار المسيحية بقرون من الزمان. وهي التي أدَّت بشكل مباشر الى صياغة (الآرثوذكسية) ذاتها، وإلى ظهور صيغ (قانون الايمان) المتعددة، بسبب تلك الاجتهادات الهرطوقية التي ظهرت في منطقة انتشار الثقافة العربية. وكانت هذه الاجتهادات التي توالى ظهورها لعدة قرون تسعى الى إرساء لاهوت مسيحي عميق لكنها لم تنجح في مسعاها إلا بعد ما ظهر الاسلام منتصراً لتلك الرؤى التنزيهية التي كانت تسمى آرثوذكسياً بالهرطقة النسطوريّة والهرطقة الآريوسية. الاولى نسبة الى الاسقف نسطور المرعشي (المرعشلي) والأخرى نسبةً الى القس آريوس الليبي الذي أسماه المؤرخون المسلمون بعد وفاته بقرون: عبد الله بن أريس! وهو الراهب الذي أذاع آراءه (هرطقته) حين عاش بالشام وتعرَّف الفكر الكنسي الذي كان سائداً هناك قبله. كما سنعرض لذلك تفصيلاً فيما بعد. وهذه الاجتهادات الهرطوقية العربية الساعية الى تأسيس لاهوت مسيحي مضاد للكريستولوجيا الأرثوذكسية وهيمنة المؤسسة الكنسية، ظهرت كلها في محيط جغرافي محدد، وبين جماعة بعينها من الناس. فكان ذلك المحيط الجغرافي وكانت تلك الجماعة، هما بذاتهما المجال الذي ظهر فيه، بعد ظهور الاسلام، ما سوف يسمى بعلم الكلام)[26]!
وفيما يلي اهم الاخطاء التي تضمنها هذا النص والتدليسات المتضمنة فيه:
        ان انشغال اللاهوت المسيحي بطبيعة المسيح (الكريستولوجيا) أشد وأوسع من انشغالهم بالثيولوجيا، وإنَّ إنقسام الكنائس المسيحية إنما حصل بسبب موقفهم من طبيعة المسيح (الكريستولوجيا). وبذلك نجد ان كلام يوسف زيدان عن ظهور اللاهوت بسبب انتقال الفكر الديني من الكريستولوجيا الى الثيولوجيا غير تام، بل لا معنى له إذا علمنا أنَّهما جزء من علم اللاهوت المسيحي.
        ليست جميع المذاهب المسيحية ظهرت في منطقة الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق) وإن انتشرت فيها بعد ذلك كما انتشرت في غيرها من المناطق، فلا خصوصية لمنطقة الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق) في ظهور المذاهب المسيحية. ونستعرض فيما يلي مناطق ظهور المذاهب المسيحية الرئيسية أو الأكثر شهرة:
    المذهب الآريوسي: وقد اظهر آريوس (المولود في ليبيا حوالي 270م) مذهبه حينما كان كاهناً في الاسكندرية.
ويشرح البروفيسور ب. ك خريستو (أستاذ الآباء بجامعة تسالونيكي باليونان) تعاليم آريوس فيقول: (فإن الله واحد، غير مولود وحده، سرمدى وحده، ليس له بداية وحده. الحقيقي وحده، الذى له الخلود وحده. وبجانب الله، لا يوجد كائن آخر.. ولكن عن طريقه توجد قوة عامة (لا شخصية) هى "الحكمة والكلمة".. وهذه التعاليم مأخوذة عن "الوحدانية المقتدرة" التى لبولس الساموساطى. ولكن فكره اللاهوتي يوضح إعتماداً أكثر على "المدافعين". وتأثيرات "الغنوسيين". فيما أن الله كان واحداً فهو لم يكن أباً "الله لم يكن دائماً أباً. أما فيما بعد فقد صار أباً". ولقد صار الله أباً عندما أراد أن يخلق العالم. عندئذ خلق كائناً واحداً. هذا الكائن أسماه الابن، ويسمى استعاريا الكلمة أو الحكمة. إذن فحسب تعاليم أريوس توجد حكمتان: 1- قوة الله الواحدة العامة. 2- وكائن إلهى ذاتى واحد. وهذا الكائن هو الحكمة الثانية الذى جاء إلى الوجود من العدم. ومن ثم فهو مخلوق. إذ يقول "كلمة الله ذاته خلق من العدم.. وكان هناك وقت ما حينما لم يكن موجوداً. وقبل أن يصير لم يكن موجوداً.. بل أنه هو نفسه أول الخليقة لأنه صار" ويقول أيضاً "الله وحده كان وحده دون أن يكون هناك الكلمة والحكمة.. ومن بعد ذلك عندما أراد أن يخلقنا عندئذ بالضبط خلق شخصاً وهو الذى دعاه الكلمة والابن، وذلك كى يخلقنا بواسطته". ولكى يؤيد تعاليمه استخدم نصاً خاصاً اقتبسه من سفر الأمثال: "الرب أقامنى أول طرقه.." (أم22:8)، وكان أوريجانوس من قبل قد تحدث عن "خضوع الابن"، كما تحدث عن "ميلاد الكلمة الأزلى" وهنا أخذ أريوس الجزء الأول فقط من تعاليم أوريجانوس، وذلك عندما أضطر فيما بعد أن يقر "بالميلاد قبل الدهور" مفسراً ذلك بأنه يعنى فقط الزمن الذى سبق خلقه العالم. فعند أريوس. يبدأ هذا العالم بخلق الابن، عندما بدأ الزمن أيضاً أن يوجد.. والابن هو المولود الأول ومهندس الخليقة.. ومن المستحيل عنده أن يعتبر الابن إله كامل. ويعتبر أن معرفته محدودة لأنه لا يرى الآب ولا يعرفه.. والأمر الأكثر أهمية أنه يمكن أن يتحول ويتغير كما يتحول ويتغير البشر.. "وبحسب الطبيعة فإنه مثل جميع الكائنات، هكذا أيضاً الكلمة ذاته قابل للتغيير والتحويل ولكن بنفس أرادته المطلقة، طالما أنه يرغب فى أن يبقى صالحاً.. حينئذ عندما يريد فإنه فى استطاعته هو أيضاً أن يتحول مثلنا، حيث أن طبيعته قابلة للتغير". أن بولس الساموساطى استعمل اصطلاح "القدرة على الاكتمال الذى أتخذ منه أريوس كل تعبيراته.. وفقاً لتعليمه وهو أن المسيح هو ظهور بسيط للكلمة فى إنسان. ومن ناحية أخرى فهو يعتبر إنسان كامل فقط وليس إله كامل.. وبالتالى فإن الأبن يمكن أن يدعى الله إستعارياً فقط. وهو نفس الأسم الذى يمكن أن يدعى به البسطاء من الناس أيضاً حينما يصلون إلى درجة كاملة من الروحانية والأخلاق.. وهنا يتضح كل تعليم هرطقة "التبنى Adoptionism" عن المسيح)[27]. 
فهذا المذهب وإنْ كان ينكر إلوهية المسيح لكنه يرى المسيح رؤية غنوصية بأن يكون المسيح أول المخلوقات الذي يسميه الفلاسفة الصادر الاول وان الإله بواسطته خلق جميع المخلوقات، وهذا بالتأكيد يخالف التعاليم الاسلامية.
    المذهب الخلقيدوني: وتقع مدينة خلقيدونية شمال شرق البسفور في الشاطئ المقابل لمدينة اسطنبول الحالية، وهو مذهب الكنيستين الرومانية والبيزنطية المعتنقين لنتائج مجمع خلقيدونية والذي عُقِدَ سنة 451م  ونجم عن هذا المجمع انشقاقٌ أدّى إلى ابتعاد الكنائس المشرقيّة (القبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة والحبشية) عن الشراكة مع الكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة. وهو مذهب يؤلِّه المسيح والاقانيم الثلاثة.
    المذهب اللاخلقيدوني: هو مذهب الرافضين لنتائج مجمع خلقيدونية ويمثل كنائس القبطية والسريانية والارمنية والحبشية أي الكنائس المشرقيّة. ومعروف مواقع هذه الكنائس خارج منطقة الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق) فالكنيسة الارمنية في ارمينيا والقبطية في مصر والحبشية في بلاد الحبشة (اثيوبيا الحالية). فيما نجد ان الكنيسة السريانية الآرثوذكسية هي الوحيدة التي تقع في بلاد الشام حيث مقرها في كاتدرائية مارجرجس بباب توما في دمشق. ومن الكنيسة السريانية ظهر مذهب اليعاقبة الذين ينتمي لهم الغساسنة الذين حكموا بلاد الشام قبل ظهور الاسلام. وهو مذهب يؤلِّه المسيح والاقانيم الثلاثة.
    المذهب النسطوري: نسبة الى نسطور بطريرك القسطنطينية، فهذا المذهب قد ظهر خارج بلاد الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق) وإن كانت النسطورية قد انتشرت فيما بعد فيهما كما انتشرت في غيرهما وفي ايران خاصة بالاضافة الى الهند وتركستان والتبت حتى الصين. ومن الجدير بالذكر ان المناذرة الذين حكموا الحيرة قبيل الاسلام كانوا من النساطرة. وهو مذهب يؤلِّه المسيح والاقانيم الثلاثة ويقول بوجود أقنومين للمسيح احدهما ناسوت والاخر لاهوت بالاضافة أقنوم الأب وأقنوم الروح القدس.
 
        يدَّعي ان منطقة العراق وبلاد الشام (الهلال الخصيب) هي المنطقة التي سادت فيها الثقافة العربية!! والظاهر ان هناك إلتباس قد حصل للاستاذ يوسف زيدان، فما هو تعريفه للعرب وما هي مناطق سكنهم وما هي المناطق التي سادت فيها ثقافتهم قبل الاسلام؟ وما هي طبيعة الثقافة العربية وملامحها؟ هل نحن بحاجة الى توضيح الواضحات والقول أن العرب هم سكان الصحراء في شبه الجزيرة العربية، ومناطقهم هي: تهامة والحجاز ونجد واليمن والعروض. ورغم ان الغساسنة قد حكموا بلاد الشام قبيل ظهور الاسلام فهذا لا يجعل من ثقافة البلاد ثقافة عربية، بل كانت الآرامية والسريانية هي السائدة فيها. وكذلك في العراق فقد كانت السريانية هي اللغة السائدة ايام حكم الساسانيين[28]. ومن الملاحظ سيادة اللغة الآرامية وفرعها السريانية في المناطق التي يفترض ان العرب كانوا يحكمونها، قبل الاسلام، في العراق وسوريا (بلاد الشام) مثل مملكة الحضر (مملكة عربايا) ومملكة تدمر ومملكة الانباط. نعم هناك قبائل عربية انتشرت في العراق وبلاد الشام كقبيلة اياد وبكر بن وائل وتغلب، غير ان هذه القبائل كانت تستخدم اللغة العربية كلغة قبلية خاصة بها أو ما يسمى بمصطلحات عصرنا (لغة محليّة)، ولا يعني هذا ان جميع سكان العراق وبلاد الشام كانوا يستخدمون العربية ولا يعني ان ثقافتها كانت ثقافة عربية. فقد كانت القبائل العربية في العراق وبلاد الشام اقليّة، قبل الفتوحات الاسلامية.
يقول هنري س. عَبّودي عن مملكة الحضر: (سكان الحضر كانوا من القبائل العربية، بينهم عدد كبير من الآراميين الذين بدا أثرهم في اللغة والكتابة والمعتقج والفنون والاسماء العلمية، وقد انضم الى هؤلاء السكان لاحقاً جاليات من اليونان والرومان والماديين والبارثيين وأقوام أخرى)[29]. فأين هي الثقافة العربية التي يزعم يوسف زيدان وجودها إذا كانت اول مملكة عربية خارج الجزيرة العربية ذات لغة وثقافة آرامية!
وكذلك بالنسبة لمملكة تدمر كما كتب هنري س. عَبّودي عنها في القرن الثالث قبل الميلاد: (كان سكان تدمر حينها مزيجاً من العمّوريين والآراميين والعرب الرحل ونصف الحضريين. وكانت لغة تدمر في العهد الروماني الآراميّة السوريّة، وكانت شديدة القرب من آرامية شرقي الاردن، أي اللهجة النبطية. ولكن النصوص العربية التي عُثر عليها تُعد بأصابع اليد[30]. وكانت اللغة اليونانية منتشرة على صعيد الإدارة والعلوم والهندسة المعمارية)[31]. ثم يقول: (عُثر على نصوص في تدمر مكتوبة باللاتينية والأغريقية، إنّما عُثر كذلك على نصوص مزدوجة اللغة مكتوبة باللغتين الإغريقية والآرامية، وعلى نصوص آرامية صِرفة. واللغة التدمرية هي لغة آرامية غربية، إنّما تحتوي على بعض التغييرات التحديثية على صعيد الإملاء أو الصرف، يمكن تبريرها بإستقلالية هذه اللغة وكذلك بالعلاقات التجارية بين تدمر وبلاد ما بين النهرين التي أكسبتها بعض صفات اللغات الساميّة الشرقية. واللغة التدمرية تستعمل أبجدية خاصة بها قريبة من الأبجدية العبرية المربّعة)[32].
وتقول لوسيندا ديرفين Lucinda Dirven أنّه ابتداءاً من القرن الاول قبل الميلاد فما تلاه سكنت مجاميع عربية من اصول متعددة واحة تدمر واندمجت في السكان هناك[33]. كما اننا نعلم من المؤرخ اليوناني بوليبيوس Polybius أنه في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد ساهم زعيم قبيلة تدمرية Palmyrene يدعى زابديبل Zabdibel بعشرة آلاف جندي عربي في جيش انتيخوس الثالث  Antiochus IIIفي مواجهته مع بطليموس الرابع Ptolemy IV  في معركة رافيا Raphia سنة 217ق.م[34]. إذن كانت ثقافة العرب في تدمر جزءاً من الثقافة التدمرية الآرامية.
وامّا بخصوص مملكة الأنباط، يقول هنري س. عَبّودي: (النبطيون قوم من العرب ولغتهم المحكيّة عربية، أما لغة الكتابة عندهم فكانت الآرامية. والواقع ان اللهجة التي حفظنها لنا الآثار المكتوبة هي اللهجة الآراميّة الغربيّة المتأثرة في أسماء الاعلام ومفرداتها بالعربية. أما الخط النبطي فهو مشتق من الخط الآرامي)[35].
هذه هي ثقافة الممالك العربية الثلاثة التي نشأت خارج أو اطراف شبه الجزيرة العربية، قبل ظهور الاسلام، وكانت ثقافتها جزءاً من الثقافة الآرامية السائدة آنذاك. اما الثقافة العربية فهي المرتبطة بخط الجزم العربي قبل ظهور الاسلام.
إنَّ ثقافة أي قوم ليست مجرد بيت شعر يكتب بخط لغة أخرى، او شاهد قبر، بل هي اسلوب حياة ونظام إجتماعي بكل ما فيه من معتقدات وعادات وسلوك وتربية وفنون ضمن كيانية بارزة واضحة المعالم لأمة محددة العناصر وواضحة التشكّل. وليس مجرّد قبائل كل مشتركاتها أنها ساميّة الاصل، بما لهذا الاصل من سعة ليشمل امم متعددة، وكل مشتركاتها أيضاً أنها تعيش في نفس البيئة الصحراوية في شبه الجزيرة العربية. فكل امة لها افراد او جماعات عاشوا في صحراء شبه الجزيرة العربية أصبح يطلق عليهم لفظ (عرب). ولا يمكن انكار أنَّ الهوية العربية لم تبرز ولم تكتمل ملامح ثقافتها إلا بعد ظهور الاسلام والذي ساهم أيضاً في ظهور ملامح خط هجائي واضح المعالم وواسع الانتشار بين افرادها. نعم الاسلام هو الذي شكَل هوية الامة العربية ومعالمها ومقوماتها الاسلامية الواضحة. ولذلك ليس من السهولة التحدث عن امة عربية بدون ان تكون قائمة على أسس اسلامية ومختلطة به وبثقافته. ولذلك فالذين استعملوا مصطلح "الجاهلية" لوصف فترة ما قبل الاسلام التي كانت الحياة القبلية هي السائدة فيها، لم يكن استعمالهم بعيد عن الصواب، لأنه لم تكن هناك ملامح ثقافية واضحة لأمَّة متكاملة العناصر والملامح، والمضاد للثقافة هو الجهل.
        لم يكن الاستاذ يوسف زيدان محايداً في تعامله مع المذاهب المسيحية، فأعتبر بعضها هو المسيحية الحقّة واعتبر البعض الآخر هرطقة أي بدعة، وهذا ليس من سمات الباحث المحايد، فجميع المذاهب المسيحية هي نتاجات فكرية بشرية بالنسبة الى بقية البشرية، فالبشرية لا تعتبر ان المسيحية هي دين حق وان مذهباً واحداً فقط منها هو الذي جاء به المسيح وإلّا لاتبعته! فجميع مذاهب المسيحية تنظر لها البشرية نظرة واحدة، غير ان هناك ظروفاً سمحت لبعضها بالبقاء والانتشار ومنعت الأخرى من ذلك فاضمحلت وانقرضت، وانقراضها لا ينقص من مكانتها الفكرية شيئاً، لأننا ننظر لها من زاوية فكرية مجرّدة، وليس من زاوية إيمانية. فلم يكن يجدر بيوسف زيدان أن يستعمل مصطلح الهرطقة ضد بعض المذاهب المسيحية لأنه بذلك يكون غير محايد في بحثه الفكري والاجتماعي والتاريخي.
ونفس الامر نجده حينما يقف من مرقيون السينوبي مؤسس الكنيسة المرقيونية في منتصف القرن الثاني الميلادي، موقفاً غير محيداً فيطلق عليه لقب (الهرطوقي)[36]!
        زعم الاستاذ يوسف زيدان فرية واضحة بقوله: (ظهر الاسلام منتصراً لتلك الرؤى التنزيهية التي كانت تسمى آرثوذكسياً بالهرطقة النسطوريّة والهرطقة الآريوسية)! ولو جاء هذا الكلام من انسان قليل الثقافة لربما عذرناه، ولكن ان يصدر من مثل يوسف زيدان فهذا يدفعنا للشك حول دوافعه. فمن الواضح ان ما جاء به الاسلام لا ينسجم مع أي مذهب مسيحي معروف سواء الكاثوليكيّة أو الآرثوذكسيّة او الآريوسيّة أو النسطوريّة أو اليعقوبيّة أو غيرها، بل إنَّ الاسلام جاء بكلمة السواء بينه وبينها والتي بيّنها في سورة آل عمران (عليهم السلام) بقوله تعالى: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)). وحتى الآريوسية التي ترى ان المسيح (عليه السلام) هو الواسطة التي خلق الله بها العالم، فهذه الرؤية لا تنسجم مع الاسلام الذي يؤكد ان الله سبحانه وتعالى عظيم القدرة وهو الغنيّ فلا يحتاج احداً من مخلوقاته، تبارك وتعالى. فالاسلام لم ينتصر لأي مذهب مسيحي ضد مذهب آخر كما توهم يوسف زيدان!
        اتضح من الاضاءات التي ذكرناها آنفاً خطأ قول يوسف زيدان: (فكان ذلك المحيط الجغرافي وكانت تلك الجماعة، هما بذاتهما المجال الذي ظهر فيه، بعد ظهور الاسلام، ما سوف يسمى بعلم الكلام)! لأن المذاهب المسيحية ظهرت في مناطق متعددة خارج البلاد التي سكنها العرب او تواجدوا فيها او استوطنوها بعد الفتوحات الاسلامية. فعلم الكلام علم اسلامي اصيل ينطلق من الاسلام نفسه ولم يكن هناك تأثير من المسيحية عليه، فهو علم ينطلق من النص المقدَّس (الآيات القرآنية والاحاديث النبوية) ليمتطي المنطق والبديهيات العقلية ويؤسس لعقيدة إسلامية رصينة. بينما الخلافات بين المذاهب المسيحية دارت حول طبيعة المسيح والعلاقة بين لاهوته وناسوته بحسب عقيدتهم الشركية، بدون ان يستند كل طرف الى بديهية عقلية او نص من الاناجيل او من رسائل بطرس او بولس او غيرهما، بل مجرد آراء واستحسانات للبابوات والبطاركة قادتهم الى الاختلاف والافتراق والتخاصم وتبادل الحرمان الديني فيما بينهم. 
 
الهو هو!
قاال يوسف زيدان: (والمسيحُ في العقيدة الارثوذكسية، القبطية منها وغير القبطية، هو الرب الكامل، وهو الإله المتجسد، وهو هو. وعلينا هنا أن ننتبه الى هذا المصطلح الأخير (الهو هو) الذي ظهر لأول مرة في المناقشات الكريستولوجية المتعلقة بطبيعة السيد المسيح (يسوع، عيسى، خريستو، كريستوس) وهي المناقشات الحامية الحادة، التي جرت بين الكنائس الكبرى قبل ظهور الاسلام. ثم ظهر هذا المصطلح (الهو هو) عربياً بعد الاسلام، وتوسّع المتكلمون المسلمون (المعتزلة) وأفاضوا في مفهوم الهو هو، حتى صار نظرية كلامية شهيرة، تعالج مشكلة الصفات الإلهية عند المسلمين، إنطلاقاً من الرؤية المعتزلية القائلة إن صفات الله غير زائدة على ذاته، إذ هي عين الذات .. أي هي هو)[37]!!
وهذا الذي تفضل به يوسف زيدان في هذا النص ليس له أصل في كتب المعتزلة ولا بقية المسلمين، فأولاً هو لم يذكر مصادره لما نسبه للعقيدة المسيحية الآرثوذكسية حول طبيعة المسيح والـ (هو هو)، وثانياً لم يذكر مصادر لما نسبه للمعتزلة من ارتباط عقيدتهم مع المصطلح الغامض الـ (هو هو)! وثالثاً إن القول بإنَّ صفات الله سبحانه هي عين ذاته ليس من باب المصطلح الغامض الهو هو) بل لتجنب القول بتعدد القدماء، لأن الله سبحانه قديم وصفاته كذلك فإذا كانت الصفات غير الذات تعدد القدماء، وكل قديم فهو إله، وفي ذلك شبهة الشرك.
 

 
________________________________________
الهوامش:

[1] اللاهوت العربي / يوسف زيدان – ص35.
[2] المصدر السابق – ص36.
[3] المصدر السابق – ص37.
[4] المصدر السابق – هامش رقم (3) ص37.
[5] تاريخ اللغات الساميّة / إسرائيل ولفنسون / مطبعة الاعتماد / الطبعة الاولى، 1929م - ص7.
[6] المصدر السابق - ص7.
[7] المصدر السابق – ص148.
[8] المصدر السابق – ص159.
[9] المصدر السابق – ص160.
[10] مقال بعنوان (كلمة (عَرَبْ) سريانية معناها الغرب)، بقلم موفق نيسكو، منشور بتاريخ 20/12/2016م، في الموقع الالكتروني الحوار المتمدن.
[11] تاريخ اللغات الساميّة / إسرائيل ولفنسون / مطبعة الاعتماد / الطبعة الاولى، 1929م – ص163.
[12] المصدر السابق – ص169.
[13] اللاهوت العربي / يوسف زيدان – ص38.
[14] الصحاح / إسماعيل بن حماد الجوهري (توفي 393هـ) – ج6 ص2249.
[15] تمهيد الاوائل وتلخيص الدلائل / القاضي ابو بكر محمد بن الطيب الباقلاني – ص118.
[16] كنز الفوائد / ابي الفتح الكراجكي – ص107.
[17] الصحاح / إسماعيل بن حماد الجوهري (توفي 393هـ) – ج6 ص2249.
[18] لسان العرب / جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الافريقي المصري (توفي 711هـ) – ج13 ص539.
[19] الصحاح / إسماعيل بن حماد الجوهري (توفي 393هـ) – ج6 ص2413.
[20] لسان العرب / جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الافريقي المصري (توفي 711هـ) – ج15 ص9.
[21] تاج العروس من جواهر القاموس/ محمد مرتضى الزبيدي (توفي 1205هـ) - ج 19 ص 91.
[22] قاموس الكتاب المقدس / مجمع الكنائس الشرقية / هيئة التحرير: بطرس عبد الملك، جون الكساندر طمسن، ابراهيم مطر - ص820
[23] انظر مقال (من الإنجيل إلى الإسلام: مقابلة مع كريستوف لوكسنبرغ) / حاوره "ألفريد هاكنسبرغر" ، ترجمة  وتقديم "إبراهيم جركس" ، منشور في الموقع الالكتروني الحوار المتمدن. 
[24] اللاهوت العربي / يوسف زيدان – ص40.
[25] اللاهوت العربي / يوسف زيدان – ص43.
[26] اللاهوت العربي / يوسف زيدان – ص46 و47.
[27] المقالات الثلاثة ضد الآريوسيين / البابا اثناسيوس الرسولي / ترجمة أ. صموئيل كامل عبد السيد، د. نصحي عبد الشهيد بطرس ، مراجعة د. جوزيف موريس فلتس – ص22 و23.
[28] Concise Encyclopeida Of World History. Carlos Ramirez-Faria. 2007. Page33.
[29] معجم الحضارات الساميّة / هنري س. عَبّودي /  جروس بُرس - ص357.
[30] لم يبين طبيعة النصوص العربية هل كتبت بلغة عربية وحروف آرامية أم بحروف عربية! كما لم يبين الى اي فترة زمنية تعود تلك النصوص العربية؟ إذ نشك بوجود نصوص عربية مكتوبة بخط عربي تعود للقرن الرابع قبل الميلاد.
[31] معجم الحضارات الساميّة / هنري س. عَبّودي /  جروس بُرس – ص270.
[32] معجم الحضارات الساميّة / هنري س. عَبّودي /  جروس بُرس – ص271.
[33] The Palmyrenes of Dura-Europos: A Study of Religious Interaction in Roman Syria / By Lucinda Dirven – page19.
[34] Ancient Syria: A Three Thousand Year History / By Trevor Bryce – page277 & 278.
[35] معجم الحضارات الساميّة / هنري س. عَبّودي /  جروس بُرس – ص839.
[36] اللاهوت العربي / يوسف زيدان – ص58.
[37] اللاهوت العربي / يوسف زيدان – ص60.


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/02



كتابة تعليق لموضوع : نقد كتاب اللاهوت العربي ليوسف زيدان – (4/8)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net